عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي؛ رواه أبو داود والترمذي وصححه.
المفردات:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي.... إلخ؛ أي دعا عليه بأن يطرد من رحمة الله، فاللعن الطرد والإبعاد من رحمة الله.
«الراشي»: هو الذي يدفع الرشوة للوصول إلى ما يريد من الباطل والرشوة - مثلثة الراء - هي الجعل مأخوذ من الرشاء، وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء في البئر.
«المرتشي»: هو آخذ الرشوة، أما الوسيط الذي يسعى بين الراشي والمرتشي، فيقال له الرائش.
قال الترمذي: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو عارم العقدي ثنا ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي، هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو داود في سننه: حدثنا أحد بن يونس ثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله الراشي والمرتشي، وصحة سند هذا الحديث ظاهرة، ولعل إيراد المصنف لهذا الحديث في باب الربا لإفادة أن المال المستفاد من الرشوة كالمال المستفاد من الربا، ولذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وآكل الرشوة ومؤكلهما، والله أعلم.
ما يفيده الحديث:
1- أن دفع الرشوة من الكبائر.
2- وأن أخذ الرشوة من الكبائر كذلك.
3- جواز لعن العصاة المرتكبين للكبائر ما لم تعرف توبتهم.