إلى الصون مدّت تلمسان يداها
ولبّت فهذا حسن صوت نداها
وقد رفعت عنها الإزار فلج به
وبرد فؤاداً من زلال نداها
وذا روض خدّيها تفتق نَوره
فلا ترضَ من زاهي الرياض عداها
ويا طالما عانت نقاب جمالها
عداةٌ وهم بين الأنام عداها
وكم رائمٍ رام الجمال الذي ترى
فأرداه منها لحظها ومناها
وحاول لثمَ الخال من ورد خدها
فضنّت بما يبغي وشطّ مداها
وكم خاطبٍ لم يدع كفئاً لها ولم
يشم طرفاً من وشي ذيلِ رداها
وآخر لم يعقد عليها بعصمةٍ
وما مسّها مسّاً أبان رضاها
وخابت ظنون المفسدين بسعيهم
ولم تنل الأعدا هناك مناها
قد انفصمت من تلمسان حبالها
وبانت وآلت لا يحل عراها
سوى صاحب الإقدام في الرأي والوغى
وذي الغيرة الحامي الغداة حماها
ولما علمت الصدق منها بأنها
أنالتني الكرسي وحزت علاها
ولم أعلمن في القطر غيري كافلاًُ
ولا عارفا في حقها وبهاها
فبادرت حزما وانتصاراً بهمّتي
وأمهرتها حبا فكان دواها
فكنت لها بعلا وكانت حليلتي
وعرسي وملكي ناشراً للواها
ووشحتها ثوباً من العز رافلاً
فقامت بإعجابٍ تجرّ رداها
ونادت أعبد القادر المنقذ الذي
أغثتَ أناساً من بحور هواها
لانك أعطيت المفاتيح عنوة
فزدني أيا عزّ الجزائر جاها
ووهران والمرساة كلا بما حوت
غدت حائزاتٍ من حماك مناها