The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
282 المساهمات
224 المساهمات
142 المساهمات
77 المساهمات
74 المساهمات
70 المساهمات
54 المساهمات
45 المساهمات
24 المساهمات
19 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionرفاق السوء Emptyرفاق السوء

more_horiz

"رفاق السوء"
الدكتور حسن يوسف حطيط
-1-
- إلى أين يا "وحيد"؟!.
- إلى الشارع المقابل يا أمي, رفاقي يلعبون هناك, لا تقلقي!!.
- لكن يا "وحيد"... كيف لا أقلق و أنتم تلعبون على قارعة الطريق!!
- رفاقي معي!, رفاقي معي!....
أسرع "وحيد" نحو الباب و تناول حقيبته الصغيرة بعد أن وضع فيها بعضًا من أغراضه الخاصة ثم عبر راكضًا إلى الجهة المقابلة مناديًا رفاقه كلاً باسمه.
تنهدت أم "وحيد" قليلا ثم تابعت عملها وهي تفكر بابنها الوحيد الذي لم يرزقها الله غيره....
استرجعت شريط الذكريات و راحت تستعيد الذكرى تلو الذكرى و تعود إلى أول الأيام و أسعدها عندما كانت تحمل "وحيد" بين يديها و تحتضنه طويلا فلا تفتقده و لا تخاف فقدانه!.
أما الآن و قد كبر بسرعة و صار صبيا كثير الحركة و النشاط و كثير الرفاق و الأصدقاء, فإنها صارت تخاف عليه أكثر و تقلق, خاصة من صحبة رفاق السوء.
-2-
جلست أم "وحيد" تراقب ابنها من وراء النافذة و تابعت خطاه المتسارعة نحو الشارع المقابل و إذا به يبتعد و رفاقه من دون سابق إنذار في مدى الأفق البعيد إلى أن غابت عن عينيها المحدقتين آثاره و لم يبق في فكرها إلا الخوف و الاستغراب والقلق!.
انقطع حبل الصمت الطويل فجأة و رن جرس الباب ثم دخل أبو "وحيد" محملا بالأغراض و الحاجيات و بكيس ألعاب كبير.
- ألسلام عليكم, كيف حالكم, أين أنت يا "وحيد", أنظر ماذا أحضرت لك!.
- إنه في الخارج, يلعب مع أصدقائه, كيف حالك أنت!.
- أنا بخير, و لكن لماذا سمحت له بالذهاب, ألم أقل لك أني شاهدتهم يلعبون ألعابًا خطرة!.
- ماذا أفعل له, يغلبني دائما بإصراره و عجلته!.
- حسنا, لا عليك, سيعود سالمًا إنشاء الله و سيكون لي معه حديث طويل!.
مر الوقت سريعا كلمح البصر و حل المساء فجأةً منذراً بأمرغير متوقع, لم يعد "وحيد"..... و أخذت مشاعر القلق تجتاح البيت السعيد!.
راحت الأسئلة و الشكوك تتبادر إلى ذهن الوالدة و حاول الوالد إخفاء قلقه لكن ملامح وجهه كانت تنذر بشيء مخيف!
- ماذا نفعل؟, قالتها الوالدة بصوت مرتجف.
- ننتظر قليلا ثم أذهب للبحث عنه, أجاب الوالد بصوت حازم.
بعد هنيهات قليلة, أخذ أبو "وحيد" يتحضر للخروج و لم تتمالك أم "وحيد" أعصابها فلحقته إلى الباب!.
- خذني معك!
- لا, ابقي هنا فربما يعود و لا يجد أحدا.
-3-
...."إلى أين أتجه؟"...."وأين أبحث؟"...." و من أسأل"....
تزاحمت الأسئلة في رأس الوالد القلق و تراكمت الهموم في قلبه الحزين و صار يمشي في الطرقات المظلمة من غير هدى, حتى بات بعيدا عن المدينة النائمة...
"ما الذي أفعله و إلى أين أسير؟؟!"....
ألقى "أبو وحيد" بجسده المتهالك من شدة التعب على قارعة الطريق و جلس على حافة أحد الأرصفة ليجمع أفكاره المشتتة...
راح ينظر إلى السماء فوقه و يناجي ربه بصمت و حزن إلى أن بدأت دموعه تنهمر بغزارة و يعلو أنينه من حين لآخر:...رباه, إنه ابني الوحيد!!...
....رباه, ماذا أفعل!؟...رباه, أين أجده؟!....
طأطأ "أبو وحيد" رأسه و انحنى بكامله إلى الأرض من شدة الأسى و أخذ يلملم جسده المتعب ليقوم و يواصل بحثه....
"ألنجدة"....
أتى الصوت من بعيد...
"ألنجدة"....
إنه من الغابة القريبة!!....
-4-
ركض "أبو وحيد" نحو الغابة مسرعا و أخذت سرعته تتزايد كلما ترامى إلى سمعه الصوت من جديد...
راح يبحث بين الأشجار و يصرخ عاليا:"وحيد"..."أأنت وحيد!؟"....
- نعم يا أبي....أسرع إلي!!...
توقف "أبو وحيد" عن الركض و راح يحدق بالمكان من حوله و انتبه لوجود أشجار محترقة على يساره و دخان متصاعد من بينها....
- أنا هنا, عند الشجرة الكبيرة!...
أسرع "أبو وحيد" الخطى نحو مصدر الأنين و إذ به يجد "وحيد" ممددا على الأرض و ثيابه محترقة و جسده الصغير مغطى بالرماد!!....
- ما الذي حصل؟
- كنا نلعب "رقصة النار"!!...
- لكن, أين رفاقك؟..
- هربوا عندما اندلعت النار في الأشجار!...
احتضن أبو "وحيد" ابنه و ضمه إلى صدره بقوة, ثم أخذ يهرول به مسرعا نحو وسط المدينة الصغيرة حيث المستشفى الوحيد.
-5-
حاول "وحيد" فتح عينيه الصغيرتين فلم يقدر...
كانت اللفائف البيضاء تحيط بجسمه المحترق من كل جانب و كان وجهه المضمّد يخفي حزناً عظيما...
- ما الذي فعلته بنفسي؟!!
بدأ "وحيد" يستعيد وعيه شيئاً فشيئاً و راحت الأسئلة تهاجمه من كل صوب...
- لماذا حصل ما حصل؟!!
- لماذا لا أستطيع فتح عينيّ؟!!
- لماذا لا أرى و لا أسمع أحداً؟!
تنهدّ قليلاً و انتظر هنيهة... فأحس بيد تمسك يده برفق و رقة و صوت حنون يأتيه من خلف الضمادات و اللفائف:
- ها أنا قربك يا بنيّ!, كيف حالك الآن!, هل تريد شيئاً!.
- أميّ, أين أبي؟!.
- ذهب لرؤية الطبيب, هل تريد شيئاً؟!.
عاد "وحيد" لصمته و غرق في بحر حزنه العميق و راح يسترجع المشاهد الأخيرة قبل وقوع الحادثة محاولاً فهم ما حدث!....
-6-
مضت الأيام و ظلّ "وحيد" في المستشفى راقداً يتعافى من حروقه و أوجاعه ببطء و الملل و الضجريحيطان به لافتقاده اللعب و التسلية و تمضية الوقت مع الرفاق... آه, الرفاق!!...يا حسرةً على الرفاق!!...
كان "وحيد" كلما يتذكر رفاقه يتأوه بحسرة بالغة و يستعيد نصائح والديه المتكررة له بعدم الإرتباط بهم لأنهم رفاق سوء, فكم من مرة طلبا منه أن يختار رفاقاً أفضل و أصلح و كم من مرة حاولا إرشاده إلى كيفية اختيار الرفاق الصالحين و كم من مرة طلبا منه الكفّ عن الأنصياع لطلبات رفاقه السيئين , و لكنه... لم يسمع الكلمة و لم يتبع النصيحة و لم تعد تنفع المحاولة لأن الآن...قد فات الأوان!!..
- لا يا وحيد, لم يفت الأوان!.
جاءه الصوت عميقاً من بعيد...لم يعرف مصدره الحقيقي, بل أحسه من داخله ....و لم تمض لحظات قليلة حتى انفتح باب الغرفة و أطل منه طيف معلمة "وحيد" و خلفها رفاق صفّه الدراسي يحملون بين أيديهم الهدايا و باقات الزهور... أقبلوا إليه يسلّمون و راحوا يسألونه عن حاله و مآله و هو يرمق وجوههم...
راح "وحيد" يتأمل رفاق صفّه واحداً واحداً... كان يفكر و يبتسم... ثم أخذ يختار من بينهم... من سيكون رفيقه المقبل... في مجموعة الرفاق الأخيار!

ألنهاية


descriptionرفاق السوء Emptyرد: رفاق السوء

more_horiz
شكرا لك .. 
انتظر جديدكـ..

descriptionرفاق السوء Emptyرد: رفاق السوء

more_horiz
شكـرا على القصة

بانتظار كل جديد منكـ

رفاق السوء 866468155

descriptionرفاق السوء Emptyرد: رفاق السوء

more_horiz
رفاق السوء 8096350
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
رفاق السوء
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة