في القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة كريمة بأسماءٍ مختلفة، وتتوزع هذه السور على ثلاثين جزءًا، منها سور طويلة ومنها سور قصيرة، ومن بين السور العظيمة التي وردت في شانها أحاديث كثيرة، سورة الرحمن، وهي سورة مدنية تتميز آياتها بنسقٍ خاص، وفيها ذكرٌ للكثير من نعم الله تعالى، وإشهاددٌ عام على وجود الإنس والجن؛ لأنّ الله تعالى يُخاطب في هذه السورة كل من: الإنس والجن، ويتحدّاهما في أن يكذبا نعم الله وآلائه التي لا تُعد ولا تُحصى، وفي هذا المقال سيتم ذكر سبب نزول سورة الرحمن. سُميت سورة الرحمن بهذا الاسم لافتتاحها باسم "الرحمن"، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تبدأ باسمٍ من أسماء الله الحسنى، بحيث يكون هذا الاسم في أول كلمة منن السورة، واسم سورة الرحمن هو الاسم الصحيح لهذه السورة، وذلك كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة وفي كتب التفسير، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن جابر قال: "خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه فقرأ سورة الرحمن"، ويُطلق عليها أيضًا اسم "عروس القرآن"، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن" سبب نزول سورة الرحمن هو قول المشركين : وما الرحمن؟، وذلك عندما قيل لهم اسجدوا للرحمن، وقد جاء هذا في قوله تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا"[٤]، فكان ردّ الله تعالى على المشركين بأن أنزل سورة الرحمن، وهذه السورة من أوّل السور نزولًا على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقيل أيضًا أن سبب نزول هذه السورة هو قول المشركين في الرسول -عليه الصلاة والسلام-"إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ" [٥]، حيث كان اهتمام المشركين بمن يعلم القرآن للرسول أكثر من اهتمامهم بالقرآن نفسه، كما ورد أن أبا بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- ذكر يوم القيامة ذات يوم، كما ذكر موازين الجنة والنار، فقال: "وددتُ أني كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق"، فنزل قول الله تعالى: "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" ورد في فوائد سورة الرحمن أحاديث كثيرة، لكنها أحاديث ضعيفة، ومن هذه الأحاديث عن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: "لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجن، فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنت كلما أتيتُ على "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" قالوا: لا بشيءٍ من نعمِك ربَّنا نُكذِّب، فلك الحمد"[١]، لكن لسورة الرحمن كما لجميع سور القرآن الكريم فوائد وفضلٌ كبير، إذ إن جميع سور القرآن الكريم سببٌ للبركة والخير الكثير، ومن مميزات هذه السورة الكريمة الحديث الوارد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأنّه سمّاها عروس القرآن، ومنها أيضًا ما ورد في حديث ضعيف جدًا، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قارئ الحديد وإذا وقعت الواقعة والرحمن يدعى في ملكوت السماوات والأرض ساكن الفردوس" الطقم من تصميم @U S A G I |