يا شعرُ مالكَ جامدٌ متَحَجِّرُ و قطاعُ غزّةَ من يهودَ يُدمَّرُ ؟! و العهدُ أنك ثائرٌ مُتوثّبٌ في النائباتِ الحالكاتِ مُعبِّرُ الشعرُ من وهَجِ الشعور و فيضُه من أبحُرِ الألمِ العميقِ يُفجَّرُ يا ليت أنكَ قد غدوتَ قنابلاً مُتَشَظِّياتٍ في الفضاءِ تُبعثَرٌ فتُصيبَ من صلَفِ اليهودِ مَقاتلاً فالقومُ أجرمُ و الصّهاينُ أغدرُ يا غَزَّ .. صبرًا قد عهدتُّكِ قَلْعةً فيها نِصالُ المعتدينَ تَكسّرُ! ما فلَّ حدَّكِ و هو أمضى مضرِبًا خططُ اللّئامِ و أنتِ سيفٌ يبتُرُ ما نال كيدٌ أو حصارٌ ظالمٌ أ يُنالُ من طَوْدٍ أشمَّ و يُقهرُ ؟! إن كان عدوانُ الصّهاينِ بالغًا فلَعزمُكِ المضّاءُ منهم أكْبرُ صقلتْكِ نيرانُ البلايا جمّةً و بنارِ تمحيصٍ يَشِفُّ الجوهرُ نفثتْ صدورُ يهودَ حقدًا قاتلاً كالحيّةِ الرّقطاءِ حينَ تُكركِرُ و صلَتْ بنيكِ بنارِ غِلٍّ كالحٍ تصلي كنارِ الغازِ حينَ تُسعَّرُ قتلاً و تدميرًا و دكَّ مساجدٍ فيها إلهُ العالمينَ يُكبَّرُ ملؤوا سماءَ قِطاعِ غزَّةَ من لظًى حِمَمًا بها شبحُ المنيّةِ يُبصرُ و البحرُ ضاق عنِ السَّفينِ ترُجُّه و البَرَّ تزحفُ كالجرادِ العسْكرُ ! و بنو القطاعِ لهم إلهٌ ناصرٌ فوقَ الخلائقِ قاهرٌ و مسيطِرُ و حماسُ تَحسِمُهم برجْمٍ صوارخٍ تدَعُ الصّريخَ تَضِجُّ منه الأقْبُرُ أ نلومُ قومًا في الجريمةِ عُمِّروا قتلوا النّبيينَ الكرامَ و غيّروا ؟! أم أمةً دفن الرؤوسُ رؤوسَهم فعْلَ النّعامةِ بالفلاةِ تَحَيَّرُ ؟! ويْحي على قومٍ أناخوا ركْبنا في ذيلِ قافلةِ الشُّعوبِ و عسكروا ملكوا الخزائنَ و الشُّعوبُ هزيلةٌ تمشي الهُوَيْنى في البلادِ و تَعْثُرُ صدِئَ السِّلاحُ و لم تُصوِّبْ طلقةً في صدرِ مَن في غيِّه يتصدَّرُ و اللهِ لو تُركتْ شعوبٌ حرّةٌ وثبتْ على صُهْيونَ و هْي تُزمجِرُ فالشّعبُ يُقتلُ مرّتينِ : بغزّةٍ عند اليهودِ ، و حينَ سُدَّ المَعْبرُ ! إن الدّواءَ يكونُ داءً حينما تسقيه أيدي العارِ و هْو مطهَّرُ و ثلاثةٌ شركاءُ في دمِ شعبِنا : يأتون من أنيابِهم يتقطَّرُ ! الغاصبُ السّفّاحُ ، و القومُ الأُلَى نصروا العدُوَّ ، و خائنٌ مُتَستِّرُ أين الأُخوَّةُ في العقيدةِ ندّعي ؟! إخوانُنا ظُلموا فهلاّ ننصرُ ! بلْ أين منكم غضبةٌ مُضَريةٌ ؟! أين العُروبةُ و الشِّعارُ يُدثِّرُ ؟! مِلْيارُنا و النِّصْفُ لو بصقوا على وجْهِ اليهودِ لأغرقتْهم أبْحرُ ! نُؤذي صلاحَ الدينِ حين نُقيمُه ليقودنا و شعوبُنا تتقهقرُ و نُناشدُ التّاريخَ نبغي عزَّنا بينَ الرُّكامِ يئنُّ و هْو مُعفَّرُ إن لم تُحرّكنا محارقُ غزةٍ فعلى مشاعرِنا البليدةِ عِثْيَرُ يا شَعْبَ غزّةَ في فِلسطينَ العُلا سِيقتْ لكم نُعْمى الحياةِ فأبشروا بحياةِ عزٍّ بالجهادِ هنيَّةٍ أو مِيتةٍ منها الشّهادةُ تُؤثرُ و مئاتُ قتلاكَ الخيارُ مصيرُهم عُليا الجِنانِ بها الخلودُ مُقدَّرُ من رام عُقْبى الدارِ نال مُرادَه أو رامَ مُفْتَخَرًا فذاك المَفْخَرُ لا تحزنوا ؛ فالرّبُّ برٌّ راحمٌ و الصُّبْحُ آتٍ و العواقبُ أنضرُ . |
عبد الرحمن الطقي