بسم الله الرحمن الرحيم هذه مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة, قصة دسمة في الواقع, لكن بعد بدايتك القراءة ستجد نفسك أنك أنهيتها أسرع مما ظننت, كل ما تحتاجه هو فقط القليل من الصبر. كنت قد نشرت بالكافي عن بعض أحداث هذه القصة ... هل تعرفت عليها ؟ بالطبع قد فعلت ان كنت متابعا لمساهماتي في الكافي أجل ... انها الفتاة الفرنسية . [ فضي ] الراوي [سمواي] الزمان و المكان لا اعلم متى واين وكيف ولكن حصل ... لقد احببتها كانت تلك الفراشات تطير أعلاي, ثم تحملني وتطير بي لأعلي السماء. بوردو - فرنسا ... المكتبة فتاة ذات شعر أسود و أعين زرقاء سماوية ... فقط من خلقها يعلم لونها رقيقة كالعود و بيضاء بياض الثلج تلبس لباس ضيق يبرز انحنائات جسدها تجلس بين رجلين على الطاولة تقرأ كتاب لم أتبينه جيدا الشخص على يمينها يقوم بالهمس في اذنها بكلمات لم أفرز ما هي من مكان جلوسي لم يرقها الأمر, ملامح وجهها تظهر ذلك بكل وضوح التفتت الى الشخص على يسارها و كان أنا شاب ذو شعر بني غامق و رموش كثيفة سوداء نكزته باصبعها فأجابها : ماذا ؟ أجابت الفتاة : أنا أريد تبديل المكان لو سمحت هذا الشخص يزعجني. مشيرة الى الرجل الذي يجلس على يمينها نهضا كلاهما و غيرا الأماكن الفتاة قائلة : شكرا ... ما اسمك ؟ اجابها بصوت حاد مليء بالثقة : صفوان. الفتاة : انا ميليسا. تشرفت بمعرفتك صفوان. ثم وضعت عيناها على كتابها وراحت تأكله أكلا صفوان يرمقها بنظرات سريعة ثم عاد و أكمل تأمله للناس شاردا وحده الله يعرف بما يجول بخاطره بعد ساعتين بدأت الشمس تغرب معلنة بذلك اقتراب اغلاق المكتبة كانت بذلك قد أكملت ميليسا كتابها أغلقته و معيدتا اياه لرفه حين تفاجأت بأن صفوان لايزال هناك و أمامه قاموس الفرنسية يقلب في صفحاته بسرعة ليس لاقتراب موعد اغلاق المكتبة وليس لسرعة فهمه لتلك المصطلحات بل لقد كان يشاهد الصور في ذلك القاموس فقط ضحكت ميليسا قائلة بالانجليزية : أنت لست من فرنسا ؟ كل ما دار في عقل صفوان هو كم هي ظريفة لكنتها, كانت لأذنه كالموسيقى أجابها صفوان : لا, لست من هنا توشك ميليسا على قول شيء ما حين رن موظف المكتبة جرس خفيف المسمع وجميل السمع صفوان متسائلا : ما هذا ؟ ميليسا مجيبة اياه : في المكتبات الراقية الفرنسية يرن الجرس عندما يحين وقت اغلاق المكتبة ... صفوان ردا عليها : اذن أظن أنه حان وقت العودة للمنزل ... سررت بلقائك ميليسا ونبرة الخجل واضحة في صوتها, فقد بدأت بالتلعثم فجأة بعد أن كانت تتكلم بطلاقة أتمانع أن أخذك في جولة حول مدينتنا المتواضعة ... فهم صفوان ما بين سطور هذه الكلمات ... ميليسا معجبة به ! لكن هل هو معجب بها أيضا ؟ صحيح أنه يشعر بشيء اتجاهها لكنه لم يحب فتاة من قبل وقد ظن أن شعوره ذلك كان فقط لاعجابه بجمالها أجابها صفوان : بالطبع, شرط ألا تطول الجولة ... ابتسمت ميليسا قائلة : أعدك بأنها لن تطول . يأخذنا المشهد الى لقطات عديدة لأماكن مختلفة قد زارها هذا الثنائي تظهر مدى سعادتهما و كلما اقتربت الجولة من نهايتها زادت مشاعرهما لبعضهما و زاد تعرفهما على بعضهما فقد كانا يتحدثان في شتى المواضيع ... ومن طريقة كلام هذه الحسناء فهي فيلسوفة أيضا من منظور صفوان لكن قد بين له أحد أصدقائه لاحقا بعد هذه الجولة بمدة طويلة أن هذه الفتاة مثقفة فقط و ليست فيلسوفة وقد اقتنع برأيه, وما زاده هذا الا عشقا بها و متشوقا للقائهما القادم. بينما ميليسا و صفوان قد ذهبا في جولة حول مدينة بوردو كان قد نسي هذا الأخير أنه لم يأتي وحده للمكتبة, كان برفقة أخاه الذي ذهب لدفع ثمن كتاب لأمين المكتبة كيف لا ينسى وهذه الحسناء المدعوة ميليسا قد جعلت حواس هذا الفتى العاشق مخدرة ؟ فلكنتها الظريفة كالموسيقى على مسامعه و بصره لا يستطيع أن يكتفي من جمالها ذاكرته توقفت ولا تفكر الا في لقائهما و عقله لا يستوعب الا هذه اللحظة. ~تعود بنا الصورة للمكتبة و الأخ يبحث عن صفوان في أرجائها~ قائلا : أمازال هذا الطفل يضيع ؟ جديا ؟ الا يكبر أبدا ؟ بوردو بورت أتلانتيك - ... الميناء انها أخر مكان من الجولة ...الميناء تلك الشمس الذهبية الجميلة في وقت الغروب تدل على أن أجمل ما في اللقاء هو الوداع قالتها ميليسا لصفوان وقد رافق نهاية جولتهما غروب الشمس الخلاب و كأن الأمر كله مخطط له منذ البداية هذا ما جال في خاطر صفوان في تلك اللحظة ... عرف أن هذه اللحظة الرومنسية هي بالذات تحديدا اللحظة التي يجب ان يتصرف فيها بأروع صورة له لكنه وخلال هذه الجولة شعر صفوان بأنه يتصرف ولأول مرة على سجيته و شخصيته الحقيقية فقد كان يتظاهر بالروعة طوال الـسنتين الأخيرتين أفلا مكان لفتاة في قلب قد نزعت الغبار عنه و أظهرته بمظهره الجميل الحقيقي ؟ بينما هذان العشيقان في مشهد رومنسي و كأنه من انتاج هوليوود كان الأخ لا يزال يبحث عن صفوان وقد أغلقت المكتبة بالفعل يبدو أنه حبس بداخلها ... بينما هذا الثنائي الظريف في الميناء أشعة الغروب الذهبية تداعب مياهه فتجعلها تتلألأ في منظر خلاب نعتاد على مشاهدته في الأفلام فقط كانت الأجواء كحفلة, ضيفا شرفها صفوان و ميليسا يعم المكان الصمت بينما الثنائي يتأملان هذا الجمال الرباني تتلاقا أعينهما في نظرة خجل بينما ميليسا تقوم بالاقتراب من صفوان ببطئ العبد يُقرعُ بالعصا و الحر تكفيه الاشارة ... فهم صفوان الوضع و ما يحدث فقد شاهد هذا في العديد من الأفلام الأجنبية سرعان ما التف بوجهه بعيدا عنها و غير الموضوع ... شعرت ميليسا بالخجل لكنه سرعان ما تلاشى بعدما فهمت وضعه و أن عقائده الدينية لا تسمح كونه مسلما هذا سيكون أخر يوم لي في بوردو, هذه المدينة الباهية تركت لي ذكرايات جميلة لن أنساها أبدا ... لا أدري متى سأعود لكنه سيكون على الأرجح بعد وقت طويل ... لكني سأعود مهما طال الأمر ... هذا وعد ... قال صفوان كلماته هذه و مضى في طريقه ... أوقفته ميليسا وهي تكتب شيء ما بالفرنسية فكتابها الذي نسيت أن ترجعه لرفه وهي تقول : أعرف انك لا تجيد الفرنسية جيدا, لذلك عدني أن تترجم معنى هذه الكلمات بعد أن تغادر فرنسا وعدها بذلك و مشى قليلا حين توقف قائلا : لقد كانت الجولة طويلة ... عكس ما أخبرتني به و أكمل طريقه . كان هذا أول و أخر لقاء للثنائي تلك الليلة ميليسا أصيبت بأرق في تلك الليلة فقد باتت تفكر بصفوان طوال الليل. أما صفوان فقد كان من المفترض أن تقلع الطائرة العائدة للجزائر تلك الليلة و هو على متنها ... لكنه لم يكن كذلك فقد أجلت الرحلة بسبب غياب الأخ طوال الليل لأنه كان محبوسا في المكتبة رغم ذلك لم يلتقي صفوان بميليسا في اليوم التالي فهو يعتقد أنه لا يمكنه لقائها بعد أن قال كل ذلك الكلام الرائع تلك الليلة... مسألة مبدأ أما الأخ فقد وجده أحد موظفي المكتبة نائما على احدى كنباتها ... هذه نهاية قصتنا صفوان وجد فتاة أحلامه, ميليسا وجدت حب حياتها أما الأخ فقد اكتشف حبه للنوم على الكنبات... لذلك فالنهاية سعيدة ... على ما أظن. ~انتهى~ الى هنا نصل الى ختام هذه القصة أوووف... لقد تعبت في كتابة هذه القصة بالفعل, أعرف أنها طويلة قليلا ... ربما كثيرا ... حسنا انها طويلة جدا حاولت تقليصها قدر الامكان لكن هذا أقصى ما يمكنني تقليصها له, يعود سبب ذلك لاظهار القصة بمنظور جميع الشخصيات فقد تم سؤالهم عن هذه الذكرى شخصيا ونقل وجهات نظرهم و أحاسيسهم للقصة. أعرف أن الموضوع طويل بالفعل و لا يحتاج الى المزيد ... وأعرف أنه لا يسمح بفصول عديدة بالنسبة للمهرجان لكنها مجرد اضافة لا دخل لها في القصة الأصلية لذلك ان كنت تريد اضافة لهذه القصة تحتوي على اسم الكتاب وما الكلمات التي كتبتها ميليسا لصفوان في ذلك الكتاب أعلمنا بذلك في رد ... نحن نرحب بالنقد البناء كذلك ^^ شكرا على قرائتكم و صبركم معنا نودعكم و نأمل لقائكم في قصة أخرى و موضوع أخر انشاء الله |