السؤال
في جميع الفتوى اللي ذكرتموها لم أرى فتوى بشأن المانجا ، المانجا مختلفة عن القصص الكتابية ، فالكاتب يرسم شخصيات وأحداث ومن ثم يقوم بالكتابة عليها , ماذا حدث في الصورة ، وبما أن أغلب العرب لا يعرفون اللغة اليابانية ، فهناك من الأجانب الذين يتحدثون باللغة الإنجليزية ، ويهتمون بالمانجا ، فيقومون بترجمتها إلى اللغة الانجليزية ، ثم العرب يترجمونها للعربية . وما يحرجني أنها تحتوي على الصور ، ولكنها من رسم اليد ، وهناك في بعض القصص ما يرسم الكاتب موقف ، مثل رجل يقبل امرأة ، وإذا رفضت المرأة ذلك الرجل ، فما الذي يحدث ؟ وفي بعض الفصول أحيانا احتضان الرجل لحبيبته ، أو مواقف من هذا القبيل . مع أني فقط أقرأها لتمضية الوقت ، ولا أريد رؤية ما حرم الله ، فأنا لا أهتم بما يعتقده الكتاب من معتقدات ، أنا فقط اقرأ القصة ، فما حكم ذلك ؟
الحمد لله
أولا :
المانجا : " هي اللفظ الذي يطلقه اليابانيون على القصص المصورة ، ويستخدم خارج اليابان للدلالة على القصص المصورة التي أنتجت في اليابان ، أو القصص المصورة التي رسمت بنمط مشابه للنمط الياباني .
تعتبر المانغا ظاهرة اجتماعية في اليابان ، تعالج كل المواضيع تقريباً ( الرومانسية ، المغامرات ، الخيال العلمي ) ، كما تتوجه إلى كل شرائح المجتمع على السواء
وهذه القصص المصورة قائمة على ركنين :
رسوم شخصيات هذه القصص ، والملاحظ على هذه الرسوم أنها يراعى فيها الدقة في تصميم الشخصية ويركز عليها بمفاتنها ، وهذه المفاتن وإن كانت مرسومة فإنها تستدعي التخيلات الواقعية ومظنة للوقوع في النظر المحرم وذلك بأن تثير الناظر لهذه الصور وتدفعه نحو الصور الحقيقية ؛ لأن من طبيعة الفكرة أنها تستدعي ما يناسبها ، فكيف إذا كانت مما يناسب شهوات النفس ؟ فهذا أدعى للاسترسال معها ، والشيطان يتدرج في غواية الإنسان بوساوسه .
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) النور/21.
وخطوات الشيطان هي طرقه ووساوسه . " تفسير السعدي "
ومحتوى هذه القصص ، منه ما هو مباح ، ومنه ما هو غير مباح كقصص الحب التي تثير الغرائز ، أو ما يهدف منها إلى نشر قيم كفرية أو محرمة ، وهذا هو الغالب فيها لأنها صادرة عن قوم كفار مشركين ، لهم عقائدهم الوثنية ، ولهم أخلاقهم وعاداتهم التي لا يقر الإسلام كثيرا منها .
لا يقال : أنا لا علاقة لي بعقيدة الكاتب ؛ لأن قصصه ، وحكايات الشعوب : لا يمكن أن تنفصل عن عقائدهم وتصوراتهم بحال ، وهذا أمر معروف في عامة ما يكتب الناس من ذلك .
وينظر للفائدة حكم رسم الشخصيات الكرتونية في جواب السؤال رقم :
ثانيا :
حكم طلب ترجمتها وإرشاد الناس إليها :
فكما سبق بيانه أن هذه القصص المصورة مظنة للفساد الديني والأخلاقي .
وبناء على هذا :
فإرشاد الناس إلى شيء منها – حتى وإن كان مباحا – مما لا ينبغي فعله للآتي :
النصح بشيء منها يفتح الباب إلى الفاسد منها ، لأن المواقع التي تعرضها لا تميز بين المباح وغيره .
كما أن المسلم الغافل عنها ، هو غافل عن باب من الأبواب التي يكثر فيها الفساد ؛ فلا ينبغي تنبيهه وإرشاده إليها .
أما طلب ترجمتها فهو كالسابق مما لا ينبغي فعله ، لأن القصة المطلوب ترجمتها مجهولة التفاصيل ، فقد يكون محتواها فاسدا ، فبعد ترجمتها سينتشر هذا الفساد ، ويسري بين القراء المفتونين بهذه القصص ، فتكون قد ساهمت في تكثير الفساد ، والمسلم لا يقدم على فعل يغلب عليه الخطر بلا مصلحة راجحة .