سقراط
سقراط هو فيلسوف يوناني، ولد في أثينا عام أربعمة وتسعة وستين قبل الميلاد، وتّوفي عام ثلاثمئة وتسعة وتسعين قبل الميلاد، وبالرغم من ذلك له إسهامات خالدة في المنطق، والفلسفة، وكانت أفكاره تشكّل الأساس لعلوم الفلسفة من بعده، كما أنّها تستخدم لليوم في علم التربيّة، وخاصّة البيداغوجيا، التي تتوجه لطرح مجموعة من الأسئلة، ولكنّ ليس بهدف الحصول على أجوبة لها، وإنّما من أجل تعميق فهم المتلقي، وإيصال بعض الأفكار له، وقد كان دائم السعي للوصول إلى حقائق الأمور، من خلال مناقشة العديد من المسلّمات في ذلك الوقت.
بعض معتقدات سقراط
لم يدّعِ سقراط الحكمة، ولكنّه كان يسعى إليها، وقد تمّ الوصول إلى معتقداته عن طريق ما رواه أفلاطون الذي يعدّ من تلاميذه، ولذلك فهو ذكر سقراط بصورة المثاليّة، بعكس ما روي في المسرحيّات الساخرة منه في ذلك العصر، ومنّ أهم معتقداته، وما كان يدعو له:
من الأفضل على البشر تطوير أنفسهم، بدلاً من السعي وراء المال.
من المهم تشكيل الصداقات، والانتماء إلى المجتمع.
يتميّز الإنسان بعقله وفلسفته.
أهميّة طلب العلم ومحاربة الجهل.
لا تكتمل الحكمة عند صاحبها إلا إذا ابتعد عن شهواته.
أهميّة الصّبر.
برّ الوالدين.
من مقولات سقراط
هناك العديد من المقولات التي نقلت عنه ومنها:
(المرأة العظيمة هي التي تُعلمنا كيف نُحب عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي، وكيف نبتسم عندما نتألم).
(الحكمة لله وحده، وعلى الإنسان أن يجدّ ليعرف، وفي استطاعته أن يكون محباً للحكمة تواقاً إلى المعرفة، باحثاً عن الحقيقة).
وفاة سقراط
أسلوبه في تقصّي الحقائق، ودعوته النّاس لإعادة النّظر في معتقداتهم، كوّن له خصوماً عدّة، ولكنّه بيريكلس السياسي العظيم في ذلك الوقت كان متبنيّاً لأفكاره، ومعجباً بها، وبالتّالي كان يشكّل حماية لسقرط، وبعد وفاته، تطاول عليه أعداؤه، ودعوه للعدول عن أفكاره وسحبها، ولكنّ سقراط لم يقبل بذلك، ممّا جعلهم يتهمونه بالهرطقة، وتخريب عقول الشباب، فحكموا عليه بالقتل عن طريق تناول السّم، بعد أن رفض الهروب من السجن مع أنّه كان يستطيع الهرب بعدّة أسباب ذكرها أفلاطون، وهي:
كيّ لا يعتبره النّاس خائفاً من الموت، كون الموت غير موجود عند الفلاسفة.
أنّه لو هرب فعلاً، لن يستطيع نشر مبادئه، وجعل الناس يتقبلونها، فسيهاجمه الآخرون كما هاجمه أهل أثينا.
أنّه وقّع مع الدّولة عقداً اجتماعيّاً يتضمّن خضوعه لقوانين الدّولة، وسجنه وإعدامه كان قانوناً لا بدَّ له من الخضوع له، كيّ لا ينافي المبادئ التي يدعو إليها.