السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف الأحوال؟ بخير إن شاء الله ~ يمكن القول أن القصة بدأت تتحرك حقا من هذا الفصل كالعادة شكرا لـ آكا-تشين على التدقيق و إلا لقرأتم لخبطة حروف تذكير: أيا كان ما يُقال في رأس الشخصيات فهو وجهة نظرهم هم و وجهة النظر تلك لا تماثل الواقع دائما، أو وجهة نظر شخصيات أخرى الأمر ليس خاصا بهذا الفصل، فقط شيء أردتُ الإشارة إليه ~ استمتعوا ~ لينا. -"لقد كان هذا منذ أسبوعين." اختتمت بياتريس سرد الأخبار التي نُقلت إليها. أسبوعان. شعرت لينا بضيق مفاجئ في صدرها. أسبوعان كاملان منذ شوهد الـ فان في العاصمة، الرجل الذي قابلته تريس الليلة الماضية قد ابتعد و رفقائه من الصيادين من هناك بأسرع ما يمكنهم، رغم ذلك لم يستطع هذا الأخير الوصول لإبلاغها في أقل من أسبوعين. بالطبع، كون العاصمة بعيدة للغاية هو أحد أسباب اختيار لينا الاستقرار في هذه البلدة، لكن تلك الميزة التي تمتعت بها لمدة طويلة أصبحت عائقا الآن. أسبوعان، ظل ذهنها يكرر الكلمة. على الأرجح أن الـ فان قد استولوا على الحُكم بالفعل و هي مسألة وقت حتى يصل الخبر لجميع أنحاء البلاد. كان رايلي أول من يكسر الصمت، قائلا بعزم: -"إذن عليّ التوجه إلى العاصمة." ظلت لينا صامتة في مقعدها. لقد أمضت سنوات في جحرها الآمن هذا، و رغم أنها لا تُظهر ذلك عادة، إلا أن الاعتياد على الأمر كان صعبا بالنسبة لفتاة مثلها، الوحدة و الاختباء ليسا من طبعها، فلو كان الخيار بيدها لانطلقت لتجوب العالم و تتعرف على مختلف المخلوقات الفاتنة و المثيرة للاهتمام. الخيار بيدك، أنتِ جبانة و حسب. ترددت تلك الكلمات بصوت بارد في ذهنها، أحكمت إغلاق قبضتيها فوق ركبتيها، أظافرها تكاد تشق بشرة راحة يديها. -"لا شك أن فيلق الصيادين سيعقد اجتماعا لمناقشة هذا الوضع." صرحت تريس. أبقت لينا عينيها مخفوضتين عندما ردت: -"لا أحد يعرف الوضع الحالي، ليس حقا." -" سنفعل ما بوسعنا." وضعت بياتريس يدا على كتف صديقتها ثم استطردت: -"و أثناء ذلك أحتاجكِ أن تظلي آمنة." شعرت لينا بدفعة غضب متمرد عندما أدركت ما قصدته بياتريس، لكن لم تسنح لها الفرصة للرد عليها، حيث أن صوت طرق عنيف على الباب قد قاطع محادثتهم. لم تضيع لينا لحظة في الإسراع إلى فتحه، سعيدة بفرصة لاستجماع هدوئها، إلا أن ما قابلها لم يساعد البتة. سرعان ما اندفع إليها جسد روكو الصغير ليدفن رأسه في قميصها، صوت شهيقه مكتوم بين طيات ملابسها. -"روكو ! ماذا هناك؟ !" سألت بعجلة بينما ضمته إليها. روكو لا يشتكي عادة من التنمر الذي يتعرض إليه، لذا لا بد أن الأمور قد ساءت لدرجة فظيعة بما أنه آتاها باكيا. سمعت لينا صوت خطوات بياتريس و رايلي يسرعان نحو الباب بينما رفع الصغير رأسه لتلتقي عيونه الدامعة بعينيها، و تمكن من الكلام بصوت منكسر: -"الجيش... غيل..." -"ما الأمر؟ !" كانت بياتريس من سألت الآن. تركت لينا الصغير لكنها أبقت يديها على كتفيه عندما جثت على ركبة واحدة أمامه منتظرة جوابه، أخذ روكو يمسح دموعه و يلتقط أنفاسه قبل أن يقول أخيرا، صوته لا يزال محطما: -"اقتحم الجنود القرية و هم يأخذون الأطفال فوق الرابعة عشرة..." أخذ نفسا مرتجفا قبل أن يستطرد: -"غيل يحاول إنقاذ الجميع، لكنه لن... سوف... سيقتلونه !" انهمرت دموع من عينيه فضمته لينا إليها مجددا، ثم التفتت نحو تريس و رايلي، رأس روكو لا يزال مدفونا في كتفها، و تساءلت إن كان ما قاله الصغير ينطبق على غيلاد، فرغم كونه –على الأرجح- أكبر من لينا إلا أنه لا يزال طفلا بالنسبة لبني جنسه. تركت روكو أمام المدفأة مغلف بإحدى بطانياتها و كوب حليب ساخن بين يديه، أخبرته بأن كل شيء سيكون على ما يرام، و أنه سيكون بأمان في بيتها، ثم انطلقت برفقة رايلي و تريس نحو القرية. القرية كانت في حالة فوضى عارمة. اللون الفضي لدروع الجنود في كل مكان، أطفال يركضون، آخرون يختبئون، و البعض الآخر يكافح بينما يُسلب من بين ذراعيّ أب أو أم أو شقيق. -"لينا..." لم تدرك لينا أنها كانت تقف مصعوقة، عيناها متسعتين لأقصى الحدود و أنيابها الحادة مكشرة بشكل خطير، إلى أن نادتها بياتريس و هزتها هزة خفيفة. بياتريس. هذه معضلة لا يمكن أن تُحل بالجلوس و التحدث. لو كانت هذه حالة القرية فلا بد أن الأمور في العاصمة كارثية، بل يائسة إن اضطروا للجوء إلى التجنيد الإجباري. لكن ذلك لم يكن على قائمة أولويات بياتريس الآن، فالفيلق لم يعقد الاجتماع ليقرر موقفه، التحرك بمفردها قد يؤدي لعواقب وخيمة بالنسبة للكثيرين، لذا عندما رأت أن صديقتها على شفا الجنون و الانقضاض اللاعقلاني نحو المعركة، أسرعت لهزها في محاولة لإعادتها إلى رشدها. -"لينا..." للحظة اتخذت عينا لينا لونا أصفرا نقيا، و صغُر البؤبؤ لدرجة غير بشرية، تماما كذئب حاقد. لكن سرعان ما نظرت نحوها لتهدأ، و كان صوتها عازما عندما تكلمت: -"عليّ إيجاد غيلاد." ردت بياتريس و هي تضغط على ذراع صديقتها: -"لا يمكننا التورط، ليس بصفتي عضوا في الفيلق. كما أن في ذلك خطر على أمنك و هوية رايلي." رايلي ظل يتبعهما صامتا، بل إنه لم يتفوه بكلمة منذ خروجه من مطبخ لينا. -"عليّ إيجاد غيلاد." كررت لينا و هي تنتزع ذراعها من قبضة تريس. "يجدر بكِ البحث عن جاك أو أحد أعضاء الفيلق." التفتت لينا نحو رايلي و في عينيها سؤال، أو طلب... حتى نطق أخيرا مخاطبا إياها، صوته معتدل كالعادة: -"ما يحصل هنا سببه الـ فان، لذا سأفعل ما بوسعي للمساعدة. سأرافقك." زمجرت تريس في استنكار قبل أن تتمتم "سحقا" و تنطلق للبحث عن شريكها. بينما ركضت