أهلا و سهلا و مرحبا بكل أعضاء و زوار منتدى الإبداع ذابيست,كيف حالكم جميعا؟ يسعدني أن أنشط في هذا المنتدى فأنا لست بالجديد عليه و إنما أنا جديد بالنشاط فيه فأنا عضو قديم بعض الشئ و لكن لم تسنح الفرصة لأكون عضوا فاعلا معكم. "ما كُتِبَ بلا جُهد، سيُقرأ بلا مُتعة" -صامويل جونسون- "في الأيام الوفيرة، يستطيع الكاتب كتابة ثلاث أو أربع صفحات، وفي الأيام الوفيرة الأخرى يعي بأن عليه أن يتخلص منها" -آني ديلارد- يُثلج قلبي أن أرى منتدياتنا العربية تعج بكتبة في طور النمو و التقدم و أنه مازال هنالك أشخاص يتحرقون لمزاولة هذه الهواية الأكثر من رائعة و لكن للأسف أصبحت كتابات الأغلبية عبارة عن ترّهات معروف أين سيكون مآلها و لكن الأدهى و الأمرّ هو غياب آراء تضع نقطة الإستفهام أمام هذه المشكلة.كهاوي كتابة يؤلمني أن أرى إلى أين وصل حال هذا المجال الأدبي في منتدياتنا العربية و حالي هو حال العديد من رفقاء القلم لذلك فإن ما ستقرؤونه اليوم هو صرخة بإسم كل من يغار عن الكتابة العربية للمبتدئين. خاطرتي بعنوان : رسالة الحرية , كتبتها قبل أشهر و أخيرا حان وقت إطلاقها للنور. لأول مرة بعد طول غياب,تردد ثم إنفعال,تلاهم فتور لبضع لحظات و لكن في النهاية لمع في الأفق القرار. توجهت نحو مكتبي في صمت تام,عتمة الليل كانت محرك الأفعال,ممسكا قلمي المتربص لتلويث الورقة بالأحبار. و هناك كانت المفاجأة!!! لأول مرة في حياتي أضع قلمي بين أصابعي دون التفكير في موضوع للكلمات. ربما لعلمي المسبق بأن الواقع عاجز عن تغيير فحوى الكلام,لهذا رأيت حال الكتابة اليوم كنقطة إستفهام. جف الحبر و بان القلم راكعا لنمطية أشباه الأدباء مما جعلني لأول مرة أكتب وأنا في حالة من الإضطراب. أحس بالقلم ثائرا في يدي,بل إن يدي تتحرك بكامل إرادتها في ظل غيابي عن الوعي و كأن شخصا آخر يسطر الكلمات. إنتبهت لإرتجاف الورقة في حين أن قلمي كانت تحركه الأشباح و بنظرة للمرآة عرفت أني أعيش حالة من الفصام. إبيضت العيون و دخلت في عالم مخيف,لن تفقه منه شيئا إن كنت جاهلا للأعراض الإيجابية لما يسمى بالإنفصام. أمارس فن الكتابة الواعية و أنا للوعي فاقد,أفقد السيطرة و أنا بحاستي السادسة كاتب,وظحوا لي هل هذا فصام أم هو علامة نبوغ؟ أصلا لا أعلم لماذا أكتب مستعملا العلوم فمن سيقرأ كلامي سيقول ما دخل الذرة بأدب نجيب محفوظ؟ بين كتابتي و الواقع يوجد إختلال لذلك فكرت لعدة مرات برمي قلمي و الإعتزال في ظل مستوى تفكير منحط لا يُسمح بالخروج عن النمط. لست بصدد النقد ففي النهاية قلمي إختار التنفيس عن غضبه,يكتب كلمات جعلت الورقة تلتهب نارا تحته. لا أستطيع إيقافه,لا أملك زر التوقف,لهذا أمارس فن الكتابة دون الحديث عن الثنائيات. يجب أن أتعاط المضادات,فالكتابة أصبحت ناقلة للفيروسات. عندما تكتب و دموعك تجري مع مداد الكلمات,حينها تتيقن مثلي أن الأمر ليس بتلك السهولة. أن صفة كاتب لم يكن الحصول عليها سهلا في يوم من الأيام لأنها بكل صراحة صعبة المنال. عندما يمتزج سير الأحداث بدقات قلبك العليل و أصابع يدك ترتعش من سرعة تدفق الأدرينالين. عندما يتحول السرد إلى دم يجري في العروق و تتنفس الوصف كما لو كان عبيرا للورود. عنذما تغرق في رسم ملامح الحوار و تتيققن إلى ضرورة إستعمال أسلوبك الفريد و الخاص. حينها تحس و كأنك تريد أن تتحول إلى مجهول فأسلوبك الشخصي سيجعل ما كتبته منبوذ. عندما يتحول كنز قلبك المكتوب إلى مجرد موضوع في إحدى المنتديات بمعزول. و يصبح نقدك لكتاباتهم برأي تافه غير مسموع يجب محاربته قبل أن يصل و ينير العقول. عندما يتصارعون حول من يكتب أكثر عدد من الفصول و تسعى إلى كتابة فصل واحد به أكبر عدد من الدروس. فصولهم تصبح معشوقة الجماهير أما كلامك فيبقى مجرد مفردات في قاموس. مفردات في صفحة كلما حاولت أن تواصل الكتابة عليها تبقى بيضاء ففي النهاية الحقيقة لا تنير القلوب المريضة. عندما تكتب كلاما موزونا,فيقرأه مجتمع مختل,تجف أحبار الأقلام في محاولتها لكتابة قصة حق في كتاب الباطل. القلب حزين و القلم يكتب بأنين فهو ليس بمخرج لمسرحية صاخبة بالتفاهة و إنما هو بقائل لألف كلمة صامتة. إذا كان الظلم سؤالا فقد أصبح الآن إجابة,إفهم المعنى و تخطى المظاهر الخادعة. قلمي يتفنن في رسم الحكمة و كتابة الكلام الموزون,يجعل منك غاطسا في أعماقك كي تعرف إجابة سؤال من تكون؟ يعطيك عقلا تفكر به في عصر الجنون,الكتابة فلسفة أو لا تكون,الكتابة شعر و الشعر له قانون. في مجتمع قانونه يقودك للسجون,تجاوز فيه السجن مفهوم الغرفة المغلقة ليصبح السجن هو فكرا يحرك الشعوب. اليوم نسينا الأصل و الأساسيات,تعلقنا بالغلاف و الجماليات مما جعل الكتابة تمرض و تموت. نسينا أن الكتابة نص و قوة كلمات و إهتممنا بالطقم و المقدمات لا بل بالوصف سئ الإستغلال و الحوار الفاشل و الثنائيات,نسينا أن متابعي "الفصل القادم بليز" مثل الدنيا في لحظة تفنى و أن الأسلوب الذي فقد قيمته يتحول إلى كفن يلفنا,الكتابة تحولت إلى طلب للردود الشاكرة اليوم أرى الكاتب فقد قيمته كإنسان,يتصارعون على رقم واحد في المشاهدات,مشاحنات و سباب. بسببهم أصبحت الروايات جثة هامدة يتربص بها الذباب و ترمقها الضباع الجائعة. أتركوني,أتركوا كابوسكم في سبات لم أعد أريد لا الظهور و لا متابعة الروايات. الكتابة ليست بعمل أدبي إن لم يكن كلامها كالزلزال مزعزع الجبال أو كالرعد الذي يصم الآذان. أسلوبي مرعب لهذا أرادوا أن يدفنوه في النعش.