المساواة هي الهدف الذي ترمي إليه العدالة، فهي الغاية المرجوّة من تحقيق العدل، حيث إنّ العدل ما هو إلّا القسط الذي يلزم للاستواء، وبالتالي فإنه لتحقيق المساواة بين الأطراف دون زيادةٍ أو نقصان يلزم تطبيق العدل على أكمل وجه.المساواة قيمة وهدف، أما العدالة فهي خلقاً.تشتمل المساواة على التسوية فقط، بينما يشتمل العدل على التسوية والتفريق. العدل أشمل من المساواة وهو ضابط لها، فالعدل أن تأخذ المرأة نصف الرجل في الميراث، وهو يقتضي أيضاً أن تتساوى الأختان في الميراث. الإسلام هو دين عدل وليس دين مساواة، وذلك لأن العدل يعني الموازنة بين جميع الأطراف فيأخذ كل ذي حق حقه دون تبخيس، أما المساواة فقد تعني التسوية بين أمرين بينما يكون من الحكمة التفريق بينهما كما ذُكر سابقاً.أمرت الشريعة الإسلامية بالعدل بين جميع الناس بشكلٍ مُطلق وفي كل زمان ومكان، فقد قال تعالى في كتابه الكريم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)، في حين أن المساواة منفيةً في بعض المواضع، فقد قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ).أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالعدل في معظم آياته دون المساواة، وذلك لأنّ العدل يكون في جميع الأوقات، بينما المساواة فقد تكون في أوقات معينة فقط. تتحقق المساواة في حال كان الناس متساوين في أمرٍ معين، أما عندما يكون هناك فوارق فلا تتحقق، وبذلك فإنّها واجبة وليست مطلقة، أما العدل فهو واجب مطلقاً ليس عليه قيود أو شروط، حيث يجب إعطاء كل ذي حق حقه في كل زمان ومكان وفي كل الظروف.