السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف هي أحوالكم؟ إن شاء الله تمام ليس لدي الكثير لأقوله بشأن هذا الفصل لذا سأترككم معه و حسب ~ شكرا لـ آكا-تشين على التدقيق و المراجعة كالعادة بياتريس. زوج أجنحة تنين، جناحا جاك، بلون الصخر القرمزي، قد فُردا أمامها الآن، واحد منهم كفيل بتغليف جسدها مرة و بعدها بقليل. البشرة التي على جانب فكه قد تحولت هي الأخرى، كما تحولت يداه و مخالبه تحولا خبيثا في الشكل و اللون. [ سيف و أجنحة جاك ] لسوء الحظ، لم يكن الوقت مناسبا للانبهار بجمال تلك الأجنحة، أو تلك البشرة الحمراء الخشنة، فقد كان جاك و تريس وسط تنفيذ الخطة باء، ألا و هي الإطاحة بأحد القادة العليا الثلاثة: سائر السماء جوريان كاستور. كان جوريان على بعد مسافة آمنة منهما، ملابسه ناصعة البياض و شعره الأخضر الطويل يتمايلان مع النسيم الخفيف، لكن قدماه العاريتان كانتا مثبتتين نصف متر فوق الأرض، وضعيته مستعدة للدفاع ضد أي هجوم. لماذا لا يهاجم؟ تساءلت بياتريس، ثم هزت رأسها مبعدة عنها الأفكار غير الضرورية، فعليها التركيز على الخطة. -"جاك." تمتمت ناحيته بينما تنهض من حيث كانت جاثية على ركبتيها غارسة يديها في التراب. فتح جاك جناحه لها، و أسرعت للتشبث بكتفيه، و هو لم يضيع لحظة في إحاطة خصرها بذراعه قبل أن ينطلق الاثنان نحو السماء كالسهم بدفعة من سحر بياتريس. نظرت تريس للأسفل. جوريان بدا و كأنه أدرك ما حصل، فقد كان رأسه مرفوعا نحوهما، رغم أنه لن يكون قادرا على إبصار أي شيء، إلا أنه بالتأكيد يسمع صوت احتكاك جناحيّ جاك بالهواء بينما يرتفع بهم أكثر فأكثر. -"أبطئ." أخبرته بياتريس، عيناها لا تزالان تراقبان تحركات جوريان. جاك أطاع، و بعد فترة قصيرة تغير شيء ما بخصوص جوريان. أخيرا. ابتسمت بياتريس، فلم يعد جوريان يسمعهما. إما سيقع في فخها بعد لحظة، أو أنه— ضربة هواء عنيفة من جانب جاك جعلت هذا الأخير يرخي قبضته على تريس، ما جعلها تصرخ في فزع قبل أن يمسكها من جديد فورا. لكن فات الأوان، فقد حصل جوريان على ما يريده من صرختها تلك: موقعهما الحالي. الضربات الهوائية استمرت بالقدوم من كل جانب دون رحمة، و قد أحست تريس من التيبس في جسد جاك أنه بالكاد يستطيع إبقاءهما في السماء، كلتا ذراعيه تضمانها إليه بقوة تمنعها من الانزلاق من بين يديه. كان يفترض أن يسير جوريان إلى أحد فخاخها، سواء الذي على الأرض أم الذي على السماء، لكنه لم يفعل أيا من الأمرين، بل قد تدبر إيذائها و جاك دون أن يتحرك، سحقا. -"قده إلى فخي بنفسك !" أدارت رأسها لتقول في أذن جاك مباشرة، نبرتها مستاءة لأبعد الحدود. جاك اعترض فورا: -"أنا أحملك!" -"سأنجو!" زئر جاك بعناد قبل أن ينفذ الأمر. جاك. أغلق على تريس و نفسه داخل جناحيه، تاركا جسده يسقط دون تحكم بعيدا عن هجمات جوريان الهوائية، و بتلك البساطة عادا ليكونا محجوبين بالنسبة لخصمهما. أخذ جاك يفتح جناحيه تدريجيا لئلا ينبه جوريان بصوتهم، هذا الأخير كان لا يزال يحدق نحو السماء بعينين فارغتين و ذراعين مستعدتين للدفاع، غير مدرك أن هناك نيزكا حيّا يتجه نحوه. -"جاك،" صوت تريس بالكاد تمتمة في أذنه، "لا تفقد السيطرة." السيطرة، أجل. عليه أن يسيطر على مجرى طيرانه الآن و قد اقترب بشكل خطير من جوريان و