فقد تفقده فجأة، وقد يذهب عنك بلا عودة، وقد يتحول إلى صف أعدائك يوما ما، وقد يكون بلا إحساس، ولا مشاعر نحوك؛ فعود نفسك بين الحينة والفينة؛ على الخلوة، والعزلة لأيام متتالية، تنقطع فيها إلى الله، وتتبتل إليه تبتيلا.
تصور حينها، وتخيل بعمق أنه ليس في الوجود إلا أنت، وربك المعبود لاغير! عندها يقوى يقينك، وتشعر بقرب ربك إليك، وقربك منه؛ فتذوق لذة مناجاته، ويفيض عليك رحماته، وألطافه.
حينها تتدرب على قطع العلائق التي تحول بينك وبينه سبحانه؛ فيهون عليك كل أمر عظيم، وتحتقر عندها كل متكبر جبار؛ فتنطلق عندها من جديد لبناء مجدك التليد.
فبداية طريقك إلى الله يكون بالتوحيد، وأوسطه يكون بالتجريد وآخره بنطق كلمة التوحيد؛ عندها يكتبك ربك المجيد عنده راض وسعيد.
قال أبو بكر الوراق :استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله وليس بشاغل يشغلك عن الله كنفسك التي هي بين جنبيك.
فيا رب أخلصنا لك، وعلقنا بك، وخلصنا من العلائق، والعوائق في طريقنا إليك، وتوفنا مع الأبرار.
ليكن رضا ربك هو غايتك ووجهه وحده هو مقصودك
من عظم الناس، وقدسهم، وتطلعت نفسه، واشرأب عنقه لإرضائهم، ونيل إعجابهم؛ ضعف تعظيم الله في قلبه وإخلاصه لوجهه سبحانه، وفقد لذة العبودية وحلاوة الإيمان.
ومن علم يقينا أن الله عليم بالظواهر خبير بالبواطن، وأن الحساب والجزاء بيده وحده سارع في رضاه ومرضاته؛ استعذب كل بلاء في سبيله، ولم يكترث بمدح الناس، ولا ذمهم، ولا رضاهم، ولا سخطهم.
فلذة المدح ومتعته مؤقتة زائلة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا؛ وألم الذم وإيذائه مؤقت ومضمحل متلاشي.
فلنجد، ونجتهد ونكدح، ونجاهد في تحقيق رضوان الله وحده، ولنركن إلى ربنا العظيم، ولنخلص مقاصدنا لوجهه الكريم؛ قال I: {فاعبد الله مخلصا له الدين} [الزمر:2].
وقال I:{كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص:88].
فمن الضلال والسذاجة أن نقصد غيره وهو عبد ضعيف مقهور.
ومن الغبن والخسارة أن ننسى ربنا الأعلى وهو المقصود المعبود الشكور، ولنعلم أن ما يحكم به الناس على بعضهم من أحكام زائغة جائرة عاجلة طائشة؛ فإنه يغلب عليه اتباع الهوى والمصالح الرخيصة ويحمل في طياته غل وحقد-وإن لبسوه بلباس الدين والنصيحة-إلا من عصم الله ورحم، وقليل ما هم.
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أقل من القليل فرب ناصح هو أولى بالنصيحة من المنصوح!، ورب داع إلى الله مستقيم في الظاهر هو يوم القيامة على رؤوس الخلائق مفضوح.
فلنحاسب أنفسنا حساب دقيق، ولنعاتبها، ولنراقبها قبل محاسبة ومعاتبة، ومراقبة غيرنا فالسعيد الموفق من عرف طريق النجاة وسلكه والشقي الضال من انشغل بعيوب الناس عن عيبه.
فلنعتصم بالله ولنستعن به، ولنستعذ به من شرور أنفسنا فإنه سبحانه خير معاذ معيذ معين.
واشدد يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان
عن وهيب بن الورد رحمه الله قال: بلغني أن موسى u قال: يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك؛ فأوحى الله تعالى إليه: إذا رأيتني أهيئ له طاعتي، وأصرفه عن معصيتي، فذاك آية رضاي عنه.
فاللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.
تصور حينها، وتخيل بعمق أنه ليس في الوجود إلا أنت، وربك المعبود لاغير! عندها يقوى يقينك، وتشعر بقرب ربك إليك، وقربك منه؛ فتذوق لذة مناجاته، ويفيض عليك رحماته، وألطافه.
حينها تتدرب على قطع العلائق التي تحول بينك وبينه سبحانه؛ فيهون عليك كل أمر عظيم، وتحتقر عندها كل متكبر جبار؛ فتنطلق عندها من جديد لبناء مجدك التليد.
فبداية طريقك إلى الله يكون بالتوحيد، وأوسطه يكون بالتجريد وآخره بنطق كلمة التوحيد؛ عندها يكتبك ربك المجيد عنده راض وسعيد.
قال أبو بكر الوراق :استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله وليس بشاغل يشغلك عن الله كنفسك التي هي بين جنبيك.
فيا رب أخلصنا لك، وعلقنا بك، وخلصنا من العلائق، والعوائق في طريقنا إليك، وتوفنا مع الأبرار.
ليكن رضا ربك هو غايتك ووجهه وحده هو مقصودك
من عظم الناس، وقدسهم، وتطلعت نفسه، واشرأب عنقه لإرضائهم، ونيل إعجابهم؛ ضعف تعظيم الله في قلبه وإخلاصه لوجهه سبحانه، وفقد لذة العبودية وحلاوة الإيمان.
ومن علم يقينا أن الله عليم بالظواهر خبير بالبواطن، وأن الحساب والجزاء بيده وحده سارع في رضاه ومرضاته؛ استعذب كل بلاء في سبيله، ولم يكترث بمدح الناس، ولا ذمهم، ولا رضاهم، ولا سخطهم.
فلذة المدح ومتعته مؤقتة زائلة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا؛ وألم الذم وإيذائه مؤقت ومضمحل متلاشي.
فلنجد، ونجتهد ونكدح، ونجاهد في تحقيق رضوان الله وحده، ولنركن إلى ربنا العظيم، ولنخلص مقاصدنا لوجهه الكريم؛ قال I: {فاعبد الله مخلصا له الدين} [الزمر:2].
وقال I:{كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص:88].
فمن الضلال والسذاجة أن نقصد غيره وهو عبد ضعيف مقهور.
ومن الغبن والخسارة أن ننسى ربنا الأعلى وهو المقصود المعبود الشكور، ولنعلم أن ما يحكم به الناس على بعضهم من أحكام زائغة جائرة عاجلة طائشة؛ فإنه يغلب عليه اتباع الهوى والمصالح الرخيصة ويحمل في طياته غل وحقد-وإن لبسوه بلباس الدين والنصيحة-إلا من عصم الله ورحم، وقليل ما هم.
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أقل من القليل فرب ناصح هو أولى بالنصيحة من المنصوح!، ورب داع إلى الله مستقيم في الظاهر هو يوم القيامة على رؤوس الخلائق مفضوح.
فلنحاسب أنفسنا حساب دقيق، ولنعاتبها، ولنراقبها قبل محاسبة ومعاتبة، ومراقبة غيرنا فالسعيد الموفق من عرف طريق النجاة وسلكه والشقي الضال من انشغل بعيوب الناس عن عيبه.
فلنعتصم بالله ولنستعن به، ولنستعذ به من شرور أنفسنا فإنه سبحانه خير معاذ معيذ معين.
واشدد يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان
عن وهيب بن الورد رحمه الله قال: بلغني أن موسى u قال: يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك؛ فأوحى الله تعالى إليه: إذا رأيتني أهيئ له طاعتي، وأصرفه عن معصيتي، فذاك آية رضاي عنه.
فاللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.