أقتله,بيدي أدفنه و لكن لا ركوع للنمط. كيف يريدونك أن تبدع هنا في هذا المجتمع النائم,مجتمع حتى الكاتب فيه ينجح بالواسطة. لم يبقى لنا فيه شئ غير أسلوبنا الثائر مما جعل منا منبوذين من قائمة منتديات الكتابة. لا بأس فلا مشكلة في ذلك فالعظماء أجدادنا و نحن لم نخلف بوعود قطعناها حول إمتاع من يفقه فن الكتابة ما المغزى من تقديم كتابتك لأناس لا تفهم كل همهم عدد الإعجابات على صورة الفيسبوك البارحة. رواياتنا ليست بتركيب كلام و تلفيق و إنما هي نقد و تحليل لعلك من وهمك تستفيق. رواياتهم لعبة لها نفس الشخصيات و التركيب أما رواياتنا ففي معانيها خطر عميق. لا تلوموني لا أستطيع الكتابة بكلام بسيط و سهل فأصحاب العقول النمطية البسيطة لن يجدوا هنا الترحيب. عقلي مثل القرص الصلب تمت برمجته منذ كنت صغيرا,لهذا رواياتي مثل المعادلات عميقة. تحتاج للبحث و التعلم لتجد الرابط الخفي في كلماتها و تحل لغز معانيها الفريدة. معان لطالما كانت مخفية,بين السطور غير ظاهرة للعيون و إنما بالعقول معنية. كتاباتي لا تنتمي لهذا العالم,ليس بغرور أو تكبر و إنما الحقيقة البحتة. فعقلي تعيش به وحوش قادرة على تحطيم النمط في كل لحظة. وحوش من عالم آخر,عالم يشحنني بالكلمات قليل من يعرفه فالجميع ينظرون له كنقطة إستفهام. أتركوني و أتركوا الكتابة فهي تتألم في صمتها القاتل بسبب جمهور لا يميز من هو أفظل كاتب. أهو ناصر الثنائيات؟أم كاتب بوصف طويل ينسي سير الأحداث؟أم هو ذو الفصول سريعة النزول؟ العقول معتمة و القلوب متحجرة,يجب وضع حد لكلامي قبل أن يتحول لعبوات متفجرة. أتركوني في صمتي,فالتدعوني أعود إلى سباتي,فاليمت tunisiano في سلام و يبقى ذكريات. و أتركوا فن الكتابة يتوجه لحتفه معي على الأقل ستكون ميتته شريفة و هو بكامل قدره. الكتابة حق و الحق يموت في عصر الإنحطاط,أتركوني أكتب آخر كلمات على هذا القبر. الكتابة تسممت و ماتت,قتلوها مثل سقراط,آخر صورة دمعة على قبرها و حمام طائر تاركا القلم محطما و الحبر منه بسائل. tunisiano111/tunisiano707 معروف بهذين الإسمين في عالم الإنترنت,ناشط في عدة ميادين و لكن ما يخصنا اليوم هو ميدان الكتابة لي أكثر من 7 سنوات في هذا المجال و أملك عدة روايات,بعضها تم نشره و البعض الآخر منه ما سيتم نشره قريبا إن شاء الله في هذا المنتدى و غيره من المهتمين بالكتابة و منه روايات مازالت في طور الكتابة/التعديل/التنسيق/جمع الأفكار لمواصلة الكتابة.لا أقول أنني كاتب عظيم بل إنني مازلت في مرحلة التعلم و التطور من أجل أن أصبح كاتبا جيدا و لكن على أقل تقدير أنا شاهد على وضع الكتابة في هذه الأيام داخل منتدياتنا العربية و هذا ما جعل من الخاطرة,رسالة حرية بإسمي و بإسم العديد الذين يشاطرونني الرأي. إلى هنا وصل موضوعي إلى نهايته,آسف على الإطالة في الحديث و أرجو أن تستمتعوا بما جاء في الخاطرة. أنتظر ردودكم بشوق و بالطبع في إنتظار نقدكم و آراءكم حول الخاطرة و حول وضع الكتابة في منتدياتنا اليوم. |