عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " ، والحياء شعبة من الإيمان )) . ) رواه مسلم
الشرح :
في هذا الحديث بيان أن الإيمان الشرعي اسم لمعنى ذي شعب وأجزاء له أدنى وأعلى ، والاسم يتعلق ببعضها ، كما يتعلق بكلها ، والحقيقة تقتضي جميع شعبه ، وتستوفي جملة أجزائه ; كالصلاة الشرعية لها شعب وأجزاء ، والاسم يتعلق ببعضها ، والحقيقة تقتضي جميع أجزائها وتستوفيها . فهو تشبيهٌ للإيمان وخصالهِ بشجرةٍ ذاتِ أغصانٍ متشعبة لا تتكاملُ ثمرتُها إلا بتكامل أغصانها و شُعبها " ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم " الحياء شعبة من الإيمان " أي إحدى شُعب الإيمان ، و قد تزول شعبة أو أكثر ويبقى اسم الإيمان ولكن يقال ناقص الإيمان وغيرهُ أتم ايماناً منه ، كالشجرة قد يزول منها غصن أو أكثر ويبقى اسم الشجرة ولكن شجرة ناقصة وغيرها أتم منها وفيه : إثبات التفاضل في الإيمان ، وتباين المؤمنين في درجاته .
قال القاضي عياض : البضع والبضعة بكسر الباء فيهما وفتحها هذا في العدد ، فأما بضعة اللحم فبالفتح لا غير . والبضع في العدد ما بين الثلاث والعشر . وقيل : من ثلاث إلى تسع .
وأما الشعبة فهي القطعة من الشيء فمعنى الحديث : بضع وسبعون خصلة .
وقد تقدم أن أصل الإيمان في اللسان التصديق ، وفي الشرع تصديق القلب واللسان . وظواهر الشرع تطلقه على الأعمال كما وقع هنا ( أفضلها لا إله إلا الله ) ، وآخرها ( إماطة الأذى عن الطريق ) ، وقد قدمنا أن كمال الإيمان بالأعمال ، وتمامه بالطاعات ، وأن التزام الطاعات وضم هذه الشعب من جُملة التصديق ، ودلائل عليه ، وأنها خُلق أهل التصديق فليست خارجة عن اسم الإيمان لا لساناً ولا شرعاً . وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على أن أفضلها التوحيد المتعين على كل أحد ، والذي لا يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته . وأدناها ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم . وبقي بين هذين الطرفين أعداد لو تكلف المجتهد تحصيلها بغلبة الظن ، وشدة التتبع لأمكنه . وقد فعل ذلك بعض من تقدم . وفي الحكم بأن ذلك مراد النبي - صلى الله عليه وسلم – صعوبة ولا يقدح جهل ذلك في الإيمان إذ أصول الإيمان وفروعه معلومة محققة ، والإيمان بأن هذا العدد واجب في الجملة .
وذكر أبو حاتم - رحمه الله - أن رواية من روى بضع وستون شعبة أيضا صحيحة ; فإن العرب قد تذكر للشيء عددا ولا تريد نفي ما سواه .
قوله : ( والحياء شعبة من الإيمان ) وفي الرواية الأخرى ( الحياء من الإيمان ) وفي الأخرى ( الحياء لا يأتي إلا بخير) وفي الأخرى ( الحياء خير كله أو قال كله خير ) .
قال الإمام الواحدي - رحمه الله - تعالى : قال أهل اللسان الاستحياء من الحياة ، واستحيا الرجل : من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب .
الشرح :
في هذا الحديث بيان أن الإيمان الشرعي اسم لمعنى ذي شعب وأجزاء له أدنى وأعلى ، والاسم يتعلق ببعضها ، كما يتعلق بكلها ، والحقيقة تقتضي جميع شعبه ، وتستوفي جملة أجزائه ; كالصلاة الشرعية لها شعب وأجزاء ، والاسم يتعلق ببعضها ، والحقيقة تقتضي جميع أجزائها وتستوفيها . فهو تشبيهٌ للإيمان وخصالهِ بشجرةٍ ذاتِ أغصانٍ متشعبة لا تتكاملُ ثمرتُها إلا بتكامل أغصانها و شُعبها " ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم " الحياء شعبة من الإيمان " أي إحدى شُعب الإيمان ، و قد تزول شعبة أو أكثر ويبقى اسم الإيمان ولكن يقال ناقص الإيمان وغيرهُ أتم ايماناً منه ، كالشجرة قد يزول منها غصن أو أكثر ويبقى اسم الشجرة ولكن شجرة ناقصة وغيرها أتم منها وفيه : إثبات التفاضل في الإيمان ، وتباين المؤمنين في درجاته .
قال القاضي عياض : البضع والبضعة بكسر الباء فيهما وفتحها هذا في العدد ، فأما بضعة اللحم فبالفتح لا غير . والبضع في العدد ما بين الثلاث والعشر . وقيل : من ثلاث إلى تسع .
وأما الشعبة فهي القطعة من الشيء فمعنى الحديث : بضع وسبعون خصلة .
وقد تقدم أن أصل الإيمان في اللسان التصديق ، وفي الشرع تصديق القلب واللسان . وظواهر الشرع تطلقه على الأعمال كما وقع هنا ( أفضلها لا إله إلا الله ) ، وآخرها ( إماطة الأذى عن الطريق ) ، وقد قدمنا أن كمال الإيمان بالأعمال ، وتمامه بالطاعات ، وأن التزام الطاعات وضم هذه الشعب من جُملة التصديق ، ودلائل عليه ، وأنها خُلق أهل التصديق فليست خارجة عن اسم الإيمان لا لساناً ولا شرعاً . وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على أن أفضلها التوحيد المتعين على كل أحد ، والذي لا يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته . وأدناها ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم . وبقي بين هذين الطرفين أعداد لو تكلف المجتهد تحصيلها بغلبة الظن ، وشدة التتبع لأمكنه . وقد فعل ذلك بعض من تقدم . وفي الحكم بأن ذلك مراد النبي - صلى الله عليه وسلم – صعوبة ولا يقدح جهل ذلك في الإيمان إذ أصول الإيمان وفروعه معلومة محققة ، والإيمان بأن هذا العدد واجب في الجملة .
وذكر أبو حاتم - رحمه الله - أن رواية من روى بضع وستون شعبة أيضا صحيحة ; فإن العرب قد تذكر للشيء عددا ولا تريد نفي ما سواه .
قوله : ( والحياء شعبة من الإيمان ) وفي الرواية الأخرى ( الحياء من الإيمان ) وفي الأخرى ( الحياء لا يأتي إلا بخير) وفي الأخرى ( الحياء خير كله أو قال كله خير ) .
قال الإمام الواحدي - رحمه الله - تعالى : قال أهل اللسان الاستحياء من الحياة ، واستحيا الرجل : من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب .