قصيدة للخنساء
ما بالُ عَيْنَيْكِ مِنْها دَمْعُها سَرَبُ | أراعَها حَزَنٌ أمْ عادَها طَرَبُ |
أم ذِكْرُ صَخْرٍ بُعَيْدَ النّوْمِ هَيّجها | فالدّمْعُ منها عَلَيْهِ الدّهرَ يَنسكِبُ |
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ إذا رَكبَتْ | خَيْلٌ لخَيْلٍ تُنادي ثمّ تَضْطَرِبُ |
قدْ كانَ حصناً شديدَ الرُّكنِ ممتنعاً | لَيثاً إذا نَزَلَ الفِتيانُ أوْ رَكِبُوا |
أغَرُّ، أزْهَرُ، مِثلُ البَدرِ صُورَتُهُ، | صافٍ، عَتيقٌ، فما في وَجههِ نَدَبُ |
يا فارِسَ الخَيْلِ إذْ شُدّتْ رَحائِلُها | ومُطعِمَ الجُوّعِ الهَلْكَى إذا سغبوا |
كمْ منْ ضرائكَ هلاَّكٍ وَ ارملة ٍ | حلُّوا لديكَ فزالتْ عنهمُ الكربُ |
سَقْياً لقَبرِكَ من قَبرٍ ولا بَرِحَتْ | جودُ الرَّواعدِ تسقيهِ وَ تحتلبُ |
مَاذَا تضمَّنَ منْ جودٍ وَ منْ كرمٍ | وَ منْ خلائقَ مَا فيهنَّ مُقتضبُ |