يقول الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى: ((أعوذ بالله من صحبة البطّالين, لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما اعتاد الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد: خدمة, ويطيلون الجلوس, ويُجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني ويتخلله غيبة, وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس, وربما طلبه المزور وتشوق إليه واستوحش الوحدة, وخصوصاً في أيام التهاني والأعياد, فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض, ولا يقتصرون على الهناء والسلام, بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان.فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء والواجب انتهابُه بفعل الخير كرهتُ ذلك وبقيت معهم بين أمرين: إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف, وإن تقبلته منهم ضاع الزمان, فصرت أدافع اللقاء جهدي, فإذا غُلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق)) ((قيمة الزمن عند العلماء)):