تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
عندما يتعلق الأمر بالهوايات .. و الأذواق .. ليس من المفترض أن يجبر المجتمع الجميع على اتباع نهج واحد .. أو هكذا من المفترض أن يكون الأمر .. لكن الأمور مختلفة هنا إن لم تكن تحب المسلسلات التركيـة فأنت غريب .. إن لم تتابـع الأخبار السياسية و نشرة الثامنة فأنت غريب كذلك .. إن كنتِ فتاة و تتابعين الكرة فأنتِ غريبـة .. إن كنت فتى و لا تفعل فأنت أغرب .. سواء تعلق الأمر بهذا النوع من الأمور .. أو حتى بأشياء أخرى كالاختصاصات المختارة في الدراسة .. الطعام .. الملابـس .. طريقـة الحديث و اللهجـة .. حتى أطفال الإبتدائية لم يسلموا من المقارنات .. و أصبحت علاماتهم الدراسية أهم حتى من تربيتهم و سلوكهم .. المجتمع يرسم لك خطوطا بارزة في طريقك .. و عليك اتباعها إلى آخر المسار و إن لم تفعل .. فستسمع ما لا يسرك و ستُنبذ ربما .. و الأهم أنك ستعامل كغريـب لا ينتمي لنفس المجتمع .. باختصار .. إن لم تكن تشبه الآخرين .. فأنت شخص غريب .. لهـذا .. اتخذت قراري قبل سنـوات .. مادام هذا ما يريده المجتمع .. فليكن كذلك ! سأريهم ما يريدون .. سأكون ما يرغبون به لن نبلغ المثاليـة مهما بذلنا من مجهود .. لكنني حاولت أن أكون " طبيعيـة " بقدر الإمكان على الأقل .. أفعل ما يفعلون .. آكل ما يأكلون .. و أترك ما لا يعرفونه وراء جدران فولاذية في أعماق أعماقي لا تخرج للعلن بسهولة .. أو لا تخرج للعلن أبدا .. لأنها إن فعلت .. لن أوصف بغريبة أطوار فحسب .. بل سأكون في نظر المجتمع " طفلة " مختلة عقليـا .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أمضيت ثمانية ساعات في ذلك المكتب الكئيب .. كان يوما حافلا بالعمل المعقـد .. كل تلك الملفات و الحسابات أصابتني بالدوران .. أعمل في مكتب محاسبـة بالمناسبة .. مكتب منعزل في إحدى العمارات المكتبية يأتي المدير كل يوم ليرمي العمل على المكتب .. يغادر لاستقبال الزبائن في مكتب آخر في الطابق السفلي .. أما أنا فكل ما أفعله هو تأدية مهامه طوال الوقت مقابل أجر بخس كثيرا ما شعرت بالندم على سنوات الجامعة التي أمضيتها في الدراسة بكل جدية للانتهاء في مثل هذا الوكر الذي حطم كل أحلام طفولتي على أية حال .. يكــاد الأمر ينتهي الآن .. لليوم على الأقـل بضعة دقائق و أصل للمنزل ~ المنزل يعتبره الكثير من أبناء مجتمعي مكانا مملا روتينيـا مزعجا و غالبا ما يفعلون أي شيء للخروج منه و تغيير الجو .. لكن بالنسبـة لي .. هــو مملكتــــــــــــــــي ~ المكان الوحيد الذي أطلق فيه العنان لنفسي و أرمي كل تلك القيود التي ربطت بها و الأهم .. أنه المكان الذي ألتقي فيه بمحبوبي الأبدي .. الوحيد الذي يزيل عني الهم و الغم و ينسيني كل مشاكل الحياة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتحت الباب بكل حيوية بعد أن رميت كل ذلك التعب ورائي و دخلت متحمسـة للساحة متطلعة لاختراق باب المنزل .. و .. [ صدمـة ] - سحـ .. قـا .. اقتربت ببطء .. تأملته جيدا .. أجل .. دون أدنى شك .. - هـذا الحذاء ليس لأهل هذا المنزل .. هذا يعني .. أجل .. " ضيـف " - فلنهـدأ .. هو حذاء امرأة .. لذا ربما يكون لإحدى الجارات .. و هذا يعني أن بقاءها سيكون مؤقتا فحسب استجمعت شجاعتي و فتحت ذلك الباب .. ألقيت السلام في الرواق و توجهت مباشرة نحو غرفة الاستقبال