اختراع الإنترنت
كان اختراع الإنترنت نتيجة لتعاون مشترك بين علماء الحاسوب، والمهندسين، والباحثين، بالاشتراك مع مجموعة من الأفراد الذين لعبوا دوراً فعالاً في اختراع الإنترنت، وبدأت مرحلة اختراع الإنترنت في الثلاثينات من القرن العشرين، حيث كان خبير المعلومات البلجيكي بول أوتليت (Paul Otlet)، أول من طرح أفكاراً تشبه أفكار عمل الإنترنت، عند كتابته عن المكتبة المشعة، والتي تربط مراقبي التلفاز بالمعرفة الموسوعية من خلال إشارات الهاتف، ووصف بأنه يمكن للناس استخدام هذه الشبكة يوماً ما لإرسال رسائل أخرى، ومشاركة الملفات.
بدأت شبكة الإنترنت المعروفة حالياً في بداية الستينات، عندما قام عالم الحاسوب ليكلدر (J.C.R. Licklider)، مع شركة التكنولوجيا بولت وبيرانيك ونيومان (Bolt, Beranek and Newman)، بترتيب بعض الأفكار الفريدة حول الشبكات العالمية، فقد كانت فكرته ربط أجهزة الحاسوب معاً في جميع أنحاء العالم، ومشاركة المعلومات من قبل أي شخص قريب من جهاز الحاسوب، مما سمح لليكلندر أن يحصل على وظيفة مدير لوكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، المعروفة حالية (DARPA)، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عن إنشاء شبكة لتبادل الوقت لأجهزة الكمبيوتر تُعرف باسم (ARPANET)، وهي أساس الإنترنت.
التواصل بين أجهزة الحاسوب
تم إجراء التواصل بين أجهزة الحاسوب عن بعد كتجربة للإنترنت عام 1969، من قبل فريقين من فريق البحث في جاعة كاليفورنيا، وجامعة ستانفورد، ولكنها كانت تجربة فاشلة، وعلى الرغم من ذلك نجح الباحثون برئاسة ليونارد كلينروك، في إنشاء أول شبكة ذات عقدتين، وقد كانت التجربة أول اختبار لتبديل الرزم، وهي الطريقة التي يتم فيها نقل البيانات بين نظامين حاسوب، حيث يقوم تبديل الرزم بفصل المعلومات إلى حزم أصغر من البيانات التي تم نقلها عبر عدة قنوات مختلفة، ثمّ إعادة تجميعها، وتعتبر هذه الطريقة الأساس في نقل البيانات حالياً.
تطور الإنترنت
بدأت العديد من البلدان الأخرى بالانضمام إلى ARPANET في أوائل السبعينات، وخلال عشر سنوات كانت متاحة على نطاق واسع للباحثين، والإداريين، والطلاب في جميع أنحاء العالم، وتولت مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) المسؤولية عن ربط جميع المستخدمين من ARPANET، وفي التسعينات تطور الإنترنت بوتيرة سريعة، وثمّ ظهرت الشبكة العنكبوتية العالمية، مما أدى إلى جعل الإنترنت أكثر شعبية، وهي واجهة وسائط متعددة تسمح بنقل النصوص، والصور، والصوت، والفيديو معاً، والمعروفة باسم صفحات الويب، جعلت هذه العناصر المختلفة الإنترنت وسيلة للاتصال واسترجاع المعلومات على أي موضوع تقريباً.