السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الاخير لهذه السلسة
وآخر خليفة ....
هو الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عمّ النبي -عليه الصلاة والسلام- ،
أمّا والدته فهي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم، بنت عمّ أبي طالب.
يكنّى علي -رضي الله عنه- بأبي الحسن، وبأبي ترابٍ؛
وهي كُنيةٌ أطلقها عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما وجده
راقداً في المسجد وقد أصاب جسده التراب، بعد أن سقط الرداء عنه،
فأخذ النبي يمسح التراب عنه، وهو يردّد: (قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).
اختلفت الروايات في تحديد السنة التي وُلد فيها علي -رضي الله عنه-؛
فرُوي عن ابن إسحاق أنّه وُلد قبل البعثة بعشر سنواتٍ، بينما رُوي
عن الحسن البصري أنّه وُلد قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنةً،
وقال الحاكم بتواتر الأخبار في ولادة علي في الكعبة، وكان النبي
-عليه الصلاة والسلام- قد تكفّل بعلي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات
أزمةٌ شديدةٌ تضرّر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛
ليكفل كلٌّ منهما أحد أبنائه، فيُخفّفا عنه ضيقه؛ فكَفِلَ العباس جعفر،
وكَفِلَ النبي علياً الذي آمن به بعد بعثته
ذكر ابن إسحاق أنّ عليّاً بن أبي طالب دخل على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-
ذات مرّةٍ وهو يُصلّي مع السيّدة خديجة -رضي الله عنها-، فسأله عن ماهيّة تلك العبادة،
فبيّن له أنّها من شعائر الدين الذي اصطفاه الله لعباده، وأرسل به رسوله،
وعرض عليه الإيمان برسالته؛ بتوحيد الله، والتبرُّؤ من الأصنام، فتردّد علي في القبول،
وأراد أن يستشير والده في ذلك، فكَرِه النبيّ انتشار خبر الدعوة قبل أن يُعلنها بنفسه،
فخيّر علياً بين الإسلام، أو كتم الأمر وعدم إعلام أحدٍ به، فبات عليّ ليلته تلك يُفكّر في
أمر الدعوة حتى وقع الإيمان في قلبه، فغدا إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-
طالباً منه أن يُعيد عليه ما دعاه إليه أوّل مرّةٍ، فكرّر عليه النبيّ الشهادتَين،
والتبرُّؤ من اللات والعُزّى، فأسلم عليّ، ونطق الشهادتَين، وكتمَ إيمانه؛
خشيةً من أبي طالب في حين أظهر البعض إسلامه، وأعلنه،
كأبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-
ذكر ابن عبّاس -رضي الله عنه- قصّة فداء عليّ للنبيّ
-عليه الصلاة والسلام- حينما أراد المشركون التربُّص به، وقَتله؛
حيث نام علي ليلة الهجرة إلى المدينة في فراش النبيّ- عليه الصلاة والسلام-،
فبات المشركون ليلتهم يظّنون أنهّم يحاصرون رسول الله في بيته،
إلّا أنّه كان قد سار إلى الغار، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فتفاجؤوا بوجود عليّ
نائماً في فراشه، فسألوه عن النبيّ، فأجابهم بأنّه يجهل مكانه،
فتتبّعوا أثر النبيّ بعد ذلك؛ علّهم يجدوه بعد فشلهم في تنفيذ مُخطّطاتهم لقَتله،
ثمّ هاجر عليّ -رضي الله عنه- إلى المدينة بعد هجرة النبيّ إليها بثلاث ليالٍ
بعد أن أدّى الأمانات التي كانت لدى الرسول إلى أصحابها؛ إذ كلّفه النبيّ بذلك.
كان عليّ -رضي الله عنه- رجلاً شجاعاً شَهِدَت له الميادين بالبطولة،
والتضحية، والفداء، كما كان صاحب علمٍ غزيرٍ، وفِقهٍ عميقٍ بالقرآن والسنّة؛
بما حباه الله من اللسان السؤول، والقلب العقول، وكان رجلاً حكيماً، وقاضياً عَدلاً؛
بفضل دعوة النبيّ له، أمّا في مجال الخَطابة، فقد كان خطيباً مُفوَّهاً تقطر عباراته،
وكلماته بلاغةً، وسحراً، وقد تحلّى بكثيرٍ من الصفات الحَسنة، كالوَرَع، والتقوى،
والحياء، والتواضُع، والعفّة، وغيرها الكثير.
كانت خلافة علي -رضي الله عنه- خلافةً راشدةً كأسلافه؛
إذ استمرّ تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ومراعاتها كما كان سابقاً،
إلّا أنّ اهتمامات الناس في عهد علي -رضي الله عنه- تغيّرت؛
فأصبحوا ينظرون إلى أوضاع الولايات الداخليّة، بعد أن كان جُلّ اهتمامهم
مُنصَبّاً على الفتوحات، ومناطق الثغور، وقد سار عليّ بالناس على نَهج
عمر بن الخطّاب في الشدّة بعد أن اعتادوا الرِّفق واللين في عهد عثمان؛
إذ تشدّد في مَنح الأُعطيات للولاة؛ بسبب قلّة الفتوحات، واشتدّ على قريش؛
فمنع خروجهم من الجزيرة بعد أن تفرّق الناس في الأمصار.
استُشهِد عليّ -رضي الله عنه- ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلةٍ
مضت من رمضان من السنة الأربعين للهجرة،
وكان عُمره ثلاثاً وستّين سنةً .
وبهذا الموضوع تنتهي السلسلة
أتمنى أني وفقت في سرد الموضوعات لكم
الموضوع تابع لمسابقة تصادم الأزرق
جميع الحقوق محفوظة لموقع ذا بيست