الجزء الثاني : عَلامة استفهام
اخَذت سالي تركض نحو باب الخروج بعدما سمعت صوت تحطم النافِذة في الطابَق العِلوي واثناء ركضها تعثرت ثم .. انقطعت الكهرباء
اصوات صُراخ .. اصوات تحطم اشياء .. اصوات بكاء
بعد ان عادَت الكهرباء .. استَيقظت اميليا لِتجد نفسها في مكان لم تذهب له بِنفسها وكل ماكان حولها جثث واشلاء ودِماء ومن بينهم جسد سيدتها سالي .. لقد كانت سالي حية وتتنفس ! لكن كان لديها اصابات خَطِرة جِداً .. شعرت اميليا انها تمسك شيئا ما نَظرت الى يديها ورات انها تحمل سيفاً يحوي بقايا من اشلاء الموتى ودِمائهم صرخت اميليا بِرعب وهِستيريا ورَمت السيف بعيدا واخذت تردد " انا لم افعل ذلك .. انا لم افعل ذلك " حتى اغمي عليها
حَوطت الشرطة المَكان تم العثور على جسد سالي وتم نقلها للمشفى ، حمِلت اميليا معها ..
في صباح اليوم التالي استيقظ اميليا وهي تشعر بِصداع شديد ، فَكرت ان كل ذلك حلم الى ان نظرت حولها لترى انها في المشفى وحولها اشخاص غرباء و اشخاص يَرتدون ملابِس الشرطة نظرت اليهم الخادمة العجوز باستغراب وحيرة .. اقترب الطبيب مِنها ببطئ وقال " لاتقلقي سيدتي تم انقاذك .. انتِ بين ايادٍ امينة " ثم اقترب الضابط هو الآخر ليَقول " لكن علينا التحقيق مَعك وكنا ننتظر استيقاظك " نظر اليه الطبيب محذراً وقال بِرفق تصاحِبه نبرة تحمل في طياتها التحذير والتَنبيه " علينا ان ننتظر استيعاب المريضة لما يحصل اولاً " فهم الضابط ذَلِك وامر اعوانه بالخروج وخَرج هو الاخر لتَظل اميليا وحدها مع الطبيب وممرضَتِه .. عم الغرفة السكون لِبعض الوقت لتقطع اميليا الصمت قائلة بصوت هادئ قَدر ما استطاعت " انا اعرف ماحَصل ووجدت نفسي في مكان الحادثة مع اني لم اذهب الى هناك حتى .. كان هناك جثث واشلاء في كل مكان وكان هناك جسد سيدتي سالي ويلنستون ايضا لكنها كانت تتنفس ولديها اصابات خطيرة .. كنت احمل سيفا فيه دِماء لكنني مُيقِنة انني لستُ من فعل ذلك .. انا لا استطيع قَتل حشرة حتى فكيف اقتل بشراً ؟ " اومأ الطبيب بهدوء وامر الممرضة بالخروج وعدم اخبار احد عن ماسَمعته .. اطاعت الممرضة الكلام بدون اي نقاش
قال الطبيب لاميليا بصوت تملئه الحيرة " هناك كاميرات بالمكان لكنها لم تلتقط اي شيئ .. هل تتوقعين من الشرطة تصديق كلامك هذا ؟ "
ردت اميليا بنبرة خائفة " ومالذي يمنعهم من التَصدِيق ؟؟ " اجاب الطبيب " انني فقط اسأل .. " وانتهى حديثهما وصمت الطرفان في محاولة لاستجماع افكارِهما وايجاد حل منطقي لهذه القضية الغامِضة
الاربعاء ..
الساعة الثانية والنصف .. فارقت الروح جسد سالي ويلنستون بعد غيبوبة دامت اسبوعين كامِلين .. بَذل الاطباء جهدهم لكي ينقذوها لكِن لم تكلل محاولاتهم بالنجاح للاسف .. تم نقل اميليا الى بيت مُؤَمَن من قِبل الشرطة بعدما تم اثبات برائتِها