The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
361 المساهمات
268 المساهمات
190 المساهمات
102 المساهمات
86 المساهمات
78 المساهمات
64 المساهمات
51 المساهمات
25 المساهمات
24 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionالأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم Emptyالأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم

more_horiz
الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأدب الله رسول الله الله الأدب الله رسول الله الله


الحمد لله تعالى ناصر أوليائه الصادقين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وأصحابه الغر الميامين، وأزواجه أمهات المؤمنين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الأدب له منزلة عظيمة في الإسلام؛ من أجل ذلك أحببت أن أذكِّر نفسي وأحبابي قراء مجلة التوحيد الكرام بصفة التأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
أولًا: الأدب مع الله تعالى:
الأدب مع الله تعالى يقتضي توحيد الله وتعظيمه، وطاعة أوامره ونواهيه، والحياء منه، وهذا يشمل القلب واللسان والجوارح.

ويمكن أن نوجز الأدب مع الله تعالى في الأمور التالية:
(1) التصديق بكل ما أخبر الله تعالى به من أمور الغيب:
يجب التصديق بكل ما أخبر الله تعالى به من أمور الغيب، ومن ذلك: عالم البرزخ، وسؤال الملَكين في القبر، والجنة وما فيها من نعيم، والنار وما فيها من عذاب أليم؛ قال الله تعالى عن نفسه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 877].

(2) حُسن الخُلق مع الله تعالى:
يتحقق حسن الخُلق مع الله بأن يتلقى الإنسان أحكام الله بالقبول والتطبيق العملي، فلا يرد شيئًا من أحكام الله، فإذا رد شيئًا من أحكام الله، فهذا سوء خُلق مع الله عز وجل، سواء ردها منكرًا حكمها، أو مستكبرًا عن العمل بها، أو متهاونًا بالعمل بها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 366].

(3) الرضا بقضاء الله تعالى:
مِن الأدب مع الله أن يتلقى المسلم أقدار الله بالرضا والصبر، وليعلم أن ما قدره الله عليه إنما هو لحكمة عظيمة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 1555].

(4) التوجُّه إلى الله سبحانه بالدعاء:
الدعاء: هو إظهار غاية التذلُّل والافتقار إلى الله، والاستكانة له؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - جـ 11 - صـ 98).

حثنا الله تعالى على الدعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز، ومنها:
(1) قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 1866].
(2) قال جل شأنه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 600].

(5) ارتداء أفضل الثياب عند إقامة الصلاة.
مِن الأدب مع الله تعالى أن يتجمل المسلم في صلاته للوقوف بين يدي ربه؛ قال تعالى: ﴿ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 311].

قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله -: كان لبعض السلف حُلَّة بمبلغٍ عظيمٍ من المال، وكان يلبَسُها وقت الصلاة ويقول: ربي أحق مَن تجملت له في صلاتي.

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، لا سيما إذا وقف بين يديه؛ (مدارج السالكين - لابن القيم - جـ 2 - صـ 363).

(6) المداومة على الخشوع في الصلاة:
المداومة على الخشوع في الصلاة غايةُ الأدب مع الله سبحانه وتعالى، فيجب على المصلي ألا ينشغلَ بشيء عن الطمأنينة في الصلاة؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 22].

قال ابن القيم - رحمه الله -: ومن الأدب مع الله في الوقوف بين يديه في الصلاة: وَضْع اليمنى على اليسرى حال قيام القراءة، ففي الموطأ لمالكٍ عن سهل بن سعدٍ: أنه من السنَّة، وكان الناس يؤمرون به، ولا ريب أنه من أدب الوقوف بين يدي الملوك والعظماء؛ فعظيم العظماء أحق به؛ (مدارج السالكين - لابن القيم - جـ 2 - صـ 364).

(7) عدم استقبال القِبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة:
من الأدب مع بيت الله - الكعبة المشرفة، وهي قِبلة المسلمين - ألا تُستقبَل ببول أو غائط؛ روى الشيخان عن أبي أيوب الأنصاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القِبلة، ولا تستدبِروها، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا))؛ (البخاري حديث: 394/ مسلم حديث: 264).
• الغائط: المكان المنخفض، وهو مكان قضاء الحاجة.

(الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم Icon_cool تعظيم اسم الله - عز وجل -:
مِن الأدب مع الله - عز وجل - تعظيم اسمه، فكلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم، مثل: تعالى أو سبحانه أو عز وجل، أو تبارك، ونحو ذلك، ومن الأدب مع الله سبحانه عدم الدخول بشيء فيه اسم الله تعالى إلى أماكن النجاسات إلا عند الضرورة، وكذلك عدم إلقاء الأوراق التي فيها اسم الله تعالى في صناديق القمامة.

(9) شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة:
إن نِعَم الله علينا كثيرة، فلا تُعَدُّ ولا تحصى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 533]، يجب على المسلم أن يشكر الله تعالى ويحمدَه على نعمه الكثيرة، والشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانةً، وباللسان ثناءً واعترافًا، وبالجوارح طاعة وانقيادًا، أما الحمد فهو الثناء على الله بالجميل على جهة التعظيم، أما الفرق بين الشكر والحمد، فالشكر لا يكون إلا في مقابل النعمة، أما الحمد فيكون مقابل النعمة أو دون مقابل، والشكر يكون بالقول والعمل، أما الحمد فلا يكون إلا بالقول.
قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 77].

(10) طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مِن الأدب مع الله تعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن اللهَ هو الذي أرسله للناس وكلفه بالرسالة السماوية؛ (موسوعة الأخلاق - خالد جمعة الخراز - صـ 134: صـ 152).

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 52]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 800].

روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني فقد عصى الله))؛ (البخاري حديث: 7137/ مسلم حديث: 1835).

الأدب مع القرآن الكريم:
ذكَر أهل العلم آدابًا كثيرة لتلاوة القرآن الكريم، يمكن أن نوجزها في الأمور التالية:
(1) يجب أن تكون تلاوة القرآن خالصةً لوجه الله تعالى وحده.
(2) التلاوة تكون بعد تعلُّم القرآن على أيدي أهل الإتقان، العارفين بأحكام التجويد.
(3) يكون القارئ متوضِّئًا؛ لأن القرآن أفضل الأذكار.
(4) تكون التلاوة في مكان طاهر نظيف، وأفضل الأماكن المساجد.
(5) يجلس القارئ مستقبل القِبلة بسكينة ووقار.
(6) يطيِّب القارئ فمه بالسواك.
(7) يستعيذ القارئ بالله تعالى من الشيطان الرجيم عند بداية التلاوة.
(الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم Icon_cool تكون التلاوة بخشوع وتدبر لفهم المقصود من الآيات الكريمة.
(9) يحسِّن القارئ صوته عند التلاوة مع مراعاة أحكام التجويد.
(10) لا يقطع القارئ التلاوة إلا لضرورة؛ لأنه يقرأ كلام الله تعالى.
(11) عدم تلاوة القرآن بالقراءات الشاذة غير المتواترة.
(12) تكون التلاوة على حسب ترتيب السور في المصحف، وأن يحرص القارئ على ختم المصحف كل مدة بحيث لا تقل عن ثلاثة أيام.
(13) إذا مر القارئ بآيةٍ فيها ذِكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بآية فيها ذكر النار استعاذ بالله منها، وإذا مر بآية فيها استغفار استغفر الله.
(14) إذا مر القارئ بآية فيها سجدة، قال: الله أكبر، ثم يسجد سجود التلاوة، وإذا مر بآية فيها دعاء، دعا الله تعالى بما شاء من الخير.
(15) يحرص قارئ القرآن على أن يعمل بما قرأه من القرآن في حياته الدنيا؛ حتى تكون التلاوة حجة له يوم القيامة، وليست حجة عليه؛ (فضائل القرآن لابن سلام - صـ 51: صـ 75)، (البرهان للزركشي - جـ 1 - صـ 449: صـ 474)، (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - جـ 1 - صـ 313: 295).

ثانيًا: الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم:
يمكن أن نوجز الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور التالية:
(1) الانقياد التام والطاعة المطلقة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ قال سبحانه: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 800]، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 31، 322].

(2) تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أمور الغيب في الماضي والمستقبل.
مِن أصول الإيمان: التصديق الجازم بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، والاعتقاد بصحة كل ما أخبر به عن الأمم السابقة، وما أخبر عن أمور الغيب في المستقبل؛ لأن ما جاء به وحيٌ مِن الله تعالى.

قال تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 44].
وقال جل شأنه: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 499].

(3) اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال.
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، وقال سبحانه: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 566].

روى البخاريُّ عن مالك بن الحويرث، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي))؛ (البخاري حديث: 6008).
روى مسلم عن جابر بن عبدالله، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: ((لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلِّي لا أحج بعد حجتي هذه))؛ (مسلم حديث: 1297).

(4) اجتناب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
أوجب الله سبحانه وتعالى على جميع الناس طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وحذَّرهم من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]، وقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 633].

قال سبحانه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 77].
روى البخاري عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى "امتنع عن قَبول الدعوة"))؛ (البخاري حديث: 7280).

(5) تقديم قول النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال جميع الناس.
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11].
قال عبدالله بن عباسٍ: قوله: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]؛ أي: (لا تقولوا خلافَ الكتاب والسنَّة)؛ (تفسير الطبري جـ 24صـ 3522).

(6) محبَّة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة النفس والمال والوالدين والناس أجمعين.
روى الشيخان عن أنسٍ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))؛ (البخاري حديث: 15/مسلم حديث: 44).

وروى البخاريُّ عن عبدالله بن هشامٍ، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمرَ بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ مِن كل شيءٍ إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا "أي: لا يكمُلُ إيمانك"، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك))، فقال له عمرُ: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن "كمل إيمانك" يا عمر))؛ (البخاري حديث: 6632).

(7) التسليم لحُكم النبي صلى الله عليه وسلم والرضا به.
قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 655].

( اتخاذ النبيِّ صلى الله عليه وسلم القدوةَ الحسنة:
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 211]؛ (شرح الرسالة التدمرية لمحمد الخميس صـ 4466).

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: هذه الآيةُ الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أُمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب؛ في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرَج من ربه عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين؛ ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 211]؛ أي: هلا اقتديتم به وتأسَّيْتم بشمائله! (تفسير ابن كثير جـ 11صـ 134: 1333).

أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم:
سوف نذكر بعض الصور من أدب الصحابة مع نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم:
(1) روى البخاري عن المِسْور بن مخرمة، قال - وهو يتحدث عن صلح الحديبية -: قال عروة بن مسعودٍ الثقفي -لأهل مكة -: أي قوم، والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إنْ رأيت ملِكًا قط يعظِّمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمدًا، والله إنْ تنخم نخامةً إلا وقعت في كف رجلٍ منهم، فدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون إليه النظر تعظيمًا له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشدٍ فاقبلوها؛ (البخاري حديث: 2731).

(2) روى البخاري - في الأدب المفرد - عن أنس بن مالكٍ: أن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافير؛ (حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد - للألباني - صـ 418 - حديث: 444).

(3) روى البخاري عن السائب بن يزيد، قال: كنت قائمًا في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتِني بهذينِ، فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: (لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعانِ أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم!)؛ (البخاري حديث: 470).
(فحصبني)؛ أي: رماني بالحجارة الصغيرة، (لأوجعتكما)؛ أي: جلدتُكما حتى أوجعتكما.

(4) روى الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري، قال: لما نزل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت: بأبي وأمي، إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أرفق بنا أن نكون في السفل، لمن يغشانا من الناس))، فلقد رأيت جرَّةً لنا انكسرت فأهريق ماؤها، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفةٍ لنا، ما لنا لحاف غيرها، ننشف بها الماء؛ فَرَقًا من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء يؤذيه، وكنا نصنع طعامًا، فإذا رد ما بقي منه تيممنا مواضع أصابعه، فأكلنا منها، يريد بذلك البركة، فرد علينا عَشاءه ليلةً، وكنا جعلنا فيه ثومًا أو بصلًا، فلم نرَ فيه أثر أصابعه، فذكرتُ له الذي كنا نصنع والذي رأينا من رده الطعام ولم يأكل، فقال: ((إني وجدت منه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجَى، فلم أحب أن يوجد مني ريحه، فأما أنتم فكلوه))؛ (معجم الطبراني الكبير - جـ 4 - صـ 119ـ حديث: 3855).

وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

descriptionالأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم Emptyرد: الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم

more_horiz
جـزاك الله خيرا على الموضوع القيم

بانتظار كل جديد منكـ

الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم 866468155

descriptionالأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم Emptyرد: الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم

more_horiz
شكرا لك على الموضوع

الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم 866468155
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
الأدب مع الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة