نهاية إسرائيل
إنّ الناظر والمتأمل في تاريخ الدولة العبريّة (إسرائيل) ليدرك تمام الإدرك أنّ تلك الدولة التي تأسّست على البطش والظّلم واغتصاب الحقوق من أوّل يومٍ لها، هي دولةٌ زائلةٌ لا محالة، وعلى الرغم من الممد والدعم الذي يصل إلى تلك الدولة المارقة، إلّا أنّ الحقائق القرآنيّة، والأحاديث النبويّة الشريفة لتعطينا الكثير من الإشارات التي تؤكّد على حقيقة زوال تلك الدولة بزوال وهزيمة المؤسّسين لها، وفي هذا المقال سنذكر الأدلّة على نهاية إسرائيل، وطريقة زوالها.
لا شكّ بأنّ المسلمين يؤمنون إيماناً مؤكداً أنّ ثمة معركةٌ ستدور رحاها في آخر الزمان بين معسكر المسلمين ومعسكر اليهود وستكون الغلبة فيها للمسلمين، وأنّ أدلة زوال إسرائيل وهزيمة اليهود مستمدةٌ من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وآيات القرآن الكريم وهي:
الحديث النبوي الشريف: فقد روى البخاري قول النبيّ: (لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحَجَرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلِمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه)، وقد زاد الإمام مسلم: (إلا الغرْقَدُ فإنه من شجرِ اليهودِ)، ولا شكّ بأنّ الحديث الشريف يشير إلى معركةٍ فاصلةٍ تكون في نهاية الزمان بين اليهود الغاشمين والمسلمين، حيث تكون تلك المعركة معركة إبادة لهذا العنصر المفسد في الأرض الذي ملأ الآفاق ظلماً وبطشاً وفساداً، حتّى أنّ الجماد والحجر ينطق كي يساعد المسلم في البحث عن اليهودي باستثناء شجرةٍ واحدة لا تتكلم إذا اختبأ اليهودي وراءها وهي شجرة الغرقد.
الحديث الذي يشير إلى أنّ الخلافة سوف تنزل في الأرض المقدسة، ففي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ، فقد دَنَتِ الزلازلُ، والبَلابلُ، والأمورُ العِظامُ، والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ)
القرآن الكريم: فقد جاءت في سورة الإسراء في قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، فالمسلمون يؤمنون وفق مفهوم هذه الآيات وحسب تفسير العلماء أنّ وعد الآخرة هو وعد الله للمؤمنين المتقين حينما يدخلون مرةً ثانية إلى المسجد الأقصى ويحرروه كما فعلوا أول مرة حينما دخل الفاروق رضي الله عنه القدس فاتحاً، وفي هذا الوعد يدمر المسلمون فيه علو إسرائيل وتفوقها العسكري والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط حيث تكون نهاية دولتهم وإلى الأبد.
الكيفية التي ستنتهي بها إسرائيل
الحقيقة أنّه لم ترد أحاديث نبوية صحيحة في كيفية زوال إسرائيل، ولكن وردت أحاديث في أنّ المسلمين سوف ينتصرون على اليهود، ومن تلك الأحاديث يدرك المسلم حقيقة زوال إسرائيل، فانتصار المسلمين يشير بلا شك إلى زوال تلك الدولة الغاصبة، وعلى الرغم من أن كثيرا من العلماء حاول استنباط موعد هذا الزوال وموعد النهاية لهذه الدولة، فمنهم من قال أنّها في عام 2022 ميلادي أو في عام 2018، إلّا أنّ تلك التّوقعات لا تعدو كونها تكهّنات لا تستند إلى حقائق ومسلمات، وتبقى الحقيقة الثّابتة التي تحدّث عنها النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام وهي أنّ المسلمون سوف ينتصرون في معركةٍ فاصلة على اليهود، وما يتضمنه هذا الانتصار بالضّرورة من هزيمة لدولتهم وانتهاء لعلوّهم في الأرض .