الفصل الثاني خرجت جوليا من غرفتها على حين غرة تريد الذهاب إلى المطبخ ، تفاجأت أن أمها تبكي ، اتجهت نحوها وهي تسألها بكل براءة : - أمي أرجوك ، لا أريدك أن تبكي - أنا أبكي لأني أخاف عليك ، فحالتك لا تطمئنني ويجب أن تجدي من يكون بجوارك ويمنحك الاستقرار أنا قوية يا أمي لا داعي للقلق وبالمناسبة فجدتي كما تعلمين هي من ستعتني بي . -ومراوغة آه منك يا ابنتي كم أنت عنيدة أخرجت جوليا حقيبتها وودعت أمها ، عانقها وطلبت منها أن تخبر والدها بسفرها عند عودته وتسلم عليه عندما فتحت جوليا الباب سمعت نحيب أمها ، عادت ووجدتها تبكي وهي تغالب دموعها. - أمي لا تفعلي هذا ، أرجوك لا تبكي سأكون بخير ذهبت جوليا وركبت الطائرة وهي تحدث نفسها ، نعم لقد رحلت أنت وغيرك لن أسمح لهم بإهانتي الآن أيها الشاب الوسيم ، ستبقى هناك وحدك ، كم أنت أناني ، ضحكت ونظر إليها كل من كان في الطائرة وصلت عند جدتها وبدأت تتأمل الشارع والمنزل الذي غادرته صغيرة ، تشجعت وطرقت الباب فخرجت جدتها وقالت لها يا إلهي هذه أنت ابنتي الجميلة . ضمتها إلى صدرها ورحبت بها وعندما دخلت وجدت البيت كما هو مرتب ، فرحت عندما وجدت البيانو ، هي عازفة ماهرة ، فصاحت : -وكما تركته أه ، ما أجمل هذا البيانو ، لا يزال كما هو - ألم تشتر لك أمك بيانو جديد ؟ - لا لقد فعلت ، لكن هذا تحفة إنه ذكرى طفولتي بدأت جوليا تتجول في المنزل وتقفز وتبتسم في الوقت الذي ذهبت فيه الجدة تحضر العشاء - - جدتي هل تسمحين لي بالعزف على البيانو ؟ - إنه لك عزيزتي ، لا داعي أن تستشيري معي . جلست جوليا وبدأت تعزف ألحانا جميلة تعلمتها منذ الصغر ، عادت إلى الماضي وإلى لحظة التعلم عندما كانت صغيرة ، خرجت تبكي والأستاذ يجري وراءها وعندما أمسكتها صرخت. - ابتعد عني - - لا يجب أن تفعلي هكذا يا جوليا - - إنهم يضحكون علي ألم تراهم ؟ - - لا تهتمي بهم ما دمت مصرة على التعلم أرادت أن تتخلص من قبضته لكنها لم تستطع فبدأت تبكي - - أنا لا أعرف العزف على البيانو - - ستتعلمين وأنا من سيعلمك كانت جوليا تعزف وهي تتذكر أستاذ مادة العزف والذي توفي العام الماضي بنفس مرضها ، مسحت دمعتين تساقطتا على وجنتيها ونهضت وعادت إلى العزف جاءت جدتها ووضعت أطباقا شهية وأشعلت التلفاز ، نادت عليها وجاءت تجري وجلست وقالت -، لقد اشتقت إليه كثيرا - آه يا جدتي كم أحب أكلك - - أعلم، ومنذ اليوم ستدخلين معي إلى المطبخ لأعلمك مبادئ الطبخ ، أتوافقين ؟ -، أنا متلهفة لتلك اللحظة - نعم بكل سرور ، وأوافقك الرأي جدتي العزيزة بينما كنا منهمكتين في الأكل بشهية طرحت علي جدتي سؤالا : - لماذا قررت العودة عندي ؟ في الحقيقة ما عدت سوى إلى مدينة أحلامي ، أحلام الطفولة ، وهذا ما جعلني ألجأ إلى مكاني الذي ازددت فيه وترعرعت بين أحضانه . - وماذا عن الجامعة ؟ - - لقد تركتها ، لن أكمل فيها ، ولكنني سأفتش عن عمل - - عن أي عمل تتحدثين ؟ سوف تبحثين أين تدرسين ، أما العمل فلن أتركك تغيبين لسنتين ، إنك مريضة هل جلبت الوصفات الطبية والدواء ؟ - - أوه يا جدتي إنك تتحدثين مثل أمي ، لا داعي لكل هذا الكلام ؟ - نعم يجب أن أخاف عليك وأهتم بك كثيرا فحالتك الصحية تتطلب مني ذلك ، هل فهمت نهضت الجدة وقالت لها وهي متجهة إلى غرفتها - - أنت تعرفين أن غرفتك مجهزة ومنذ زمان ، أستسمج ابنتي أنا متعبة وسأذهب كي أنام تساءلت جوليا مع نفسها ما هذا الجفاء الذي تعاملني به جدتي ، قلت : لا يهم إنه طبع الجدات منذ الأزل ، من خوفهم على أحفادهم ، بدأت تحدث نفسها وتبتسم بكلمات غير مفهومة وذهبت . المهم غدا سأستحم وأذهب إلى الحلاق لكي أغير لون شعري ، لون شعري الآن عسلي وسأجعله أصفرا ، بعدها سأذهب إلى السينما سيكون ذلك ليلا لمشاهدة فيلم '' الحسناء والوحش " . كنت منذ طفولتي أحب هذه المدينة ، فمدينة مولدي كانت مدينة الضباب والسحر الخلاب ، آه لم أراك يا مدينتي منذ ذلك اليوم الذي رحلت عنك فيه. تساءلت: - - أي يوم ، نعم عندما صنعنا أنا وبيل وجيسيكا قنبلة ، ترى ما هو حال جاد ، سأزوره غدا يتبع . |