يعمل وضوح الرؤية على تعزيز سلامة القيادة، كما أن خطر الحوادث يزيد مع انخفاض وضوح الرؤية، ولذلك فإن الكشافات الأمامية تعد من أهم العناصر بالسيارة، التي تعمل عليها الشركات العالمية من أجل تطويرها بشكل دائم، ولكن التجهيز اللاحق بها يعتبر من الأمور الصعبة.
وقال هانز جورج مارميت أن جزءا من أجزاء السيارة لم يشهد تطورا في السنوات الماضية كما شهدته الكشافات الأمامية. وأضاف خبير هيئة الفحص الفني للسيارات (KÜS) أنه مع الظلام يزيد خطر وقوع حادث بشكل دراماتيكي؛ فعلى الرغم من انخفاض كثافة حركة المرور في الليل، إلا أن الكثير من الحوادث المميتة يحدث في الظلام.
وفي الوقت نفسه من الممكن استعراض التطور المثير للإعجاب في السنوات القليلة الماضية؛ ففي البداية ظهرت الأنظمة المساعدة على الضوء العالي، والتي يتم التحكم فيها عن طريق الكاميرا، ويمكن أن تتحول إلى أقصى قوة إضاءة بشكل أوتوماتيكي، وبالتوازي مع ذلك كانت هناك مصابيح زينون الساطعة، والتي حلت محلها منذ سنوات كشافات LED، والزينون، وفي سيارات بي إم دبليو i8 وأودي R8 تضيء مصابيح الليزر الأمامية مسافة تصل إلى 650 مترا.
كشافات ماتريكس
وقد طورت صناعة السيارات أيضا كشافات ماتريكس، والتي لا تملك مصدرا واحدا، بل في بعض الحالات عدة عشرات من مصادر الضوء، التي يمكن التحكم بها بشكل فردي.
وأوضح باتريك مونش المتحدث باسم شركة أوبل الألمانية أنه يمكن مواءمة مخروط الضوء على النحو الأمثل مع حركة المرور وظروف الطقس، على سبيل المثال تضيء سيارة Insignia الجديدة بمساعدة 16 وحدة LED في الكشاف وتضيء بشكل مختلف في المطر أو الضباب عنه في الليل.
ويوسع هذا الكشاف مخروط الضوء عند التقاطعات، ويلقيه إلى الأمام على الطريق السريع، كما أن الضوء العالي لا يسبب أي إبهار لحركة المرور القادم.
وبينما تظل هذه الأنظمة حصرية على الفئات العليا، أصبحت كشافات LED موجودة في السيارات الصغيرة مثل فولكس فاجن Polo وسيات Ibiza، ولم تتوقف عجلة التطوير عند هذا الحد، ففي المختبرات تعمل شركات السيارات والمطورون ليل نهار على تطوير كشافات تعمل على توزيع الإضاءةبشكل أكثر دقة.
الضوء كلغة تواصل
ويرغب المطورون في استخدام الضوء كلغة للتواصل؛ نظرا لأنه كلما زادت دقة التحكم في الضوء، صار نقله للرسائل أسهل كالتحذير على الطريق إلى إشارة الانعطاف من نظام الملاحة. وقد قدمت مرسيدس مؤخرا ما يعرف بالضوء الرقمي مع أكثر من مليون بكسل ليتمتع بدقة وضوح تفوق أجهزة التلفاز فائقة الوضوح.
ومع ذلك، أكد الخبراء أن التجهيز اللاحق بمثل هذه الأنظمة ليس فقط أمرا معقدا ومكلفا للغاية، ولكنه ببساطة لا يكون ممكنا في أغلب الأحوال.