القهوة
إنّ مادّة البن تحوي على كميّة كبيرة من الكافيين، والتي بدورها تؤثّر في الإنسان بحيث يكون لها فعل منبّه، ولذلك نجد لهذه المادة شعبيّة كبيرة في مختلف أنحاء الأرض، ونجد البعض يدمن شربها ويستلذّ بها، ويستسيغ رائحتها التي تبهج، وتنمو بذور البنّ في عددٍ كبيرٍ من دول العالم تتجاوز السبعين دولة، ويُعرف بأنّ البن الأخضر بأنّه من السلع التي يكثر تداولها في العالم طبعاً بعد مادّة النفط الخام.
أصل القهوة
هنالك أخبار وأحاديث واعتقادات كثيرة رويت عن أصل القهوة ومكتشفها، حيث يروى بأنّ أصل القهوة من أثيوبية، حيث أجداد قبيلة فيها تعرف باسم الأورومو هم الذين تعرّفوا على القهوة وعلى تأثيرها المنشّط في الإنسان، إلاّ أنّه حتّى الآن لم يتمّ تحديد المكان الدقيق لمنشأ حبوب القهوة هذه، أو حتّى نموّها، إلاّ أنّ بعض المصادر والتي ليست ببعيدة، أي قرابة القرن 15 للميلاد، قد دلّت بشكل موثّق على أنّ القهوة قد عرفت في المنطقة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية وتحديداً في اليمن حيث كانت تُشرب في بعض الأديرة الصوفيّة فيها، إلى أن وصلت إلى كلّ من بلاد فارس وأرمينيا وأيضاً تركيا وشمالي أفريقيا، إلى أن عمّت أرجاء العالم.
مكتشف القهوة
هنالك قصّة أسطوريّة، تحكي عن رجل أثيوبي يدعى خالدي ويُعزى إليه اكتشاف القهوة وذلك في القرن 19م، وذلك بأنّه كان يخرج بقطيعٍ يملكه من الماعز للمراعي، فكان يتنبّه لتصرفات القطيع الغريبة بعد أن يتناولوا من نبات وحبوب القهوة، وهنالك قصّة أخرى تحكي بأنه يعود اكتشاف نبات القهوة إلى الشيخ عمر والذي كان يقوم بمعالجة مرضاه من خلال الدعاء، إلاّ أنّه نفي لمنطقة غريبة عنه، ولمّا شعر بالجوع، التقط من ثمر بعض الشجيرات التي بجواره، فأحسّ بطعمها الطيّب، فعمد إلى شواء بذورها، ولكنه صدم عندما رآها اكتسبت الصلابة، فما كان منه إلاّ أن قام بغليها لعلّها تكتسب بعض الطرواة، ففوجئ بسائل ذو لون بنّي وله رائحةٍ لذيذة استساغها، ولم تذوقها أعجبته، فشربها، ليتنبّه بأنّها مدّته بالنشاط لأيّام عديدة.
تجدر الإشارة إلى أنّ جمهوريّة اليمن تُعتبر أوّل الدول التي قامت بزراعة حبوب القهوة وتصديرها إلى مختلف أنحاء العالم، ولذلك نجد بأنّه يطلق على القهوة اسم Arabica والتي تعني القهوة العربية والتي مصدرها هو دولة اليمن، والدليل أيضاً على أنّ اليمن هي صاحبة الأسبقية، هو أنّ الموكا تُعدّ من أفخر وأهمّ وأجود أنواع القهوة، وتأتي كلمة موكا كتحريف عن قهوة المخاء والتي تنسب بالأصل إلى ميناء في دولة اليمن حيث تمّ عبره تصدير أوّل شحنات من البن متّجهة إلى القارة الأوروبيّة والعالم ككل، ولا يختلف اثنان على أنّ أجود أنواع البن ذو الطعم الفريد والمميّز هو البن اليمنيّ.