الأرض، لذا فتح جناحيه بقوة أكبر قليلا مغيّرا زاويته بحدّة، جعله ذلك في الموضع الذي أراده تماما: متوجه نحو ظهر جوريان أفقيا بسرعة خارقة، و تريس الآن بالكاد معرضة لأدنى خطر. لكن تلك المناورة جعلت القائد الأعلى ينتبه لوجوده، مبعدا رأسه عن السماء أخيرا، و مستديرا ليرفع يديه بعنف ناحية جاك. ضرب هذا الأخيرَ تيار هوائي حاد و خلخل توازنه. -"سنفعلها يا جاك." صوت بياتريس. أغلق جاك ذراعيه حولها بقوة، مطمئنا إياها أنها حرة لاستخدام يديها الآن. و كان كذلك، فقد تركت أحد ذراعيها كتفيه و أشارت بكفها نحو بقعة ما وراء جوريان، تنتظر اللحظة التي يدفعه فيها جاك مباشرة نحو الفخ. حتى لو قطعه الهواء فلن يتوقف، لن يسمح للرياح أن تأخذ جانب جوريان، جناحاه لن— ضرب وجه جاك الأرض بعنف، و تريس طارت من قبضته. سلاسل. لا شك أنها سلاسل التي قيدت قدميه و جناحيه دون سابق إنذار، موقفة حركته بألم صاعق يسحب أجنحته و كأنها ستُمزَق من ظهره ببطء. جاك صرخ غريزيا: -"جوريان !!" -"أظنني فهمت ما كنتما تحاولان فعلك يا جاك،" قال صوت جوريان الهادئ، "لم تكن خطة سيئة، لكنك تنسى من أكون." -"أكثر شخص مرتاب في العالم؟!" رد جاك بسخط، محاولا التخلص من ألمه عن طريق الغضب. جوريان ابتسم. -"بالضبط." أصر جاك على أسنانه حتى كاد فمه ينزف. الضغط على جناحيه سيحطمهما. لن يستطيع الطيران لفترة طويلة، أو على الإطلاق... ما فائدة التضحية إن لم يغير شيئا؟ علت صرخاته أكثر و تشوشت رؤيته، شعره الآن ملتصق بجبهته المتعرقة. على هذه الوتيرة سيفقد جناحيه... سيفقد جناحيه، سيفقد جناحيه، سيفقد— الضغط على جناحيه. الضغط على جناحيه قد اختفى فجأة... تريس. تمكنت أخيرا من تخليصه دون إلحاق ضرر إضافيّ. و ذلك يعني... رفع نفسه بصعوبة على ركبتيه، جناحاه يحترقان مع كل حركة، و لم يستطع أن يطويهما حتى. دفع شعره للخلف بعيدا عن جبهته ثم مرر يديه على وجهه بسرعة ليتضح له المشهد. كانت سلاسل حديدية سميكة تطفو حول جوريان الذي لا يزال واقفا في الهواء، أما تريس فقد أبعدت تلك السلاسل عنها بذراعيها، بلا شك مباشرة بعد تخليص جاك منهم. كان جاك و بياتريس على علم بوجود تلك السلاسل تحت الأرض، أو بالأحرى على علم بتخزين جوريان لهم و لأشياء مشابهة في كل بقعة يقضي فيها وقته وحيدا، فالقائد الأعلى مخلوق شديد الارتياب... عندما علم جاك، رأى أنه يجب استغلالها ضده. للأسف لم توجد طريقة مثالية غير مثيرة للشك لإنجاز الأمر، ليس عندما يظل القائد يتنقل و لا يمنحهم وقتا كافيا للتخطيط، هكذا قالت بياتريس التي أُوكلت هذا الجزء من المهمة. كان يفترض أن يقوم جاك بقتال جوريان و صرف نظره عما تفعله تريس بينما تغرس يديها في التراب: تشكيل فخ من نفس السلاسل التي أخفاها جوريان لتكون حليفته. و كان يفترض بعد ذلك أن يسير جوريان إلى موقع الفخ بنفسه، بطريقة أو بأخرى، أن يطأ البقعة المناسبة، و في تلك اللحظة كان يفترض أن تغلق عليه تريس فخها، ألا و هو قفص السلاسل الذي صنعته بعيدا عنه، تاركة السلاسل التي في موقعه غير ملموسة حتى لا يشك في الأمر. لكن الآن و قد قرر جوريان إظهار سلاسله فلم يعد هنالك وقت لتضييعه. تريس بدت و كأنها فهمت الأمر، فقد تركت سحرها و سحبت سكاكينها. جوريان لم يستعد لأول سكين صوبته تريس تمام الاستعداد، فلم