قصيدة للخنساء
وَخَرْقٍ، كأنْضاءِ القميصِ دَوِيّة ٍ، | مخوفٍ رداهُ ما يقيمُ بهِ ركبُ |
قطعتَ بمجذامِ الرَّواحِ كانَّها | اذا حطَّ عنها كورُهَا جملٌ صعبُ |
يُعاتِبُها في بَعضِ ما أذنَبَتْ لهُ، | فيَضرِبُها، حيناً، وليسَ لها ذَنْبُ |
وَ قدْ جعلتْ في نفسهَا انْ تخافهُ | وليسَ لها منهُ سَلامٌ ولا حَرْبُ |
فَطِرْتَ بها، حتى إذا اشتَدّ ظِمْؤها، | وحُبَّ إلى القَوْمِ الإناخَة ُ والشُّرْبُ |
انختَ اِلَى مظلومة ٍ غيرِ مسكنٍ | حَوامِلُها عُوجٌ، وَأفْنانُها رَطْبُ |
فناطَا ليهَا سيفهُ ورداءهُ | وَجاءَ إلى أفْياءِ ما عَلّقَ الرَّكْبُ |
فأغْفَى قَليلاً، ثمّ طارَ برَحْلِها، | ليَكسبَ مجداً، أوْ يَحورَ لها نَهْبُ |
فثارَتْ تُباري أعوَجيّاً مُصَدِّراً، | طَويلَ عِذارِ الخدّ، جؤجؤه رَحْبُ |