"وكأن الهدوء أصبح رمزاً للعواصف الهوجاء!"
تبعت يوكي الذي توجه إلى الباحة الخلفية من حديقة منزله، أخذ مجرفة الثلوج المسندة على الجدار وراح يردم باب القبو بالثلوج بعد أن تأكد من كون الباب مقفلاً بإحكام:
- همم، ما الذي تفعله؟!
- أليس هذا واضحاً؟ أحكم إغلاق الباب!
- هاه؟ ولمَ قد تفعل هذا فجأة؟
نظر يوكي إليَّ بعمق وكأن مئة فكرة تدور داخل رأسه، ولكن بدل أن يبوح لي ببعض أفكاره أشاح بوجهه وأردف قائلاً "إمـا أن تساعدني وإما أن تغرب عن وجهي!"، لسبب ما، شعرت أن هنالك شيء خاطئ فيما يفعله، لذا رفضت عرض مساعدته ببساطة. أدرت له ظهري متجهاً نحو سيارتي لأنزل ما اشتريناه اليوم منها، أدخلت كل تلك الأكياس إلى المنزل قبل أن أتذكر شيئاً مهماً، لذا عدت أدراجي نحو يوكي الذي كان قد أنهى عمله تقريبا، فها هو يرجع المجرفة إلى مكانها ويقوم بتدليك كتفه الذي قد أنهكه التعب تماماً، انتبه لي وبلهجته الحادة سأل:
- ماذا تريد الآن ..؟!
- تذكرت أننا جلبنا لك معنا طعام العشاء، لذا ادخل وكل ~
- |يتنهد| حسناً .. أنا قادم
عدنا كلانا إلى المنزل وصعدنا إلى الدور العلوي، استقبلتنا صالة الجلوس المعتادة والتي كنت قد وضعت أكياس المطعم الذي تناولنا فيه الغداء عليها، تقدمني يوكي بخطوات سريعة ورفع ذلك الكيس الصغير وبقي يحدق بالاسم قبل أن يقول بصوت هادئ يملأه الغضب "أين ذهبتم بحق خالق الجحيم؟!" .. لوهلة كتمت ضحكتي ورحت أتخيل ردة فعله لو علم ما فعلناه بالضبط ..
- بالمناسبة، أين بطاقتي؟
- هاه، وما أدراني، أظنها ما تزال مع رينـا ~
- هل رافقتها أنت وذلك الفتى؟
لوهلة شعرت بشياطيني ظهرت بعد أن بقيت في سبات مدة طويلة، لذا ابتسمت ورددت بكل برود عليه:
- لقد ذهبنا كللللللللنــــــا معها ~
- ما -ما الذي تعنيه بكلكم؟!
- ببساطة، أنـا وأسوكا وكارل ... وآلن بالطبع!
- مهلاً .. آلــن!! لم يضع يده على بطاقتي صحيح؟!
- لنأمل ذلك! في الواقع .. هو ورينا كانا المسؤولين عن التسوق ~
- أوه .. تباً!! لابد أنه أنفق مبلغاً وقدره!
- هههههههههههههه، أضمن لك أنه فعل ..!
تنهد يوكي بعمق ثم نظر إلي بسخط:
- وحضرتك لم توقفهما؟!
- ولمَ قد أوقفهما وأنت من أعطاهم البطاقة بيدك؟!
- أعطيتها لرينا فقط .. أعني .. آخخ .. ماذا سأفعل =="
- انسَ الأمر فحسب، ما حدث قد حدث ..
- لست في مزاج جيد لذا سأدع الأمر يمر هذه المرة فحسب ..
- هاه؟ ماذا تعني ؟!
- لو كنت في مزاج جيد لأحضرت آلن من السكن بطريقة ما ولجعلته يدفع كل ما أنفقه!!
- ...............
- أياً يكن، أين ذلك الفتى، وكلبي والمشتريات التي اشتريتموها ..!!
- همم، ربما في الغرفة؟
قام يوكي وأخرج الطعام من الأكياس ثم ذهب إلى المطبخ ليقوم بتسخينه، أما أنا فاتجهت إلى الغرفة لأتفقد آتسو الذي كان برفقة الكلب كما توقعت، جالساً على السرير ومواجهاً لذلك الكلب الذي كان يستمع بعناية لأحاديث آتسو معه. "آتسو، تعال لتناول الطعام"، هكذا ناديت عليه ليلتفت لي على الفور ويجيب بـ "حسناً" .. عدت أدراجي بعدها إلى الصالة، أخذت جهاز التحكم ثم جلست على الأريكة وأخذت أقلب في قنوات ذلك التلفاز الكبير بهدوء وماهي إلى لحظات حتى أتى آتسو برفقة كلب يوكي وجلس على الأريكة الصغيرة المجاورة لي، وبعد بضع دقائق، خرج ذلك المتجمد بصحن كبير مملوء بأصناف الطعام، وضعه على الطاولة الخشبية في المنتصف وسأال باستغراب "لمَ قمتم بطلب كل هذه الأصناف؟" احترت في الرد عليه، هل أخبره أننا طلبنا قائمة الطعام بأكملها وأحضرنا الفائض معنا أم ماذا؟ .. "لا أعلم، آلن ورينا هما من قاما بالطلب" هكذا لأليت باللوم عليهما ليرد علي بنبرة يائسة "هما مجدداً..!!" ..
لم يضف يوكي حرفاً آخر على محادثتنا بل شرعنا بعدها بتناول طعام العشاء بهدوء، لسبب ما، هـو لا يبدو على سجيته، ففي الغالب تثور ثائرته على قرش واحد، أما الآن فيتصرف كما لو أن الأمر لا يهمه، من جهة أخرى، فقد أخذ آتسو وضعية متصنمة نوعاً ما، لم يمد يده إلى الطعام ولم يلفظ بأي كلمة، انتبه يوكي إليه بعد أن لاحظ تحديقي المستمر فيه. "أوي أنت، تناول عشاءك ولا تدع ذهنك يشرد هكذا!" .. "حـ ..حاضر"، بعد انتهاء العشاء توجهنا جميعاً إلى الغرفة التي أنام فيها مع آتسو .. ألقى يوكي نظرة خاطفة على عدد الأكياس الهائل وإلى آتسو الممتثل أمامه، تنهد بعمق ثم قال:
- شيجيرو، هلا غادرت الغرفة للحظة وتركتني أتحدث معه؟
- تتحدث مع الأكياس؟
- ظريف للغاية، اخرج قبل أن أخرجك بطريقة أخرى!
- وأدعكما لوحدكما؟ على جثتي ~
- دآرك ..
- @___@