يعتبر تدوير المواد أمراً قديماً في التاريخ البشري، فيرجع تدوير المواد إلى فترة أفلاطون، فقد كان الناس يقومون بتدوير المواد المختلفة لشحّها بين الناس وعدم القدرة على استخراجها بشكلٍ كبيرٍ كما في أيامنا الحالية؛ فهي ليست وليدة الثورة الصناعية، ولكنها تطوّرت بشكلٍ كبيرٍ جداً بعدها، إذ إنّ الاستهلاك الكبير للمواد المختلفة نتيجة التطور الحاصل للإنسان أدّى إلى وجود مشاكل جديدةٍ، فقد ظهرت مشاكل كمشكلة نضوب هذه المواد واحتماليّة انتهاء بعضها من سطح الأرض بشكلٍ كاملٍ مع الاستعمال العشوائي والمستمر لها. أصبح تدوير المواد علماً قائماً بحدّ ذاته يهدف إلى الحفاظ على مواد الأرض واستدامتها، والتقليل من النفايات المختلفة على سطح الأرض بإعادة استعمال هذه المواد مرّةً أخرى بدلاً من رميها والتخفيف من الآثار السلبية لهذه المواد، فعلى سبيل المثال يمكننا عن طريق إعادة تدوير الأوراق والأخشاب التخفيف من القطع الجائر للأشجار، والّذي أدّى إلى قطع مساحةٍ كبيرةٍ من الغابات في العالم، وظهور مشاكل كالتصحّر وتلوّث الهواء، وكما أنّ للتدوير بالإضافة إلى ذلك كلّه فائدة كبيرة في التخفيف من مصاريف الإنتاج التي يتطلّبها إنتاج مواد جديدةٍ. طرق التدوير تُركّز الحكومات في الوقت الحالي على تطوير طرقٍ مختلفة من أجل جمع النفايات الصناعيّة ونفايات المنازل وتدويرها، فتهدف الخطط في عديدٍ من الدول إلى إيجاد بيئةٍ نظيفةٍ من دون وجود أي نوعٍ من النفايات، وهو ما يتمّ عن طريق استخدام البدائل النظيفة والمستدامة للطاقة والتخفيف من كمية النفايات واستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير بدلاً من تلك التي لا يمكن إعادة تدويرها والتي تُسبّب في العادة الضرر الأكبر للبيئة، فتعتبر أحد التحديات التي تواجهها الخطط المختلفة لإعادة التدوير هو وجود موادٍ غير قابلة ٍ للتدوير إلى جانب تلك القابلة للتدوير في المنتج الواحد، فكلّما كانت نسبة المواد القابلة لإعادة التدوير والمواد المستهدفة من إعادة التدوير أيضاً أكبر في المنتجات زاد هذا من جودة إعادة تدوير هذه المواد المختلفة. إنّ إعادة التدوير أصبحت مسؤوليةً شخصيةً على كلّ فردٍ في العالم ف الوقت الحالي، فمن المسؤوليات التي تقع على عاتق الأفراد هي استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات المختلفة بدلاً من رميها في النفايات، وهو ما يعتبر أكثر كفاءةً والخطوة التي تسبق إعادة التدوير، وهذا بالإضافة إلى المساعدة في جمع المواد لتدويرها عن طريق رمي أنواع المواد المختلفة في المكبّات المخصّصة لها والتي أصبحت تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في الوقت الحالي، فهنالك مكباتٌ مخصّصةٌ للزجاج وأخرى للأوراق.
شكـرا لك على الموضوع الجميـل
بانتظار كل جديد منكـ