بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تستغرب أيها الإنسان إن وجدت أن الحياة في صيرورة دائمة تسارع إلى فتح أبوابها كلما أغلقت لسبب أو لآخر ،
لا تستغرب لهذه الظاهرة ، فالحياة تحاول دوما إلى تطهير نفسها من براثن وجذور التشاؤم كلما هاجموها وسارعوا
إلى غزوها ، الحياة لا تتوقف عند أي شخص أو أي كائن في إبراز نور الأمل أو تغييب الأسئلة التي يظل اليائسون
في طرحها المتواصل ولا ينتابهم ارتباك في إشعال نكدها .
وهذه العينة المعتادة على إغلاق أبواب الأمل وإشعال فتيل اليأس يسخرون كل ما لديهم لطمس نور الحياة
والإبقاء على أبوابها مفتوحة هدفهم الأول والأخير أن تبقى كلها هموم ومصائب منتظرين بالتالي الكوارث ، وهو
ما نسميهم بعشاق العواصف والباحثين عن العذاب الأليم ومفردات التعذيب
بطبيعة هذه الفئة أنهم لا يتجرؤون على تحدي الواقع المرير أو محاولة كسره ، هم دائما يختبؤون تحت وشاح
الألم ، تأسرهم لحظة التناسي المطلقة بأن من عادة الورد أن يتفتح ويزهر ويسعد من حوله ثم يذبل ، وينسى
هؤلاء أن للحياة ورد يتفتح ويزهر ويسعد من حوله بمتعة لا تزول كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
قد ينغمس المرء الإنغماس الكامل في دائرة اليأس ولا يفكر مطلقا في أن الحياة فيها تفاؤل وفقدت صعوبتها
قد تضيق أحيانا إلا أنها تتسع بالرحمة أحيانا أخرى ، كل ذلك من عند الله إذن لماذا اليأس ، فالتمسك بمفاتيح
التفاؤل لا يعني بأي حال من الأحوال أنك خارج نطاق المكان والزمان ، فالتفاؤل هو إحساس بواقع ملموس
يمتلئ به داخلك ولا يقلق وجودك ، من هنا ضرورة عدم الإستسلام لليأس وعدم العيش في الماضي لأن ذلك
يعتبر عنصرا محبط للحاضر مهما سخرت وحاولت التخلص منه .
إن الحياة اليومية ليست مبهجة دائما ولا مكلفة للأعصاب مع الأخذ بعين الإعتبار أن الأيام المقبلة قد تأتينا بأيام
الكدر والحزن ، ولكن وفي خضم كل هذا التناقض المعاش هل علينا أن نكفر بالأمل ونؤمن بفكر المتشائمين ،
طبعا لا ، لأن الأيام دول .
من المفروض علينا أن نتسلح بالتفاؤل لأننا حتما سنحتاجه في المستقبل وقادم الأيام ، وهل ينبغي لنا أن نتجاهل
الأمل لأن منظومة الحياة تحتم علينا الإيمان بأن الحياة لا تخلص إلا لمن يبحث عنها وأخلص العمل في الوصول
إليها والفوز بمباهجها .
إن محطات التفاؤل كثيرة ومتعددة ، لكن يبقى السؤال الذي يجب معرفته ، هل بإمكانك الوصول إلى حياة ترضى
عنها ، أم أنك ستحجج بالصعوبات التي ستلقاها في طريقك والعقبات التي ستجدها سدا منيعا للوصول
إلى مستقبلك ، وترى بالتالي أن المستقبل هو نفسه الماضي الذي عشته .
تستطيع الوصول إلى مبتغاك وهدفك شريطة إيمانك باستمرار الحياة ومراهنتك على القادم من الأيام وأنها ستكون
أحسن مما سبق لك أن عشته ، وتأكدت أيضا أن ما يجري سوف يتغير إلى الأفضل والأحسن وتظهر بالتالي القيمة
الحقيقية لما سوف يأتي ذات يوم .
بقلمي