الطّيف، أو قَوْسُ قُزح، ويُسمّى أيضاً قوس المَطر، وهو ظاهرة فيزيائيّة طبيعيّة ومألوفة، ويحدث نتيجةً لانكسار الضّوء الصّادر عن أشعة الشّمس، وتُحلّله خلال قطرات المطر العالقة في الجوّ، فيظهر الطّيف بألوانه السّبعة المعروفة بعد سقوط المطر مُباشرةً أو أثناءه، وذلك بوجود أشعة الشّمس. تتدّرج ألوان الطّيف السّبعة من الطّول المَوجيّ الأطول إلى الأصغر، بحيث تبدأ باللّون الأحمر، ومن ثُمّ اللّون البرتقاليّ، فاللّون الأصفر، ويَليه الأخضر، فاللّون الأزرق، فاللّون الأزرق النيليّ، فاللّون البنفسجيّ؛ فيكون اللّون الأحمر من القوس الخارجيّ، واللّون البنفسجيّ من الدّاخل، وكما هو معروف، يظهر الطّيف على شكل قوس نصف دائريّ، وفي حالاتٍ نادرةٍ جدّاً يظهر ما يُسمّى بالطّيف القمريّ، والذي يظهر في اللّيل بلونٍ واحدٍ وهو الأبيض الخافت، وذلك لعجز العين عن رؤية الألوان في اللّيل بسبب العتمة، فتظهر جميعها بلونٍ واحد، ويظهر الطّيف القمريذ عند حدوث انكسارٍ لضوء القمر عبر قطرات الماء في اللّحظة التي يتزامن فيها هطول المطر مع وجود القمر.[٣] تتّفق ألوان الطّيف في سرعتها؛ فسرعتها هي نفس سرعة الضّوء والتي تُقدّر بـ 300000 كيلومترٍ لكلّ ثانية، وتسير في خطوطٍ مُستقيمةٍ، وتمشي في الفراغ أو في الأوساط الشفّافة وغير الشفّافة، وتُعدّ هذه السّرعة إحدى ثوابت الطّبيعة الأساسية، أمّا ما تختلف فيه ألوان الطّيف، كما تم توضيحه سابقاً، فهو الطّول المَوجيّ، كما تختلف هذه الألوان أيضاً بالتردّد، وتردّد الموجة هو ناتج قسمة سُرعة الموجة على طولها المَوجيّ، وبما أنّ السّرعة ثابتة، فإنّ ما يَخلِق الاختلافات بين الموجات من ناحية التردّد هي الأطوال المَوجيّة، وتكون العلاقة أنّه وبازدياد الطّول المَوجيّ ( البنفسجيّ إلى الأحمر) فإنّ التردّد يقلّ، والعكس صحيح. وفيما يأتي جدول يُوضّح ألوان الطّيف السّبعة مع الطّول المَوجيّ والتردّد الخاصّ بكلّ لون:[٤] لون الطّيف الطّول المَوجيّ "nm" التردّد "THz" الأحمر 635 - 700 430 - 480 البرتقالي 590 - 635 480 - 510 الأصفر 560 - 590 510 - 540 الأخضر 520 - 560 540 - 580 الأزرق 490 - 520 580 - 610 أزرق نيليّ 450 - 490 610 - 670 بنفسجيّ 400 - 450 650 - 670 معلومات عن الطّيف وألوانه يُمكن الحصول على ألوان الطّيف من خلال تمرير ضوء أبيض خلال موشورٍ أو مَنشورٍ زجاجيّ، كما يُمكن الحصول على الضّوء الأبيض بمزج ألوان الطّيف السّبعة معاً.[٥] وقد كان مُكتشف ألوان الطّيف السّبعة هو العالم الفيزيائيّ إسحاق نيوتن؛ حيث كانت في البداية تُعرف بأنّها ستّة ألوان فقط، ومن ثمّ قام إسحاق نيوتن بإضافة لونٍ سابعٍ، وهو اللّون النيليّ الواقع بين الأزرق والبنفسجيّ.[٦] وعند رؤية الطّيف بالعين، تكون العين باتّجاهٍ عكسيّ لاتّجاه أشعّة الشّمس، وهذا يعني وجود زاويةٍ مَخروطيّة الشّكل ما بين خطّ الأفق وأيّ نقطةٍ واقعةٍ على القوس الذي تظهر فيه ألوان الطّيف، ويُطلَق على هذه الزّاوية اسم زاوية قوس قزح، ويبلغ قياسها حوالي 42°، أما زاوية الرّؤية فيبلغ قياسها 84°.[٧]
1
1