رأت الجنود يغزون عتبة باب كل عائلة، و رغم تيقنها بعجزها عن مساعدة الأطفال، على الأقل ليس بالطريقة التي تفضلها: قطع الرؤوس و القضاء على الخطر، إلا أنها شعرت بتأنيب الضمير عند رؤيتهم يُخطفون من بين أحضان أحبائهم. الفيلق. جاك. ظلت تذكر نفسها لتركز على هدفها الحالي. إيجاد شريكها، معرفة قرار الفيلق. يمكنها أن تساعد الأطفال، ستفعل. كل ما عليها هو التحلي بالصبر و ستتمكن من إنقاذ القرية، في النهاية المهاجمون ليسوا سوى مجموعة جنود يُستغنى عنهم، لن يشكلوا مشكلة. بياتريس كانت مخطئة. أدركت ذلك عندما و أثناء طريقها لإيجاد شريكها لمحت وجها مألوفا بين قوات الجيش، رجل على جواد أبيض لا يرتدي خوذة و لا درعا، بل من يرى هندامه لأول مرة يحسبه قرصانا، لكن ملابسه أكثر أناقة و أغلى ثمنا، رجل مثله اشتهر لأسباب عديدة و منها حبه لجذب الاهتمام... لكن و بحق خالق الجحيم ما الذي قد يجعل جنرالا يقود تجنيدا إجباريا في قرية صغيرة منسية كهذه؟ شعرت تريس بنبضات قلبها تتسارع. أيعقل أنهم يعرفون بشأن رايلي؟ سحقا، سحقا، سحقا ! لينا. تماما كما أخبرها روكو، غيلاد كان يبذل جهده في مساعدة الأطفال على الاختباء و الهرب بقدراته السحرية المحدودة. وجدته في بقعة قريبة من الميتم، حيث و بأرجحة من ذراعيه ألقى بعيدا بالجندي الذي أوشك على مهاجمته. -"إنه هناك !" أخبرت رايلي مشيرة ناحية ابن الجان. بينما ركضت نحوه اعتقدت لينا في أمل بأن غيل يتدبر أمره بشكل جيد لحد الآن، إلا أنها كلما اقتربت كلما لاحظت الحالة المدمرة التي كان فيها. جسده مخدوش من كل جهة، بعض من جروحه لا تتوقف عن النزيف،على ما يبدو شعره الأشقر الطويل قطعه نصل ما، و قد كان الفتى يعاني من صعوبة في التنفس. إنها لمعجزة أن مخلوقا صغيرا مثله لا يزال واقفا على قدميه. أحاط به أكثر من جندي واحد الآن، لكنه ليس عددا لا تستطيع لينا تدبره، لذا كشرت عن أنيابها و أبزرت مخالبها لتنقض عليهم بينما سارع رايلي نحو غيلاد ليُعالجه كما عالجها. ركلت لينا أحد الجنود بعيدا، جرحت جنديا و أفقدت وعي آخر، عندما هزمت خمسة منهم دون أي جهد يُذكر أحست بعدم الارتياح. هنالك خطب ما. صحيح أن هذه عملية تجنيد إجباري، لكن جميع الجنود كانوا محض بشر يافعين لا خبرة لهم في ساحة المعركة، لا يعرفون شيئا عن كيفية التعامل مع المخلوقات الأقوى منهم. هذا القتال أسهل بكثير مما يفترض أن يكون عليه. لم تستطع منع القشعريرة من الزحف إلى بشرتها عندما واتتها تلك الفكرة المفزعة: ماذا لو أنهم هنا لهدف آخر مخفي؟ ماذا لو أنهم هنا لأجل رايلي؟ بياتريس. في النهاية كان جاك هو الذي وجدها. رغم مواصلة إخبار نفسها أنه لا يجدر بها التدخل، إلا أنها عندما رأت صبيا على الأرض يتلقى ضربا مبرحا من أحد لقطاء الجيش لم تستطع المرور و نسيان الأمر وحسب. كانت مستعدة لترك ذلك الجندي يعود إلى موطنه بارتجاج دماغي لولا الظهور المفاجئ للشخص الذي صدها عن التسبب بما يمكن تسميته مشكلة سياسية. ذلك الشخص بالطبع لم يكن غير زميل عملها المقرب جاك وايفرن. -"هذا يكفي." قال بصوت صارم بينما يضع يدا خشنة على كتفها. التفتت بياتريس إليه لتُصدم بالغضب في عينيه الكهرمانيتين، لكنه لم يكن موجها نحوها هي... ران صوت بكاء الصبي الملقى على التراب، كان صغيرا و هزيلا، تكاد لا تصدق أنه في الرابعة عشرة أو أكبر. -"أيها الحثالة عديم الشرف !" صرخ جاك بينما يتقدم نحو الجندي. "لأي مدى مثير للشفقة يصل إليه ضعفك حتى تتنمر على صبي لا حول له و لا قوة؟!" -"من تظن نفسك يا هذا؟!" اندفع الرجل لمهاجمته مباشرة تماما كما يفعل الهواة، و لم يحتج جاك لإخراج سيفه حتى يراوغه و يوقعه أرضا. عندما حاول الجندي الوقوف و استئناف الهجوم اكتفى جاك بتمرير يده على مقبض سيفه و الحملقة في عيني السافل بسخط، فما كان من هذا الأخير إلا أن يرتجف خوفا و يسرع للانقلاع من هذا المكان. أدركت بياتريس أن الصبي الذي تلقى الضرب قد هرب بالفعل، و تساءلت ما سيكون مصيره الآن. تنهد جاك بعمق و نظرت تريس ناحيته أخيرا لتقابل عينيه، اختفت الحدة منهما و عادتا لكونهما مرتخيتين في لون كهرمانيّ فاتح، لاحظت الآن أن شعره الأشقر أقصر مما كان عليه في آخر لقاء لهما. لكن هنالك أمر وحيد لن يتغير بخصوص جاك... تلكما البقعتين على كل جانب من فكيه، حيث برزت بشرة التنين الداكنة كمخلب صغير فوق وجهه الشاحب. كان هو أول من نطق قائلا: -"الفيلق سيعقد اجتماعا طارئا. طبعا." -"طبعا." كررت من بعده بنوع من السخرية، "ما سبب تأخرهم؟ هل كانوا ينتظرون حصول أمر كارثي بما فيه الكفاية ليستدعي انتباههم؟ !" بدا جاك مصعوقا قليلا من كلامها، حيث أنه قطب حاجبيه و سأل بهدوء حذر: -"هل أنتِ غاضبة مني، بياتريس؟ أنا أتبع النظام و حسب كما تعلمين." هذه المرة دورها لتتنهد ثم ترد: -"لستُ غاضبة منك، أنا غاضبة لأن الأمور آلت لما هي عليه الآن و لا يمكننا التحرك دون أوامر." -"فهمت، تريدين تلقي الأوامر حتى تعصيها بشكل صحيح." قال ساخرا بابتسامة خفيفة. كان عليها أن تمنع نفسها من رد ابتسامته، ثم واصلت الكلام و كأنه لم يتحدث من الأصل: -"عليّ رؤية لينا من جديد قبل أن آتي معك." لقد نسيت الأمر لبرهة بسبب حضور جاك، لكنها تذكرت حقيقة تواجد أحد الـ فان في هذه القرية كما لو أنها صُعقت. هل يجدر بها أن تخبر جاك؟ هو بالفعل رجل شريف ذو ولاء عظيم، لكنها ليست واثقة من أن ذلك الولاء ينتمي إليها. ما كانت لتخاطر بموقف لينا بناء على حدس مشكوك. -"سألاقيك في الاجتماع يا جاك." كانت واثقة من أنه هز رأسه موافقا، لكنها لم تنتظر جوابه الكامل، بل انطلقت مارة من على جانبه، تاركة نقرة من أناملها على كتفه، و ذهبت لإيجاد صديقتها. لينا. بعد أن هرب الجنود من مخالبها، و بعد أن أفقدت وعي الذين كانوا شجعان و حمقى بما فيه الكفاية للبقاء و محاولة قتالها، تمكنت لينا أخيرا من أن تطمئن على غيلاد. كان الفتى يحدق في ذهول و إعجاب بينما أُغلِقت جروحه و اختفت كدماته ببطء تحت لمسة رايلي المدهونة بذلك المرهم المصنوع من لحمه و شحمه. وقفت لينا خلف رايلي الذي جثا على ركبتيه أمام الفتى، و نظرت نحو غيلاد بصرامة، يداها على جانبيها، و قالت: -"ما الذي كنت تفكر فيه؟ ! لقد أقدمت على فعل متهور و خطير ! كان يمكن أن تموت!" أخفض غيلاد رأسه في مزيج من الإحراج و الاستياء. لينا تتفهم موقفه تماما، ليس و كأنها لا تفعل، لكنها تدرك مدى حماقته أيضا. رايلي الذي كان يطبق المرهم على راحة يد غيل خاطب هذا الأخير دون أن ينظر إليه: -"إنه لأمر جميل أن يمتلك فتى بمثل سنك شجاعة كهذه." رفع غيلاد رأسه بعناد ليرد على كليهما: -"إذن ما الخطأ فيما فعلته؟ لقد أنقذت بعض الصبيان !" تنهدت لينا و جثت هي الأخرى بجانب رايلي قبل أن تسأل بصوت أكثر هدوءا من السابق: -"أتعتقد حقا أنهم سيدعونهم و شأنهم؟ أتصدق فعلا أنك أنقذتهم للأبد؟ أتظن بأن الجيش لن يعود و يلحق عقابا أقسى بمن نجا المرة الماضية؟" تراكمت الدموع في عيني غيل و قد كان يحاول بشدة أن لا يدعها تسقط. وضعت لينا يدا مُطمئِنة على رأسه لتضيف: -"الشجاعة لا تعني الاندفاع دون تفكير نحو ما تعتقده صائبا." -"أحيانا..." قال رايلي بنعومة و قد التقت عيناه بعينيّ الصغير، "أحيانا الشجاعة تعني امتلاك القوة الكافية لمنع نفسك من التصرف." خطفت لينا نظرة نحو رايلي، و اعتقدت للحظة أنها رأت لمعانا زجاجيا غريبا في عينيه... لكن قبل أن تقرر إن كانت الدموع وحي من خيالها، سرق انتباهها غيلاد الذي ترك أخيرا دموعه هو تنهمر على وجهه، و ارتمى في حضن رايلي باكيا. تنهدت لينا مرة أخيرة و سمحت لنفسها بابتسامة خفيفة. لقد حققت هدفها الحالي في إيجاد غيلاد و إنقاذه، روكو سيكون سعيدا للغاية عندما تعود إليه بصديقه المقرب... رُشق وجهها بالدماء قبل أن تدرك ما حصل، لطخ ملابسها و شفتيها، وجهها و عينيها. سقطت على أسفل ظهرها من الصدمة، و كان عليها أن ترمش عدة مرات قبل أن تتوضح رؤيتها و تتمكن من فهم المشهد الذي أمامها: رمح اخترق رايلي وصولا إلى ظهر غيلاد في حضنه، خلفهما أحد الجنود الذي استعاد وعيه يُمسك مقبض الرمح و في عينيه نظرة حقد مجنون. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : غومين، على ما أعتقد ؟ على الأقل حصلتم على جاك ؟ حسنا سأرحل و حسب قبل أن تقتلوني + لا تنسوا تخمين عمن عنوان هذا الفصل! في أمان الله و رعايته ~ |