يُهيىء لنا أننا وحيدون. تِلك المشاعر المُتداخلة التي تقرعْ ناقوس قلوبنا فتعلن الحرب على الجميع. "هذا ليس أنا، إنني لا أشعرُ بذاتي ها هُنا، المكان لايلائمني، لا أحد يفهمني" وغيرها الكثيرُ مِن العبارات التي تدوي على مسامعنا فنشعرُ وكأننا بمفردنا. كَم مِن مرةٍ تباسمت في وجه أحدهم محبةً وداخلك يُردد "لماذا لا يغرب عن وجهي"؟ كَم هيّ عددُ المراتِ التي تضاحكت ألسنتك وتبادرت معهم أحاديثَ مفعمةً بالنشاط ولكنك تقوم مِن عندهم خال الوفاض والمشاعر؟ . . هل تَظن أن بكل مرة داهمك شعور الوحدة وسطَ الضجيج كان فخًا؟ أو أن بسمتكَ المصطنعة أمامهم لتخفي اهتمامًا مختلفًا عمّ يدور ها هُنا، كذبةً؟ أو ذاك الصوت الداخلي الذي يُخبرك مرارًا وتكرارًا أن تركل معرفتهم عرض الحائط، مُجرد نزوة؟ هل تُصدق أن كُل هذه المشاعرُ والأصوات والحركات وساوسٌ؟ - "أنا وحدي، غارقٌ في الظلام" هل أنت مِمن تجتاحهم هذه الجملُ في دواخلهم عدة مرات ولاسيما بالليل؟ هل أنت مِمن يظنُ أنهم لم يتقبلوك، ولم يعطوك فرصةً لتظهر روعتك؟ أنهم هُم من تخلوا عنك لا العكس؟ . . "أنا سيءْ، أسوأ مِمن تظن وكيفما تتخيل" "لكن لاتتركني وحدي، قاوم معي هذا السوء، وضع لي نجومًا في عَتمتي" إن لم تكن أحد الذين ذكرتهم بالأعلى، فأنت ربما النوعُ هذا، الذي لايقدر نفسهُ، يحتاج لمن يعاونهُ على الخير لكن الجميع يركلونه إلى الجحيم عوضًا عن ذلك!. يغرقُ بجدية في ظلامٍ لايد لهُ فيه، ورغم أنك سيء إلا أن معدنك مليء بالدفىء والحنين. أنت مِنهم؟ ضَدهم؟ أو حتى مِمن يحبون اكتشاف دواخلهم واخراجهم من سوئهم؟ أنت.. مَن أنت؟ ومِن هُنا أسألكم، هل نحنُ وحيدون حقًا؟ |