فتنته محاسن الحرّيّة | لا سليمى و لا جمال سميّه
|
هي أمنية الجميع و لكن | أرهقته الطبيعة البشريّة
|
و عجيب أن يخلق المرء حرّا | ثمّ يأبى لنفسه الحرّيّة
|
غادة ما عرفت قلبا خليّا | من هواها حتّى القلوب الخليّة
|
غرست في فؤاده الحبّ طفلا | فنما الحبّ و الفؤاد سويّه
|
ثمّ لمّا فشى الغرام و ذاعت | عنهما في الورى أمور خفيّة
|
حجبوها يسلو و لكن | كان قيسا و كانت العامريّة
|
بات يشكو النّوى الشّقيّ و تشكو | مانعيها من أن تراه الشّقيّة
|
مستهام قضى زمانا طويلا | في عناء من القيود القويّة
|
و عليه من الزمان رقيب | عاشق للسيادة الوهميّة
|
و لكلّ مطامع و أماني | يبذل النفس دونها للمنيّة
|
و يراها لديه أشرف شيء | و هي أدنى من الأكور الدنيّة
|
زعموا أنّه المليك المفدّى | بالرعايا من شرّ كلّ بليّة
|
إنّما تفتدي الرعيّة ملكا | باذلا نفسه فدى للرعيّة
|
ظلم القوم من توهّمه القوم | نصيرا للأمّة الروسيّة
|
و إذا أحرج الضّعاف قويّ | نسيت ضعفها النفوس الأبيّة |