تعريفها:
المبالغة في اللّغة: الاجتهاد في الشيء إلى حدّ الاستقصاء والوصول به إلى غايته،وتأتي بمعنى المغالاة،وهي الزيادة بالشيء عن حدّه الذي هو له في الحقيقة.
وهي اصطلاحا: أن يدّعي المتكلّم لوصفٍ ما أنَّه بلغ في الشدّة أو الضعف حدّاً مستبعداً أو مستحيلاً.
المبالغة بين مؤيديها ورافضيها:
1- معارضوها المتشدّدون يرفضونها رفضا مطلقا لخروجها عن منهج الحقّ والصّدق.
2- ومؤيدوها يقبلونها قبولا مطلقا في الإنتاج الأدبي بدعوى أنّ أعذب الشعر أكذبه.
3- والفريق الثالث توسَّط في الأمْر فقبل منها ما كان منها حسناً جميلاً جارياً مجرَى الاعتدال الذي لا يراه الناس مستنكراً ولا مُستهجنا،أو قائماً على التصوير الخيالي في سياق من الكلام يَسْمَحُ بذلك بشرط أن لا يكون في المبالغة إيهام بأنّ المتكلّم يُقرّر حقيقة واقعة بكلّ عناصرها، بل يُدرك المتلقّي أنَّ الكلام مأتيّ به على سبيل المبالغة، فيأخذ منها المعنَى المعتاد في الكثرة مع زيادة مقبولة.
أنواع المبالغةِ :
1- التبليغ:إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا وعادة
قال تعالى:{... ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ..} النور:40
قال المتنبّي يصف فرسه:
وَأَصْرَعُ أَيَّ الْوَحْشِ قَفَّيْتُهُ بِه ... وَأَنْزِلُ عَنْهُ مِثْلَهُ حِينَ أَرْكَبُ
أي:إذا طردت بفرسِي وحشا تمكّنت منه فصرعته، وأَنزل عنه بعد ذلك، فأَجده حينَ أَركبه مثلما نزلت عنه كأنّه لم يتعب ولم يضعف.
2- الإِغراق: إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا لا عادة.
قال الشاعر:
ونُكْرمُ جارَنا ما دامَ فينا... ونُتْبعُهُ الكرامَة َ حَيْثُ مالا
فإنه ادَّعى أنَّ جاره لا يميلُ عنه إلى جهةٍ إلا وهو يتبعُه الكرامةَ،وهذا ممتنعٌ عادة وإنْ كان ممكنا عقلا.
قال ابن نباتة السعدي في سيف الدولة:
لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لِي شَيْئَاً أُؤَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أصْحَبُ الدُّنْيا بِلاَ أَمَلِ
وقال شاعر:
خَطَرَاتُ النَّسِيمِ تَجْرَحُ خَدَّيـ ... ـهِ ولَمْسُ الْحَرِيرِ يُدْمِي بَنَانَهُ
3- الغلوّ إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف غير ممكن عادة وعقلا.
قال شاعر:تكادُ قِسيّهُ منْ غيرِ رامٍ ... تُمكِّنُ في قلوبهِم النِّبالا
قال ابن الرّومي يذمّ بخيلا ببخله:
لَوْ أنَّ قَصْرَكَ يَا ابْنَ يُوسُفَ مُمْتَلٍ ... إِبَراً يَضِيقُ بِهَا فِنَاءُ الْمَنْزِلِ
وَأَتَاكَ يُوسُفُ يَسْتَعِيرُكَ إِبْرَةً ... لِيَخِيطَ قَدَّ قَمِيصِهِ لَمْ تَفْعَلِ
[rtl]قال أبو نواس من في مدح الرّشيد:المبالغة في اللّغة: الاجتهاد في الشيء إلى حدّ الاستقصاء والوصول به إلى غايته،وتأتي بمعنى المغالاة،وهي الزيادة بالشيء عن حدّه الذي هو له في الحقيقة.
وهي اصطلاحا: أن يدّعي المتكلّم لوصفٍ ما أنَّه بلغ في الشدّة أو الضعف حدّاً مستبعداً أو مستحيلاً.
المبالغة بين مؤيديها ورافضيها:
1- معارضوها المتشدّدون يرفضونها رفضا مطلقا لخروجها عن منهج الحقّ والصّدق.
2- ومؤيدوها يقبلونها قبولا مطلقا في الإنتاج الأدبي بدعوى أنّ أعذب الشعر أكذبه.
3- والفريق الثالث توسَّط في الأمْر فقبل منها ما كان منها حسناً جميلاً جارياً مجرَى الاعتدال الذي لا يراه الناس مستنكراً ولا مُستهجنا،أو قائماً على التصوير الخيالي في سياق من الكلام يَسْمَحُ بذلك بشرط أن لا يكون في المبالغة إيهام بأنّ المتكلّم يُقرّر حقيقة واقعة بكلّ عناصرها، بل يُدرك المتلقّي أنَّ الكلام مأتيّ به على سبيل المبالغة، فيأخذ منها المعنَى المعتاد في الكثرة مع زيادة مقبولة.
أنواع المبالغةِ :
1- التبليغ:إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا وعادة
قال تعالى:{... ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ..} النور:40
قال المتنبّي يصف فرسه:
وَأَصْرَعُ أَيَّ الْوَحْشِ قَفَّيْتُهُ بِه ... وَأَنْزِلُ عَنْهُ مِثْلَهُ حِينَ أَرْكَبُ
أي:إذا طردت بفرسِي وحشا تمكّنت منه فصرعته، وأَنزل عنه بعد ذلك، فأَجده حينَ أَركبه مثلما نزلت عنه كأنّه لم يتعب ولم يضعف.
2- الإِغراق: إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا لا عادة.
قال الشاعر:
ونُكْرمُ جارَنا ما دامَ فينا... ونُتْبعُهُ الكرامَة َ حَيْثُ مالا
فإنه ادَّعى أنَّ جاره لا يميلُ عنه إلى جهةٍ إلا وهو يتبعُه الكرامةَ،وهذا ممتنعٌ عادة وإنْ كان ممكنا عقلا.
قال ابن نباتة السعدي في سيف الدولة:
لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لِي شَيْئَاً أُؤَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أصْحَبُ الدُّنْيا بِلاَ أَمَلِ
وقال شاعر:
خَطَرَاتُ النَّسِيمِ تَجْرَحُ خَدَّيـ ... ـهِ ولَمْسُ الْحَرِيرِ يُدْمِي بَنَانَهُ
3- الغلوّ إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف غير ممكن عادة وعقلا.
قال شاعر:تكادُ قِسيّهُ منْ غيرِ رامٍ ... تُمكِّنُ في قلوبهِم النِّبالا
قال ابن الرّومي يذمّ بخيلا ببخله:
لَوْ أنَّ قَصْرَكَ يَا ابْنَ يُوسُفَ مُمْتَلٍ ... إِبَراً يَضِيقُ بِهَا فِنَاءُ الْمَنْزِلِ
وَأَتَاكَ يُوسُفُ يَسْتَعِيرُكَ إِبْرَةً ... لِيَخِيطَ قَدَّ قَمِيصِهِ لَمْ تَفْعَلِ
وأَخَفْتَ أَهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى إنَّهُ ... لَتَخَافُكَ النُّطَفُ الَّتِي لَمْ تُخْلَقِ
من صور الغلو المقبول:
1- أن يقترن به ما يقربّه للصحّة كفعل مقاربة مثل قول الشاعر وهو يصف فرسا:
ويكاد يخرج سرعة من ظلِّه ... لو كان يرغب في فراق رفيق
أو يقترن بأداة شرط مثل قوله تعالى:{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ..... } الحشر:21
2- أن أن يكون تعبيرا عن حالة شعورية نفسية صادقة مثل ما قاله امرىء القيس في وصف فرسه:
مكرّ مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
فمن غير الممكن أن يكون في كرِّه إلى الجهة التي يقبل عليها فارّا عنها،ولكنّ الشّاعر يصوِّر مشاعره، ويعبِّر عمّا في خياله حين يرى سرعته الفائقة الّتي يختلط فيها الكرّ والفرّ،حتى كأنّه يكرّ ويفرّ معا،وهذا ما يدرج ضمن الصّدق الفنّي.
قال البحتري في مدْح المتوكّل:
فَلَوَ أنَّ مُشْتَاقاً تَكَلَّفَ فَوْقَ مَا ... فِي وُسْعِهِ لَسَعَى إِلَيْكَ الْمنْبَرُ
3- أن يتضمّن صورة جميلة نتيجة حسن تخييل،مثل قول المعرّي:
يذيبُ الرُّعبُ منهُ كلَّ عضبٍ ... فلولا الغِمدُ يُمسكهُ لسالا
قال شاعر:
يُخَيَّلُ لي أَنْ سُمِّرَ الشُّهْب في الدُّجَى ... وشُدَّتْ بأَهْدَابِي إلَيْهِنَّ أجْفَانِي
4– أن يخرج مخرجَ الهزل، كقول الشاعر:[/rtl]
[rtl]لكَ أنفٌ يا ابنَ حربٍ ... أنفِتْ منه الأنوفُ
أنتَ في القدس تصلِّي ... وهو في البيتِ يطوفُ
ومما قيلَ في الثقلاء: قال مطيع بن إياس:
قلت لعباسٍ أخينا ... يا ثقيلَ الثقلاء
أنتَ في الصيف سمومٌ ... وجليدٌ في الشتاء[/rtl]
[rtl]أنتَ في الأرضِ ثقيلٌ ..... وثقيلٌ في السماء
المبالغة بالصيغة:صيغ المبالغة هي:[/rtl]
[rtl]1- فَعْلاَن: مثل: رحمان.
2- فَعِيل: مثل: رَحيم.
3- فَعَّال: مثل: توَّاب - غَفَّار - قَهَّار.
4- فَعُول: مثل غَفُور - شَكُور - وَدُود.
5- فَعِل: مثل: حَذِر - أَشِر - فَرِح.
6- فُعَال: مثل: عُجَاب.
7- فُعَّال: مثل: كُبَّار.
8- فُعَل: مثل: لُبَد.
9- فُعْلَى: مثل: عُلْيَا - حُسْنَى - شُورَى - سُوأَى.
وتوجد صيغ أخرى، مثل: كهنوت، ورهبوت
توضيح حول استعمال صيغ المبالغة أو صافا وأسماء لله عزّ وجلّ:
قيل:هي مستعملة بجانب الله على سبيل المجاز، إذ هي موضوعة للمبالغة، ولا مبالغة فيها حين يوصف الله بها.
وقيل:المبالغة فيها بحسب تعدّد المفعولات التي تفوق تصوّرات الخلائق.
وسبب الخلاف هو إلى تصوّر الناس حول الصّيغ التي أسماها علماء العربية اصطلاحاً صيغ مبالغة، مع العلم بأنّ العرب قد استعملوا هذه الصِّيغ ولم يسمّوها صيغ مبالغة، بمعنى أنّها تدلّ دواماً على ما هو زائد على الواقع والحقيقة حتى ترد الإِشكالات الّتي أوردها المستشكلون حول صفات الله عزّ وجلّ.
خلاصة القول:
- هذه الصيغ موضوعة في الأصل للدلالة على كمال الصفة، وهذا الكمال لا يوجد في الناس، أو للدلالة على الكثرة والوفرة في أجزاء الصفة، دون أن يكون ذلك على سبيل المبالغة بمعنى الزيادة على الحقيقة والواقع دواماً.
- إذا أطلقت هذه الصيغ على غير مستحقّ الكمال فيها كان هذا الإِطلاق على سبيل المبالغة، وإذا أطلقت على مستحقّ الكمال أو الكثرة فيها فهو إطلاق على وجه الحقيقة ولا مبالغة فيه.
- صيغ المبالغة إذا أطلقت على الله عزّ وجلّ فهي مطلقة بحسب وضعها اللُّغوي، ولا مبالغة فيها، وبهذا ينحلّ الإِشكال من أساسَه، وسببُ الإِشكال هو التقيّد بتعريفات المصطلحات التي قيّدها العلماء دون الرجوع إلى أصل الاستعمالات العربية. [/rtl]