إما نكون أو لا نكون .. إنـه وقت الحسم !! [ تفتح باب غرفة الاستقبال ] لحظـة الحسم أفادت بأنها لن تكون بجانبي هذه المرة .. اتسعت عيناي عندما رأيتها .. تغيـّر ميزان دقـات قلبي و جف ريقي .. تسمرت في مكاني و شعرت بالارتباك بدأ يتمكن مني .. حدث كل ذلك في أجزاء من الثانيـة .. و هذه ليست أول مرة يحدث فيها مثل هذا الأمر .. عقلي انتهى بالتحكم في كل شيء كالعادة .. أزال كل ذلك التوتر و ألبسني قناعا هادئا متزّنا و جعلني أطلق ابتسامة هادئـة لطيفة تقدمـت نحوهـا بسعادة و أعطيتها حضنا و سلمت عليها كما يجب الحال - عمتـــي ~ كيف حالك ؟ - بخير و الحمد الله، ماذا عنك ؟ كيف كان العمل ؟ انتهى حوارنا سريعا عندما أشارت لي أمي فهمت الأمر على الفور .. المطبخ ينادي هاه ~ بدلت ملابسي سريعا .. صليت .. و توجهت لمصيري المتوقـع .. - لا بأس .. إنها عمتي بعد كل شيء .. كما أنها لم تزرنا منذ فترة فلنبذل بعض المجهود الإضافي اليوم ~ لم يكن يجدر بي تسميتـه بـ " بعض " .. لأنه أكثر من ذلك بكثير خااصة بعد أن سمعت أصواتا صاخبة آتية من الباب الخارجي تلاها دخول ابن عمتي مع زوجته و طفليـه الصاخبيـن - آآآه .. كان علي توقع ذلك .. بالطبع لم تأتي بمفردها ~ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ بعـد 5 ساعات ] لا أصدق أن الأمر انتهى أخيرا .. لبثت في ذلك المطبخ حتى أخد مني الإرهاق ما أخذ و أصبحت أمشي كالثمل لا أعرف يميني من شمالي من يراني يتساءل إن كنت على ما يرام .. و بالطبع لست على ما يرام .. على أية حال .. بعد أن تخلصت من كل الأعمال الشاقة تلك أمضيت بعض الوقت في الثرثرة مع عمتي و العائلـة و ها هي ذي الساعة العاشرة ليلا تدق .. و حان الوقت لأغادر أولئك المزعجين لأذهب لغرفتي المريحة و ذلك ما حصل ~ إنه النعيم أخيرا هاه ! لم يتبق الكثير من الوقت .. لكنني قررت منح بعضه لنفسي .. أخذت حبيبي من على المكتب ~ كمبيوتري المحمول العزيز .. معزتي و فخري و منقـذي الدائم ~ جلست على سريري متكئة على الوسادة ، وضعته على ساقيّ .. و شغلت " عالمـي الآخر " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ متابعـة الأنمي في سن الـ 15 هنـا أمر غريب .. فما بالك إن كنت في الـ 25 =) هي ببساطة ثقافـة لم تنتشر بعـد كما يجب في مجتمعنا فلا يزال الأغلبية يرى الأنمي ككرتون موجه للأطفال بشكل رئيسي و بالطبع .. الأشخاص المتمسكون بالمعارف السابقة الثابتة لا يتعبون نفسهم في تغييرها و ينتقـدون تلقائيـا كل من يدعي شيئـا مختلفا عن وجهة نظرهم إذن .. إن كنت أوتاكو فعليك الاحتفاظ بهوايتك لنفسك و ترك ميولاتـك سريـة بقدر المستطـاع يمكنك فعل غير ذلك إن أردت .. لكنك ستتسبب بالمزيد من المتاعب لنفسك فحسب و ستضطر للدخول في نقاش عقيم تافه مع كل شخص تقابلـه و ما إن تفعل .. ستلاحظ أن رؤوسهم كالصخور لا تحاول استيعاب شيء مما تقوله و ما دمتُ من النوع الذي يفضـل العيش بهدوء .. و الأهم أنني لا أحب شرح الأمـور للآخرين فقد قررت ببساطـة أن أستمتع بهواياتي في عالم آخر غير هذا العالم و أن لا أحاول اقناع أحد بوجهـة نظري .. فلا فائدة من ذلك في كل الأحوال ~ آه .. لقد حاولت التوقف عن متابعة الأنمي مرات عديدة من قبـل .. لكنني في كـل مرة أتعلق به أكثر .. و أكتشف أنه ليس حبا طبيعيا بل إدمانا من الصعب التخلص منه أصبح الأنمي كجرعـة مخدرات .. إن