يصاب الوالدين بالذعر عندما يبكي الطفل ثم يحبس نفسه و يصبح لون الطفل أزرق و يرتخي او يتشنج و كأنه سيفارق الحياة !
لماذا يصبح لون الطفل أزرق أحياناً بعد البكاء ؟
يصرخ الطفل أو يبكي فجأةً لسبب قد يكون بسيطاً , كأن يأخذ أخاه اللعبة منه , لدرجة أنه لا يستطيع إكمال عملية التنفس و أخذ الشهيق التالي للزفير الطويل الذي حصل خلال البكاء , فيتحول لون وجه الطفل إلى أحمر غامق أو أزرق , و حتى أن الطفل أحياناً قد يقع على الأرض و قد يفقد الوعي او يصاب بالتشنج و الاختلاج !
فما حصل أن الطفل لم يكمل عملية التنفس بسبب البكاء الشديد مما يسبب نقص كمية الدم و الأوكسجين الذاهبة إلى الدماغ و الرئتين للحظات مما يسبب الزرقة عند الطفل , و هذه الحالة تسمى نوب غشي البكاء أو نوب حبس النفس.
و سرعان ما يعود الطفل ليأخذ شهيقاً عميقاً و يعود لونه طبيعياً و كذلك التنفس وقد يصحو ليلعب او ينام قليلاً , فالدماغ يتحسس لنقص الأوكسجين و يعطي الأمر لجهاز التنفس بالعودة للعمل من جديد.
ماذا أفعل عندما يصبح لون الطفل أزرق أحياناً بعد البكاء ؟
غالباً لا حاجة للقيام بفعل أي شيء , و سيعود الطفل ليتنفس من جديد , و عليك أن تبقى هادئاً و لا تحاول القيام بأي شيء لإعادة التنفس للطفل , و في حال فقد الطفل وعيه أو أصيب بالاختلاج فيكفي وضع الطفل على جانبه و سحب أي طعام من فمه ريثما تتصل بالإسعاف , و في حال تكررت الزرقة عند الطفل بعد البكاء فيجب استشارة طبيب الأطفال الذي سيفحص الطفل و يقرر فيما إذا كان بحاجة لاستقصاءات ما , و في معظم الحالات لا يحتاج الطفل لشيء سوى تطمين الأهل , و من النادر جداً أن يكون هناك مرض جسدي وراء زرقة الطفل بسبب البكاء , على عكس ما يتوقع بعض الأهالي أن هناك مشكلة في القلب أو في الدماغ.
هل هناك أدوية تفيد في منع حدوث الزرقة بعد البكاء عند الطفل ؟
غالباً لا حاجة لأي دواء , إلا في حال وجود فقر الدم عند الطفل فسيصف الطبيب دواء الحديد أو أدوية أخرى بسحب حالة كل طفل .
ماذا أفعل لكي لا يصبح لون الطفل أزرق بعد البكاء ؟
لا شيء , و المطلوب معاملة الطفل بشكلٍ طبيعي كأي طفل آخر , و عدم تدليل الطفل كثيراً و عدم إعطاء الطفل ما كان يريده قبل البكاء و الزرقة لأنه في حال حصوله على ما كان يطلبه فسيعرف في المرات القادمة كيف سيحصل على ما يريد !