بعدما تطرقنا إلى مفهوم الإنسان، يمكننا أن نتساءل عن تحديات الحياة بالنسبة للإنسان، وأن نبحث عن
معنى الابتلاء الذي يجده في هذه الحياة. نجد في كتاب الله الحكيم، قوله تعالى :”الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ “.إذن في قلب كل إنسان، تقبع هذه النفخة الإلهية جنبا إلى
جنب مع حب الخير، بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات :و”لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ“.
إذن في هذا الفضاء الإيماني وفي حالة السلام مع الخالق سبحانه وتعالى، يستشعر المؤمنون هذه النفخة
التي يجدون فيها سكينتهم النفسية. يعني أن كل إنسان عندما يقول الحقيقة وعندما يكون صادقا، فهو يكون
في حالة سلام مع الذات التي يستشعرها بعمق وبكل هدوء. لقد حبب الله سبحانه وتعالى هذا الإيمان إلى قلب
الإنسان، ليكون في حالة انسجام مع ذاته، وروحه، وقلبه، وأعماله،كما خلق الله تعالى في قلب الإنسان هذا
التطلع والبحث عن هذا المقام الإيماني كما أوضح ذلك المفسرون.
وبالمقابل، يعتبر الذنب عنصرا مشوشا للبلوغ إلى مقام السلام مع الذات. لقد جاء في حديث نبوي شريف أن
رجل جاء يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى الذنب، فقال صلى الله عليه وسلم : “الذنب ما حاك
في صدرك وخشيت أن يطلع الناس عليه”. رواه مسلم. فكل إنسان له أسرار لا يستطيع البوح بها، فيخفيها
لأنها تحرجه حتى في خصوصيته. فهو يعلم بوعي أو بدون وعي أن ما يفعله لا يتوافق مع ما تمليه عليه
فطرته. فيدخل في تناقض مع ضميره وفطرته.
لقد خُلِقَ الإنسان بهذا التطلع الدائم إلى السلام والحب، لكنه يبقى في نفس الوقت معرضا للانزلاقات والإغراءات.
هذا لا يعني أن الإنسان مذنب بطبيعته، لكنه مدعو إلى مجاهدة نفسه، حتى لا يقع في الشر. فالإنسان في الإسلام
ليس مَلَكا وليس شيطانا، لكنه يملك قدرات لفعل الخير، كما يملك قدرات لفعل الشر. فقلبه يحمل بذرة الفضيلة، كما
يحمل الخطأ الذي قد يلحق بفعل الخير. إذن كل إنسان مدعو إلى تدبير خصوصياته، ووضع قدميه على المسار
الصحيح من أجل بلوغ التوازن النفسي. لقد ضرب الله تعالى لنا مثلا معبرا في القرآن عندما تكلم عن كيفية التصرف
في المال في قوله تعالى : ” وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةًإِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا “. إذن
نحن مدعوون من خلال هذه الآية الكريمة إلى تبني الحل الوسط فيما يخص تدبير هذا الخير، دون إفراط ودون تفريط،
يعني أن نستفيد من هذا الخير دون أن ننسى أن نفيد به الآخرين.
معنى الابتلاء الذي يجده في هذه الحياة. نجد في كتاب الله الحكيم، قوله تعالى :”الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ “.إذن في قلب كل إنسان، تقبع هذه النفخة الإلهية جنبا إلى
جنب مع حب الخير، بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات :و”لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ“.
إذن في هذا الفضاء الإيماني وفي حالة السلام مع الخالق سبحانه وتعالى، يستشعر المؤمنون هذه النفخة
التي يجدون فيها سكينتهم النفسية. يعني أن كل إنسان عندما يقول الحقيقة وعندما يكون صادقا، فهو يكون
في حالة سلام مع الذات التي يستشعرها بعمق وبكل هدوء. لقد حبب الله سبحانه وتعالى هذا الإيمان إلى قلب
الإنسان، ليكون في حالة انسجام مع ذاته، وروحه، وقلبه، وأعماله،كما خلق الله تعالى في قلب الإنسان هذا
التطلع والبحث عن هذا المقام الإيماني كما أوضح ذلك المفسرون.
وبالمقابل، يعتبر الذنب عنصرا مشوشا للبلوغ إلى مقام السلام مع الذات. لقد جاء في حديث نبوي شريف أن
رجل جاء يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى الذنب، فقال صلى الله عليه وسلم : “الذنب ما حاك
في صدرك وخشيت أن يطلع الناس عليه”. رواه مسلم. فكل إنسان له أسرار لا يستطيع البوح بها، فيخفيها
لأنها تحرجه حتى في خصوصيته. فهو يعلم بوعي أو بدون وعي أن ما يفعله لا يتوافق مع ما تمليه عليه
فطرته. فيدخل في تناقض مع ضميره وفطرته.
لقد خُلِقَ الإنسان بهذا التطلع الدائم إلى السلام والحب، لكنه يبقى في نفس الوقت معرضا للانزلاقات والإغراءات.
هذا لا يعني أن الإنسان مذنب بطبيعته، لكنه مدعو إلى مجاهدة نفسه، حتى لا يقع في الشر. فالإنسان في الإسلام
ليس مَلَكا وليس شيطانا، لكنه يملك قدرات لفعل الخير، كما يملك قدرات لفعل الشر. فقلبه يحمل بذرة الفضيلة، كما
يحمل الخطأ الذي قد يلحق بفعل الخير. إذن كل إنسان مدعو إلى تدبير خصوصياته، ووضع قدميه على المسار
الصحيح من أجل بلوغ التوازن النفسي. لقد ضرب الله تعالى لنا مثلا معبرا في القرآن عندما تكلم عن كيفية التصرف
في المال في قوله تعالى : ” وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةًإِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا “. إذن
نحن مدعوون من خلال هذه الآية الكريمة إلى تبني الحل الوسط فيما يخص تدبير هذا الخير، دون إفراط ودون تفريط،
يعني أن نستفيد من هذا الخير دون أن ننسى أن نفيد به الآخرين.