تسنح له الفرصة لصده بالسحر حتى، بل أبعده بيده المجردة التي جُرحت و أخذت تنزف مباشرة. بياتريس لم تتوقف عن القذف بالمزيد من السكاكين ناحية جوريان، مهما صدهم و مهما تفاداهم. -"بياتريس، جاك،" قال جوريان الذي لم يتحرك من بقعته، "توقفا رجاءً. لا أريد التسبب بضرر أكثر من هذا." رد جاك و صوته يرتجف من لهاثه: -"تعلم أنه لا رجعة في هذا." حينها أدرك أمرا كان قد غفل عنه... أخذ سيفه و عدّل وضعيته. إن كان بإمكانه تجاهل طنين الألم في جناحيه لفترة وجيزة... عليه فعلها و حسب. رغم أن كل عضلة في جسمه صرخت عليه أن لا يقوم بذلك، إلا أنه تجاهل جميعها. و بحركة واحدة سريعة، أغلق جناحيه تماما. هذه المرة نزف فمه بالفعل من صرّه الشديد على أسنانه، لكنه تأكد من استغلال غضبه و ألمه و خوفه. تأكد من استغلال دفعة الأدرينالين التي تدفقت فيه، و اندفع بنفسه نحو جدار سلاسل جوريان المنشغل بسكاكين بياتريس المتطايرة. جوريان انتبه له بالطبع، لكن ذلك لم يغير شيئا، فسيف جاك الأسود قد قطع كل ما في نطاقه عندما لوحه بيد واحدة، مجرِّدًا جوريان من الحماية التي أمّنته له سلاسله المنبثقة من تحت الأرض. لم يسمح له جاك أن يغلق على نفسه ثانية، انقض من جديد و هو واثق أن بياتريس ستعزز قفزته من خلفه، و في لحظة أصبح أمام القائد الأعلى. كان سكين من سكاكين تريس في يد جاك الآن، سكين أرسلته خصيصا له، و جاك ممتن لأنه أدرك قبل قليل ما تحاول تريس فعله. كل تلك السكاكين على الأرض، التي صدها جوريان و تفاداها، إضافة إلى السكين التي أمسكها جاك، قد اختفت. حل محلها رمحان قصيران، لكن ليس تماما... فبدل الرأس الحاد الذي تنتهي به الرماح، وُجد ما يشبه الأصفاد، أصفاد ذات حواف حادة. سلاح شكّله سحر تريس باستخدام معدن السكاكين التي بدت و كأنها تلقيها دون جدوى. السلاح المناسب في وقت يائس كهذا. اندفع جاك نحو جوريان ملقيا سيفه تجاهه -الذي تفاداه جوريان بالكاد- قبل أن يمسك بالرمح الثاني، و رغم الألم الذي صعقه دون رحمة، إلا أن جاك فتح جناحيه من جديد، فقط ليكسب بضع لحظات إضافية من إعاقة حركة القائد الأعلى و تشتيته. لحظة كانت أكثر من كافية بالنسبة لـ جاك حتى يندفع نحو جوريان و يُسقطه على ظهره، غارسا تلك الرماح في العشب مثبتة ذراعيّ القائد تماما، بحيث محاولة تخليصهما يعني فقدانهما. طوى جاك جناحيه خلف ظهره، و ركبتاه قد ثبتتا ساقيّ القائد الأعلى... بذلك أصبح جوريان غير قادر على الحركة تماما. لينا. كانت تجلس على إحدى المقاعد الخشبية في الحديقة الخلفية للقصر، حديقة ذات تصميم أنيق في بساطته. تبدو لينا و كأنها تقدر جمال ما حولها، إلا أن الحقيقية هي أنها لا تزال تفكر في إيجاد رايلي و تحريره. حينها ظهر أمامها موريت... من العدم. لحظة واحدة كانت تقابل الألوان الغنية لزهور البستان، و في اللحظة التالية أصبح بصرها على بنية موريت فان. كان رد فعلها الغريزي هو تكشير أنيابها و تحويل عينيها محملقة في ابتسامة موريت الخبيثة. الأخير قلبها ابتسامة لطيفة، ملوحا بيد بينما وضع يده الأخرى خلف ظهره، و قال بحيوية: -"صباح الخير، رينا !" -"اسمي لينا." هي تعلم أنه فعل ذلك عن عمد، أنه يشعر بالملل و يريد اللعب... يا للصدفة، لينا كذلك تشعر بالملل، فلِمَ لا تجاريه؟ -"ما الذي تريده؟" سألت بينما تطوي ذراعيها، أنيابها قد دخلت لكن عيناها لم تهدأ. ضمّ موريت أصابعه أمامه، ثم رد و لم تفارقه الابتسامة: -"أتمنى لو أستطيع الاعتذار بشأن الليلة السابقة، لكنني لستُ آسفا حقا، الأمر ممتع للغاية !" ضحك بنعومة، على الأرجح يفكر بلقائها مع لويراف و يتخيل ردود فعلهما، ثم أكمل: -"لكن يمكنني أن أعوضك ! لُوِي قد وافق بالفعل على دعوتي للتجول في المدينة، على حسابي طبعا، و سيكون من الرائع لو ترافقيننا !" -"على حسابك؟" كررت لينا بينما تقف أمامه، ذراعاها لا تزالان مطويتين. "أتقصد حساب صاحب المنزل؟ أم أنك سرقت من مخلوق مسكين لا حول له و لا قوة؟" وضع موريت يدا على صدره كأنه طُعن، و قال في حزن ساخر: -"لينا ! أنتِ تجرحينني باتهاماتك ! لِمَ تتوقعين الأسوأ مني؟" اقتربت نحوه، رأسها بالكاد يصل ذقنه، و ردت بعناد: -"لأنني لم أشهد منك غير ذلك منذ وصولي." شيء ما تغير في عينيّ موريت، تلك العيون التي لمعت في ألوان متداخلة لانهائية و كأنها احتوت المجرة بداخلها. -"دعيني أثبت لكِ خطأك." صوته كان ناعما و وجهه خالٍ من ابتسامته المعتادة. ران الصمت إلى أن تنهدت لينا و وافقت على عرضه أخيرا. بالكاد خرجا من البستان حتى لاقاهما صوت يايث التي طلت عليهما من إحدى الشرف. -"إلى أين؟" سألت من مكانها. رفع موريت رأسه نحوها و أجاب بحيويته تلك: -"سآخذ لينا و لُوِي للتجول في المدينة !" أضاف بعد نظرة شكّ من يايث: -"كتعويض لمقلب وقح مني !" وجهت يايث بصرها الدمويّ نحو لينا و أمرت مشيرة بيدها إلى نفسها: -"تعالي هنا لحظة." -"هاه؟" كان كل ما استطاعت لينا التفوه به قبل أن يطفو جسدها في الهواء فجأة. -"هــــــاه !" كررت بصوت أعلى و نبرة أكثر رعبا. نظرت للأسفل لتجد موريت يخفي ضحكته الخبيثة بيده، و ما كادت تستوعب موقفها حتى حطت بين ذراعيّ يايث الواقفة على الشرفة. -"ما... ما كان ذلك؟ !" سألت و هي تزال تلهث من الصدمة. أجابت قائدة الـ فان ببساطة، عيناها المرهبتان قريبتان للغاية من وجه لينا الآن: -"لقد جنبتكِ دخول البيت و صعود السلالم." تركتها يايث بلطف حتى تحط على قدميها أمامها، حينها قالت لينا مبتسمة و في وجنتيها احمرار خفيف: -"أجل، طبعا. آسفة لكوني قد فزعت، لكن ربما حذريني المرة القادمة قبل الإقدام على أمر كهذا؟" -"لستِ متعودة على هذا؟" شدت لينا قبضتيها بطفولية و أجابت بنبرة مماثلة: -"بالطبع لا ! أنا مستذئبة و لستُ جنيّة !" ضحكت يايث بدفء، ثم دخلت الغرفة مشيرة لـ لينا أن تتبعها. هذه الأخيرة خطفت نظرة أخيرة نحو الأسفل لتتأكد من أن موريت لا يزال ينتظرها، ثم لحقت بـ يايث. تبيّن أن هدف قائدة الـ فان ليس منعهم من الذهاب أو شيء من هذا القبيل، بل إنها أرادت أن تُلبِس لينا حلّة مختلفة و حسب، لأنه و على ما يبدو هنالك احتفال من نوع ما في المدينة. انتهى بها الأمر ترتدي فستانا قاتم السواد، يتوسطه خط أحمر سميك من ياقته إلى نهايته. لونا يايث المفضلين، على ما يبدو. هذه الأخيرة قامت أيضا بتجميع شعر لينا الطويل في ضفيرة سميكة على كتفها. فستان لينا: [ هنا ] مرت سنوات منذ آخر مرة ارتدت لينا فيها حلة كهذه، كان ذلك عندما أقنعتها بياتريس بمرافقتها إلى حفلة زفاف أحد قادة الفيلق، كلا، بل اثنان منهما، تزوجا بعضيهما. كان قد جن جنون أعضاء المنظمة حينها، تريس