لم أتلقاها فسأشعر بالإكتئاب ليس بالشيء الذي يفتخر به .. لكنه لا بأس به طالما لا يضرني في شيء هاه كما أن حياتي الإجتماعيـة لا مشكلة فيها .. لذا من يهتم ~ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جبـال شامخـة تخترق قممها قلب السحاب .. تكسوها أشجار الصنوبر و الفلين منظر بديـع لا ترى العين فيه سوى الغصون و الأوراق .. يمتد اخضراره على مدى البصر و يسحر النفوس بجماله الأخاذ مجرد خلفيـة طبيعية على سطح المكتب .. ملفات مرتبـة كما يجب و .. مقري السري موجود في قرصي الخاص و محمي بكلمة سر ~ يووش .. لا أحد في الجوار .. فلنشـاهد حلقـة هجوم العمالقـة قبل الخلـود إلى النوم ~ فتحت الحلقة بسرعـة لأستغل ما تبقى من الوقت قبل موعـد نومي - إن تأخرت عن العمل غدا بسبب حلقة أنمي فسيكون الأمر مخجلا - بالكاد مرّرت شارة البداية حتى دخل ذينك المزعجين >< - [ متوترة ] ماذا ؟ ماذا تريدان ؟ - لديك كمبيوتر ؟ - نريد أن نلعب ! - ليس الآن يا صغاري .. لنؤجل ذلك للغد اتفقنا ؟ - نريد الآآن ~ - أجل الآآآن ~ - تشيـه .. مزعج .. إذن ماذا علي أن أفعل الآن ..؟ التفكير في مجالسة هذان الإثنان مزعج بما فيه الكفايـة لكن ما كان يشغل بالي أكثر هو مسافة وقوفهما .. علمت أن علي غلق تلك الحلقة حالا و إلا سأندم لاحقـا .. - سأخلد للنوم الآن .. افعلا المثل هاه ~ بالكاد وصلت الفـأرة لزر الـ × حتى هرع أحدهما سحب الشاشة بيده نحو الأسفــل .. و رافقتـه شهقتـي المصدومة و أنا أقف من على السرير هويت مثلما هوت الشاشة .. و تبعها الجهاز بأكمله .. و خلفـه جسدي [ انكســار ] ذلك كان صـوت عمودي الفقري الذي انفصلت فقراته للتـو .. أو ذلك ما تمنيتـه .. إلا أن الضحيـة هنا كان جهازي المسكـين الذي انفصلت شاشته عن باقي جسـده و تحولت بالتأكيد للون الأسود .. مثل يومي هذا الأسـود .. [ صرخـــة ] حينها خرج أخي الصغير من غرفته و هو يسد أذنيه - [ تنهـد و هو يحدق بي بنظرة مشفقة ] كنت أعلم أن شيئا كهذا سيحدث عـاجلا أم آجلا .. تجاهلني تماما و عاد لغرفته و هو يكبح قهقهته .. أما الصغيرين فقد صدما لأنهما يعلمان أن ما حدث للتو هو خطؤهما .. أو تقريبـا .. و سرعان ما أتت كل العائلـة الكريمة بمن فيهم الضيوف للتطفـل على ما يحدث - [ تضع يدها على وجهها ] ها .. هاهاها .. آآآه كم أكره الضيـوف .. سري بقي في بئـره .. لكن الثمـن كان غاليـا .. سحقـا .. [ يوميـات أوتاكو في عـالم لا يعترف بالأنمي - النهايـة ] لوول .. لم أرغب بتفويت فرصـة المشاركة في مسابقة القصة القصيرة في المهرجان الشتوي رغم أن مشاركتي هذه المرة كانت تسليكية نوعا ما هههه هذه المرة يمكنني أن أقول أنها فعلا " قصة قصيرة " XD على كل .. هي تروي بعضا من معاناتنـا نحن الأوتاكـو المسنين في العالم العربي رغم أن الأنمي في أغلب الدول أصبح ثقافة معروفـة و لديه من المعجبين الكثير و من مختلف الأجناس و الأعمار إلا أن تقبله في بلدنا - و بالتحديد في مدينتي - يبقى أمرا صعبا ~ يمكنكم اعتبارها مشاركة استهبالية سريعة .. لكنني آمل أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة القصة المجنونة XD + إن أردتم شيئا جادا أكثر فعليكم الإطلاع على مشاركتي في المهرجان السابق : اِحـذر .. أنت في بونـة ! | قصة ~ & جزيـل الشكـر لـ @..Ạℓιcє.. ♔.. على تصميم الطقم يووش هذا كل شيء .. دمتم بخير ~ |