قبل الحديث عن ثقب الأوزون، لا بدّ من تعريف طبقة الأوزون ومكان وجودها وأهميّتها، حيث يُشير مصطلح طبقة الأوزون إلى ذلك الجزء الهام من الغلاف الجويّ الذي يحيط بالكرة الأرضيّة والذي يقع تحديداً في المنطقة السفليّة من طبقة الستراتوسفير، حيث يتحوّل غاز الأكسجين إلى ما يسمّى بغاز الأوزون الناتج عن الأشعة الحادّة التي تنبعث من أشعة الشمس والتي يطلق عليها اسم الأشعة فوق البنفسجيّة، وتتمثّل أهميّة طبقة الأوزون في كونها جداراً يقف في وجه الموجات فوق البنفسجيّة المنبعثة من الشمس والتي تحمل أضراراً ومخاطراً كبيرة تهدّد كافّة أشكال الحياة على سطح الأرض، ومن هنا ننطلق نحو الحديث عن قضيّة ثقب الأوزون بحيث سنتطرق في مقالنا هذا إلى مفهومها، وأسبابها. ثقب الأوزون يُعرف ثقب الأوزون على أنّه ذلك الفراغ الذي تعرّضت له طبقة الأوزون نتيجة جُملة من العوامل يعود أبرزها إلى الممارسات الحياتيّة الخاطئة للإنسان، والانبعاثات الغازيّة الضارّة التي تنتج عن أنشطته اليوميّة، حيث أدّى هذا الثقب إلى تسرّب وانبعاث أشعاعات بالغة في الخطورة من الشمس إلى كوكبنا، علماً أنّه تمّ اكتشاف هذا الثقب في منطقة فوق القطب المتجمد الجنوبي في السنوات الأخيرة من القرن الماضي على يد مختصين بريطانيين. آثار ثقب الأوزون على الأرض أدّى ثقب طبقة الأوزون إلى تسرّب العديد من الإشعاعات الخطرة التي تسبّبت بشكل مباشر في العديد من الأمراض الخطيرة التي أوجدت بحياة عدد غير محدود من الأشخاص، وعلى رأس هذه الأمراض مرض السرطان والأورام الخبية بأنواعها المختلفة، وقد أكّد كافّة الأطباء والمختصون حول العالم أنّ ثقب طبقة الأوزون يعتبر العامل الرئيسي الذي يقف وراء إصابة ما لا يقلّ عن 10% من سكان العالم بسرطان الجلد على وجه الخصوص. أضرار بالغة الخطورة على صحّة جلد الإنسان تتمثّل في تلف كامل لخلايا الجلد البشري، والإرهاق والأمراض العصبية، وتسمّم الدم، وضعف جهاز المناعة، وقلّة قدرته على مقاومة الأمراض المختلفة. لا يقتصر تأثير الاشعاعات المنبعثة من ثقب الأوزون على صحّة الإنسان، بل يصل ذلك إلى كافّة أشكال الحياة على الأرض متمثّلة في الحيوانات، والثروة السمكيّة، والنباتات، والتربة والأراضي الزراعيّة وغيرها، حيث أدّت إلى نقص واضح وملحوظ في عدد وحجم الإنتاج الزراعيّ، ممّا دفع البشر إلى ما يسمّى بالتهجين، كما وأدّت إلى موت وانقراض عدد من الحيوانات، والتأثير على صحّة وإنتاجية الحيوانات الأخرى، وينطبق ذلك أيضاً على أعداد الثروة السمكيّة الآخذ بالتناقص.
بانتظار كل جديد منكـ
