تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم يا أعضاء منتدانا العزيز ^^ هاقد جئت إليكم بروايتي الثالثة بعدما نشرت هنا روايتين نالتا شهرة واسعة وكبيرة جدا XD >ربنا يسامحني وبمناسبة بدء الحجر المنزلي على جميع دول العالم قررت أن أبدأ في نشر روايتي الثالثة..(وهي غير مكتملة بالمناسبة ) قد تظنون أنني بدأت أكتبها بعد روايتيّ السابقتين.. ولكن لا، فرواية عيون لا ترحم أول رواية لي في حياتي كلها. جاءت لي فكرتها وأنا في الصف السادس الابتدائي، وكتبتُ بعضًا منها وأنا في الحادية عشر من عمري. ثم تركتها غير مكتملة وكنت أعيد قراءتها بين كل سنة وسنة وأحاول تعديلها حتى حان الوقت أن أنشرها هنا بين يديكم لتشجعوني على المضي قدما وإكمالها XD وشكرًا لكم على قراءتها مقدمًا. الطقم بمساعدة الفتاتين: (أكا وويمي: أكا في الصور وويمي في الخطوط ) فشكرًا لهما. رواية عيون لا ترحم [0] المقدمة[قمر في عمر الخامسة]بدأت تلك الذكريات تمر في مخيّلتها كشريط سريع لا يتوقف! ودّت لو تصرخ في ذلك العزاء المُخيف، بجانبها أفراد الشرطة والإسعاف والمركز الجنائي؛ إثر جريمة قتل فظيعة حصلتْ منذ قليل، جريمة قتل أبيها! كانت تريد أن تصرخْ، أن تبكي.. لكنها كانت متجمّدة كالصنم، تجلس في أحد زوايا القصر الضخم، تضمّ ساقيها الصغيرتيْن إليها، وتنكمش وحدها، تتذكر ما حدث، حيث سمعتْ ضجة ليلة البارحة، كانت للتوّ قد استيقظت وهمّت بالذهاب إلى والدها، لكنها فوجئت بعمّها ياسر يقف بجانبه في وضعٍ مُريب، ثم يطعنه بخنجرٍ في صدره بحركة مفاجئة، جعلتْ والدها يسقط أرضًا، كتمتْ شهقاتها وهي ترى عمّها يهرب بجريمته، ركضتْ إلى والدها لتسمع أنفاسه الأخيرة، مسح على شعرها الناعم الأسود بيده التي تخضّبت بدمائه ونظر إلى عينيْها المذعورتيْن نظرة مُطمئنة، تمسّكت في ملابسه بهلع وهي لا تستطيع تحمّل الموقف! إنها تفقد والدها الذي هو كل ما لديها في هذه الحياة! مازالتْ في الخامسة من عمُرها، أظلمتْ الدنيا في عينها تمامًا وفقدت وعيها على صدر والدها، ثم استيقظتْ صباحًا لتجد نفسها في غرفة صغيرة في القصر وبجانبها الطبيب، ركضتْ إلى مكان والدها، لكنهم كانوا قد حملوا جثته، أُصيبت بالذهول الشديد، وانهارت ساقاها لتجلس متكوّمة على نفسها بذلك الشكل. فوجئتْ بشخص ما يُربتْ على كتفيها بحزن، رفعتْ رأسها بهدوء لترى عمّها ياسر ينظر إليها بعيْنين مصدومتيْن حزينتين، أمسك رأسها وضمّها إلى صدره، نظرتْ بجمود إلى ربطة عنقه الحمراء، وهي تتخيلها دم أبيها، كان يهمس لها لا تخافي يا صغيرتي أنا معك، عمّك سيكون بجانبك دومًا، لكنّها لم تفقه أيًّا منها، أبعد وجهها قليلًا لينظر إليها، صُعق من ملامحها، لم تكن تبكي، كانت بنفس ملامح الصدمة منذ إفاقتها! حملها بعيدًا عن مسرح الجريمة، نظرتْ من خلف كتفه إلى ذلك المكان المّحدد بخطوط بيضاء، إنه مكان الجثة! نظرتْ إليه طويلًا حتى زال هذا المكان من حدود بصرها، وعمّها يخرج من القصر، إلى سيارته الخاصة، يُجلسها في مقعد مُجاور له، حملتْ عينه الهمّ الكبير وهو يقول لها بابتسامة: سوف نذهب إلى المنزل، لا تقلقي، ستجدين دانة وباسل هناك لتلعبي معهم، والكثير من الهدايا الحلوة بانتظارك.. ولأول مرة وجدها تُحرّك رأسها لتلتفت له بعيْنين مخيفتين، تسأله بصوت طفولي جاف: أين أبي؟ تدارك نفسه سريعًا وهو يقول بابتسامة هادئة: لقد سافر والدكِ حبيبتي وسيعود قريبا! لكنّها نظرت ببرود لا يليق بطفلة في سنّها، وبرقتْ عيناها قائلة: بل أنت قتلتَه! واتسعتْ عينا عمّها ذهولًا حتى أشدّها! |