يعتمد الطُّول الموجي للأشعَّة الكهرومغناطيسية على درجة إثارة الشُّحنة، ويمتدُ الطيفُ الكهرومغناطيسيّ من التردُّدات المنخفضة والأطوال الموجيَّة الكبيرة مثل التردُّدات المستخدمة في الراديو، إلى التردُّدات المتوسِّطة والطول الموجيِّ المتوسِّط مثل تردُّدات أشعَّة الضُّوء المرئيّ، إلى الترددات العالية والطول الموجيِّ القصير مثل أشعَّة إكس، وأخيراً أشعَّة جاما، ذات التردد المرتفع والطول الموجي القصير. خصائص أشعَّة جاما أشعَّة جاما هي أشعَّة كهرومغناطيسيَّة، يُعبّر عنها بالرمز γ ، وهي ذات طول موجي قصير، وطاقة مرتفعة جدَّاً بسبب تردُّدها الموجيِّ العالي، وتنتج هذه الأشعَّة من التفاعلات النوويَّة في الفضاء؛ فهي تصدر من الأجرام السَماويَّة ذات الحرارة العالية كالنجوم، ومن العناصر والنَظائر المشعَّة مثل اليورانيوم، والبلوتونيوم، والبولونيوم. تنتشر أشعَّة جاما في الفراغ والهواء، وهي أشعَّة غير مرئيَّة، إذ لا يمكن للإنسان رؤيتها أو الإحساس بها، وسرعتها مساوية لسرعة الضُوء، ولها قدرة عالية على الاختراق بسبب قصر طولها الموجي تفوق فيها قدرة الأشعَّة فوق البنفسجيَّة والأشعَّة السينيَّة، وتنتج أشعة جاما في الطبيعة من التفاعلات النوويَّة في الشمس وتصل طاقتها إلى مليون إلكترون فولت، واكتشف أشعَّة جاما العالم الفرنسي فيلارد في عام 1990م، بتعجيل الأنوية بطاقة عالية جداً باستخدام المعجِّلات مثل السيكلترون والسنكلترون. تعدُّ أشعَّة جاما من أخطر الأشعَّة في المجال الكهروميغناطيسي ولها تأثيرات ضارَّة على الخلايا في الكائنات الحيَّة، فهي أشعَّة قادرة على اختراق الجلد وتأيين الخلايا وبالتَّالي موتها، وتأيُّن الذَّرة يعني تحويلها من ذرَّة متعادلة إلى ذرَّة مشحونة (أيون) عن طريق فصل الإلكترونات عنها، ولا وجود لهذه الأشعَّة المدمِّرة من حولنا بسبب امتصاصها وتشتيتها في طبقة الأوزون والغلاف الجويّ.