قالت و هي ثملة للغاية أن معظمهم أرادوا أخذ القادة لأنفسهم، و ضحكت عليهم حتى كاد يغمى عليها. جعل ذلك لينا تتساءل عما سيحصل إن تولى الـ فان الحكم حقا. عندما خرجت أخيرا، كان كل من موريت و لويراف واقفين عند بوابة القصر الحديدية بانتظارها، كلاهما في ملابسهما العادية، حلة موريت: قميصه القرمزي البسيط و سرواله الفضفاض الذي أُغلق عند كاحليه، بدت مناسبة أكثر من أيا كان ما يرتديه لويراف تحت معطفه الأسود الطويل. انحنت لينا ممسكة بطرفيّ فستانها في تحيّة أنيقة، و قالت بنوع من السخرية: -"أيها السادة." بينما اكتفى لُوي بهز رأسه موافقا، موريت رد عليها بالمثل، يده على معدته المقوّسة عندما نطق بنفس نبرة لينا: -"آنستي، تبدين جميلة." -"كم أتمنى لو يمكنني مبادلتك المديح أيها السيد." بل بادلته ابتسامته الساخرة. ابتسامته توسعت بعد قولها ذاك. توسعت في صمت، لذا لا يمكن أن ينتمي صوت تلك الضحكة لغير لويراف. عندما التفت موريت نحوه كان لُوي قد توقف عن الضحك بالفعل، لكن عيناه الخضرواتان قد استقرتا في نظرة ناعمة. -"هيا بنا." أشار لهم أن يتبعوه، رغم أن تلك يُفترض أن تكون مهمة موريت. رايلي. ذكرت لينا نفسها بالسبب الرئيسي لقبولها العرض. إن كانت هنالك احتمالية واحد في المليون أن يزل لسان لويراف أو موريت، أو حتى إن قررا طوعا التفوه بشيء بخصوص صديقها، فستأخذ تلك الفرصة بدل التسكع في القصر دون فائدة تُذكر. جاك. التاريخ يعيد نفسه. أصحاب السلطة دائما ما يسقطون في النهاية، معظم الوقت على يد حلفائهم، و كان الأمر مسألة وقت قبل أن يجد أحد القادة العليا نفسه تحت رحمة مرؤوسيه. لكن جاك لم يتوقع يوما أنه سيكون ذلك المرؤوس. عندما استعاد سيفه الأسود الذي ألقاه سابقا، كانت بياتريس قد قيدت حركة جوريان بمزيد من السلاسل: واحدة على قدميه، أخرى على ساقيه، واحدة أخرى على معدته و على صدره، و عقدة خاصة على كل من ذراعيه المفتوحتين. -"لن يحل قتلي شيئا." نطق جوريان باعتدال، عيناه موجهتان بفراغ نحو السماء. "بل إنكما ستشعلان غضب إيفانورا و كيلي، و كذلك كل عضو مساند لي في الفيلق." تريس الواقفة على يمينه قالت بنوع من الانزعاج: -"أعلم أنك لست موافقا على القرار النهائي يا جوريان، عليك أن تعيد النظر في ولائك." رفع جوريان ذقنه قليلا نحو السماء و ابتسم ابتسامته الهادئة تلك قبل أن يرد بنعومة: -"تقولين هذا بعد أن لوح جاك بسيفه في وجهي؟" أصبحت ابتسامته مريبة بعض الشيء و عيناه توسعتا أكثر، لكن صوته ظل ناعما عندما أكمل: -"ماذا لو نجح في إحدى محاولاته لقطع رأسي؟ لا تتظاهري معي يا بياتريس، السلام لم يكن من أولوياتك يوما." تنهد جاك مبعدا المزيد من خصلاته الشقراء عن جبهته الرطبة، و اقترب أكثر من جوريان، ممسكا مقبض سيفه بيد واحدة. -"لم ترَ سيفي يوما يا جوريان، أمر مؤسف حقا." قال جاك متفحصا السواد الصخريّ للنصل. ثم طعن القائد الأعلى في قلبه مباشرة. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : لماذا أشعر أنه عليّ الاعتذار ؟؟ أخبرتكم أن عملا كثيرا ينتظر جاك و تريس و لينا في طريقها للتعرف على الـ فان لا أريد أن أعلق كثيرا هذه المرة حتى لا أحرق شيئا لذا أذكركم بتخمين صاحب العنوان و لا تبخلوا علي بمروركم و آرائـكم دمتم في أمان الله و رعايته |