تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
  بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~ أهلاً بأعضاء و عضوات منتديات ذا بست كيف الحال ؟ إن شاء الله مبسوطين و فرحانين  . . بعد غياب شهور عن ساحة الإبداع, قررت العودة إلى القسم الخامل الذى يمثلنى تمامًا  و قد فكرت فى موضوع جميل و مهم عن أهم جهاز وهبنا إياه الله, ألا و هو الجهاز المناعى من منا لا يعرف الجهاز المناعى, جيشنا الذى خلقه الله لحمايتنا تخيل آلاف البكتيريا و الفيروسات تدخل إلى جسمك أثناء عملية الشهيق أو أثناء لمسك لأى شئ بجانبك تخيل كل تلك الأضرار يتم التخلص منها و التعامل معها بسرية تامة و بنظام دقيق دون أن تشعر هذه هى وظيفة جيشنا القوى, الأذكى و الأقوى على الإطلاق, السبب فى بقائنا بصحتنا حتى تلك اللحظة الوحيد الذى يحميك و يدافع عنك بقوة دون أن تشعر, هذا الجهاز عظيم جدًا و لا نستطيع أن نحيا بدونه لكن ماذا سيحدث إن خانك جيشك و لم يستطع التفرقة بينك و بين عدوك, حينها يمكنه أن يقتلك !!  و هذا ما سنتحدث عنه فى الموضوع, سنتحدث عن الوجه الخائن لجهاز المناعة و الذى للأسف يؤدى إلى ما يسمى بأمراض المناعة الذاتية Autoimmune disease ~  هى أمراض تنتج من مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الجسم السليمة و التعامل معها على أنها أجسام غريبة يجب التخلص منها. الطبيعى أن جهاز المناعة له خاصة هامة تسمى Tolerance و هى ما تساعد خلايا الجهاز المناعى على التعرف و التفرقة بين خلايا الجسم السليمة (الذاتية) Self و خلايا الجسم الغريبة (الغير ذاتية) Non-self و عندما يحدث خلل فى تلك الخاصية فإن خلايا الجهاز المناعى تخطئ و تهاجم خلايا الجسم السليمة Self على أنها خلايا غريبة Non-self و من هنا تنتج أمراض المناعة الذاتية ~  تكمن خطورة تلك الأمراض فى أن مهاجمة جهاز المناعى للجسم تسبب تشوه فى الأعضاء أو فقد وظيفتها أو تدمير لخلايا الجسم الهامة, و فى بعض أنواع الأمراض قد يؤدى الأمر إلى حدوث شلل فى الأعصاب أو العضلات, و فى بعض الأمراض الأخرى يؤدى بالجسم إلى التوقف عن إفراز هرمونات و إنزيمات هامة يحتاجها الجسم ~  حتى الآن لم يتوصل العلم إلى سبب محدد لتفسير سلوك جهاز المناعة العدوانى و لكن بعض اجتهادات العلماء أثناء دراستهم بعض الأمراض توصلت للتالى الجينات Genes هو أهم عامل من عوامل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية, غالبية الأمراض (إن لم يكن كلها) يكون وراءها سبب جينى و يمكن للجينات أن تلعب دورًا للإصابة بالأمراض عن طريق (HLA cods (MHC proteins HLA cods هى أكواد لجينات مسئولة عن تكون بروتين الـMHC بروتين الـMHC هو نوع من البروتينات الموجود على سطح الخلايا وظيفته هو مساعدة خلايا الجهاز المناعى على التعرف على الخلايا المصابة من الخلايا السليمة و يمكن تسميته فى الإنسان HLA هذا البروتين يحمل على سطحه مولدات مضادة ذاتية Self antigen و هى مولدات مضادة خاصة بخلايا جسم الإنسان, و يمكن لجهاز المناعى التعرف عليها و اعتبارها خلايا سليمة أحيانًا يحدث تواجد لأكواد HLA معينة تساعد على تغير بروتين الـ MHC الناتج و بالتالى لا يستطيع جهاز المناعة التعرف عليها و يتم مهاجمتها على أنها جسم غريب ( تلك الأكواد موجودة على الكروموسوم رقم 6 ) فمثلاً وجود HLA-DR4 تعطى لصاحبها فرصة للإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدى بنسبة 4% و يمكنها أيضًا إعطاء فرصة للإصابة بمرض السكرى من النوع الأول بنسبة 6% وجود HLA-DR3 تعطى لصاحبها فرصة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء بنسبة 2 إلى 3% وجود HLA-DR3 + DR4 تعطى لصاحبها فرصة للإصابة بمرض السكرى من النوع الأول بنسبة 15% الطفرات Mutation قد تلعب دورًا فى حدوث بعض الأمراض, فأحيانًا قد تسبب الطفرة تغير بروتين MHC أو غياب هذا البروتين و بالتالى الـ Self antigen لا تستطيع الارتباط ببروتين الـ MHC و ما يحدث هو أن تلك الخلايا تصبح مجهولة لدى جهاز المناعى و كأن الجهاز المناعى يقول : هاااى من أنت, أنا لا أعرفك سوف أهاجمك  الممرضات Pathogens بعض البكتيريا و الفيروسات تساعد على وجود أمراض مناعة ذاتية, و يرجع سبب ذلك إلى أن الـ Pathogenic antigen لتلك الممرضات تكون مشابهة إلى حد كبير الـSelf antigen لإحدى خلايا الجسم لذلك فالأجسام المضادة الناتجة تهاجم الـPathogenic antigen و أيضًا الـSelf antigen مثال على ذلك مرض الحمى الروماتيزمية التى تصيب القلب, سببها بعض أنواع البكتيريا السبحية Streptococcal bacteria خلايا تى غير ناضجة Immature T-cells بعض أمراض المناعة الذاتية يكون سببها خلل فى وظيفة الخلايا تى T-cells حيث تقوم بمهاجمة الخلايا الحية على أنها خلايا غريبة و يرجع ذلك إلى حدوث خلل أثناء نمو الخلايا تى T-cells مكان نمو الخلايا تى فى الغدة التيموسية Thymus gland ما يحدث هو قبل أن تخرج الخلايا تى إلى الجسم تمر باختبارين اختبار الاختيار الإيجابى Positive selection test اختبار الاختيار السلبى Negative selection test لكى تجتاز الخلايا تى اختبار الاختيار الإيجابى عليها أن تتعرف على بروتين الـ MHC الموجود على سطح الخلايا الخلايا التى تفشل فى التعرف علي ذلك البروتين يحدث لها عملية الموت الخلوى المبرمج Apoptosis ( فشلت فى الاختبار و لم تعد صالحة ) فى اختبار الاختيار السلبى, يتم قتل الخلايا تى التى ترتبط بقوة ببروتين MHC الذى يحمل على سطحه الـ Self antigen (هى لا تتعرف إليه فقط بل و تحاول أن تتفاعل معه أى تهاجمه) الخلايا التى تتفعال بقوة مع بروتين الـ MHC يحدث لها عملية الموت الخلوى المبرمج Apoptosis (فشلت فى الاختبار و لم تعد صالحة) و هذه العملية هى التى تحدد الـSelf tolerance للخلايا و تمكنها من التعرف على الخلايا السليمة و الخلايا الغريبة أحيانًا خلايا تى التى فشلت فى الاختبار (خصوصًا اختبار الاختيار السلبى), تستطيع الهروب إلى الأوعية الليمفاوية و بالتالى قد تسبب مرض مناعى ذاتى عند مهاجمتها لخلايا الجسم (تلك الخلايا فشلت فى التفرقة بين الخلايا السليمة و الخلايا المريضة لذلك تهاجم الخلايا السليمة مسببة الأمراض لها) مثال على ذلك مرض السكرى من النوع الأول بالصدفة Accidentally و فى هذه الحالة قد تتواجد خلايا الجهاز المناعى فى مكان غير معتاد بالجسم مثل العين أو المخ و بالتالى تهاجم خلايا تلك الأعضاء محدثة أضرار خطرة مثال على ذلك مرض التصلب المتعدد ( التصلب اللويحى ) العوامل البيئية Environmental factor مثل تعرض الإنسان لعوامل بيئية قاسية تؤثر على العامل النفسى كالضغط و التوتر و الخوف و القلق و الصدمات النفسية الشديدة و غيره كلها عوامل تجعل الجسم لا يعمل بشكل جيد و بالتالى محتمل أن يتعرض جهاز المناعى لخلل يفقده وظيفته الأساسية كما أن ممارسة العادات الخاطئة كإدمان المخدرات و الكحولات و التدخين تزيد من فرص الإصابة بالأمراض الهرمونات و الكيماويات Hormones and Chemicals التعرض لبعض الكيمياويات الخطرة لفترة طويلة قد يسبب خلل جهاز المناعى خصوصًا تلك الكيماويات التى من شأنها أن تغير فى المحتوى الجينى DNA قد تسبب أضرارًا بليغة تؤثر على الجهاز المناعى كذلك تناول الهرمونات و الأدوية بكثرة قد يعرض فسيولوجيا الجسم و وظائفه الحيوية إلى الخطر  أمراض المناعة الذاتية يمكن أن تصيب أى شخص فى أى مرحلة عمرية من حياته لكن كشفت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض من الرجال النساء يتعرضن للإصابة بتلك الأمراض خصوصًا بعد مرحلة البلوغ و يرجع ذلك إلى أن الهرمونات فى جسم الأنثى تتغير باستمرار خلال تلك المرحلة كما أن الجهاز المناعى للأنثى أقوى من الجهاز المناعى للذكر لذلك فهى معرضة إلى الإصابة بالأمراض أكثر من غيرها  تختلف أعراض المرض من نوع لآخر لكن جميع الأمراض مشتركة فى تلك الأعراض التالية التعب آلام فى العضلات ارتفاع بسيط فى درجة الحرارة آلام فى المفاصل وجود انتفاخات و التهابات فى بعض مناطق الجسم هذه الأعراض تأتى لوقت قصير ثم تختفى ثم تعود ثانية و تصبح أشد إن تم إهمال تلك الأعراض و معرفة سببها بعد فترة من ظهور تلك الأعراض يبدأ المرض فى التميز بأعراض محددة تدل على مكان الإصابة و نوع المرض   |
الموضوع رائع XD
