الكون الذي نعيش فيه كبير وواسع جداً لدرجة أننا لا نستطيع أن نرى أو ندرك كل ما فيه، فالكون هو كل ما حولنا من مجرات وهذه المجرات لها الكثير من الأنواع والأشكال، وتشتمل على الملايين الملايين من الأجرام السماوية التي تسبح في الفضاء، كالنجوم والكواكب والمذنبات والشهب والنيازك والكويكبات والأقمار، ونجد في هذا الكون العظيم عدد لا متناهي من المجرات منها ما استطاع الإنسان رؤيتها بالأجهزة الحديثة ومنها ما لم يتمكن من رؤيتها أو حتى معرفة أي معلومة عنها. أهم مجرة بالنسبة لنا نحن البشر هي مجرة درب التبانة، أو ما يسمونها بدرب اللبانة في بعض الأحيان، وأخذت تسميتها من شكلها الذي يشبه الأشرطة الملتوية بشكل حلزوني مثل تلك الأشرطة التي تنتج من سقوط التبن على الأرض، وتتضمن هذه المجرة المجموعة الشمسية أو ما يسمى بالنظام الشمسي والمحتوي على الملايين من الأجرام السماوية. خلق الله عزوجل هذا الكون العظيم بطريقة لا يستطيع عقل الإنسان تخيلها، فبالرغم من كبره وعظمه إلا أن كل شيء يسير فيه وفق نظام متناهي الدقة، فكل جرم سماوي من الأجرام الموجودة في الكون تسير في مسار محدّد فكما جاء في قوله جل وعلا : " والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلكٍ يسبحون ". تتكوّن المجموعة الشمسية من الشمس وهي أكبر نجم في هذه المجموعة، وكما تحتوي على الملايين من النجوم والمجموعات النجمية، وكذلك نجد فيها الملايين من المذنبات والشهب والكويكبات والكثير من الأقمار، وكذلك تحتوي على تسعة كواكب وهم :عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون، وبلوتو. تتفاوت هذه الكواكب التسعة في خصائصها الفيزيائية والكيميائية، فمنها ما يكون غلافه صخري مثل الأرض، ومنها ما يتكون غلافه من غازات مثل المشتري، ومنها ما يحتوي على حلقات مثل زحل ومنها لا يحتوي على حلقات مثل المريخ، كما تتباين الكواكب في أحجامها، فليس كل كواكب المجموعة الشمسية بنفس الحجم بل وإنما لكل كوكب منها حجم معين يميزه عن غيره من باقي الكواكب، لكن ما هو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية ؟ إن إكبر كوكب في المجموعة الشمسية هو كوكب المشتري، ويقدر حجمه بحوالي104313. 1510 كم3 وتبلغ كتلته حوالي 2710.109 كغ، كما تبلغ مساحة سطحه 1010.601419 كم2 ، لكن بالرغم من أنه أكبر الكواكب حجماً إلا أن كثافته قليلة وهي أقل من كثافة الأرض، ربما يرجع السبب في ذلك إلى كونه كوكب غازي، وللمشتري أكبر غلاف جوي كما أن له أكبر عدد من الأقمار بحيث يبلغ عدد الأقمار التي تدور حوله 64 قمر، كما أن المشتري يتميز بوجود حلقات حوله متكونه من غبار وجليد. من الجدير بالذكر أنّ المشتري كونه أكبر كوكب في المجموعة الشمسية فإنه يتمتع بأعلى جاذبية على سطحه، وذلك لأن جاذبية الكوكب وحجمه تربطهما علاقة طرية، فكلّما زاد حجم الكوكب زادت جاذبيته، والعكس صحيح، وأخيراً علينا أن نذكر أن المشتري هو خامس الكواكب بعداً عن الشمس.
8
8