السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنكمل اليوم سلسلة " الخلفاء الراشدين "
وموضوعنا اليوم عن....
عمر بن الخطاب هو الفاروق رضي الله تعالى عنه،
وكنيته أبو حفص القرشي العدوي، وهو أمير المؤمنين
وأحد الخلفاء الراشدين، واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل
بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي،
وأمّه أخت أبي جهل، وهي حنتمة بنت هشام المخزومية.
وُلد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، وبها قد نشأ،
وقد حظي بتعلّم القراءة والكتابة، ويجدر بالذكر أنّ في مكة كلها لم يكن
سوى سبعة عشر رجلاً يُجيدون القراءة والكتابة، وبهذا يكون عمر بن الخطاب
قد حظي في طفولته بما لم يحظَ به كثيرٌ من أقرانه من أبناء قريش،
وقد كان أبوه شديداً غليظاً، شجاعاً وجريئاً وذا مكانةٍ في قومه، وكان له إبل،
وقد رعى عمر -رضي الله عنه- في إبل أبيه في شبابه، هذا فضلاً عن
إتقانه الفروسية وركوب الخيل والرماية، وقد أجاد -رضي الله عنه- المصارعة
لما آتاه الله من قوة في الجسم والبدن، وقد كان معروفاً بحبه للّهو والنساء قبل إسلامه،
فتزوّج في حياته تسع نساء، وقد عُرف أيضاً بتعصّبه لرأيه قبل الإسلام كذلك
فلم يكن يقبل جدالاً أو نقاشاً، وكان من أشدّ الناس عداوة للنبي
-عليه الصلاة والسلام- ولدعوته في بداية ظهور الإسلام.
بشّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
حيث قال: (اللهمّ أعزّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ)،
فهو من السابقين إلى الإسلام، وقد جعل الله -تعالى- إسلامه -رضي الله تعالى عنه-
فتحاً للمسلمين، وفرجاً لهم، فهو أوّل من جهر بالإسلام، فضلاً عن أنّ هجرته
كانت من عوامل نصر المسلمين، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمر
قد شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوات ومعارك عدّة،
مثل غزوة بدر الكبرى، وغزوة أحد، والخندق.
يجدر القول إنّ صفاته كانت دليلاً على هيبته ووقاره وصرامته،
ومن صفات عمر -رضي الله عنه- الخُلقية أيضاً: الورع، والزُّهد، والتقوى،
وكان شجاعاً لا يخشى في الله لومة لائم.هذا وقد اتّصف عمر -رضي الله عنه-
بحسن الرأي، ورجاحة العقل والمنطق، فقد كان حكيماً سديد الرأي،
وعُرف بشفافيته وجرأته في الحق، وغيرته الشديدة على الإسلام.
تولّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة في السنة الثالثة عشرة للهجرة،
وكان ذلك بعد موت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد أكرمه الله -تعالى-
بكثرة الفتوحات في عهده؛ فسقطت الروم وفارس في خلافته،
حيث يُعدّ سقوط هاتين الدولتين من أعظم الإنجازات والفتوحات في عهده ،
ويجدر بالذكر أنّ عام الرمادة كان في وقت خلافته، وهو العام الذي أُصيب
فيه المسلمون بمجاعةٍ شديدةٍ، حيث انقطع المطر، واسودّت الأرض وأجدبت،
واكتفى -رضي الله عنه- بأكل الخبز والزيت آنذاك،
وكان يقول: "لن أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين".
اسُتشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في نهاية شهر ذي الحجة،
وتحديداً قبل أربعة أيامٍ من نهايته، وكان ذلك في يوم الأربعاء،
وقد كان استشهاده في صلاة الفجر التي كان يؤمّ المسلمين بها في المسجد،
حيث كمن أبو لؤلؤة المجوسي بين صفوف المسلمين ومعه سكّين مسمومة بطرفين،
فما لبث عمر -رضي الله عنه- أن بدأ بالصلاة حتى داهمه أبو لؤلؤة المجوسي
فطعنه في كتفه وفي خاصرته، وقرأ عمر -رضي الله عنه- آنذاك قول الله -تبارك وتعالى-
في سورة الأحزاب: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)، فأمسك عمر بيد عبد الرحمن بن عوف
-رضي الله عنه- ليُصلّي بالناس، ثم هرب أبو لؤلؤة وأخذ يطعن الرجال عن يمينٍ ويسارٍ
حتى استُشهد سبعةٌ من المسلمين وأُصيب ستّةٌ آخرون، فلما اجتمع عليه عددٌ من
المسلمين نحر أبو لؤلؤة نفسه، وفي ذلك الوقت حمل المسلمون عمر إلى منزله
وقد أُغمي عليه من شدة النزف، ولما استيقظ سأل فيما إن صلّى الناس،
ثمّ بعث ابنه عبد الله -رضي الله عنهما- إلى عائشة -رضي الله عنها-
ليستأذنها أن يُدفن إلى جانب صاحبيه رسول الله -عليه الصلاة والسلام-
وأبي بكر الصديق، فأذنت له، ودُفن بالفعل إلى جانبهما بعد أن
صلى عليه صهيب الرومي -رضي الله عنه- والمسلمون.
أتمنى أن يكون الموضوع اعجبكم واستفدتم منه
شكرا على الطقم U S A G I
الموضوع تابع لمسابقة تصادم الأزرق
جميع الحقوق محفوظة لموقع ذا بيست