The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
96 المساهمات
91 المساهمات
77 المساهمات
51 المساهمات
23 المساهمات
20 المساهمات
19 المساهمات
16 المساهمات
15 المساهمات
11 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionمفهومُ العاملِ عند سيبويه Emptyمفهومُ العاملِ عند سيبويه

more_horiz
مفهومُ العاملِ عند سيبويه
مدخل …
لم يلقَ أصل نحوي من هجوم المحدثين ما لقيه ( العامل ) ، فقد كشّروا له عن أنيابهم ، وسلَقوه بألسنة حداد ، وتمضمضوا بأعراض النحاة الذين اعتمدوه أصلا في تفسير بنية الكلام العربيّ ، و الكشف عن العلائق بين أجزاء الجملة العربيّة ، " وأصبح القول بهدم العامل سنة المجددين من لدن ابن مضاء إلى اليوم ، حتى إن بعض من حاولوا ذلك كان يكتفي بهدم العامل و لا يقدم بديلا ينتظم النحو ويعين على فهمه ودرسه وتدريسه "[1].
وبلغ الأمر بباحث مُحْدثٍ هو الأستاذ إبراهيم مصطفى أن يزعم أن تخليص النحو من نظرية العامل وسلطانها هو " خيرٌ كثير وغاية تقصد ، ومطلب يسعى إليه ، ورشاد يسير بالنحو في طريقه الصحيحة بعدما انحرف عنها آمادا ، وكاد يصدّ النّاس عن معرفة العربيّـة ، وذَوْقِ ما فيها من قوّة على الأداء ، ومزيّة في التصوير "[2] ، ثم هو ‍يتهم النحاة بأنهم في سبيل حرصهم على نظرية العامل أضاعوا حكم النحو ، ولم يجعلوا له كلمة حاسمة ، وكثّروا من أوجه الكلام ، ومن احتماله لأنواع الإعراب ، وأنهم كذلك أضاعوا العناية بمعاني الكلام في أوضاعه المختلفة : يقدرون العامل رافعا فيرفعون ، ويقدرونه ناصبا فينصبون ، لايرون أنه يتبع ذلك اختلاف في المعنى ولا تبديل في المفهوم[3].
وأعجب من هذا أن نجد نحويا شهيرا هو الأستاذ عباس حسن صاحب النحو الوافي ينص على أن العامل مشكلة " واضحة الأثر في تعقيد النحو ، وإفساد الأساليب البيانية الناصعة ، فليس خطرها مقصورا على المسائل النحوية بل تجاوزها إلى التحكم الضار في فنون القول الأدبي الرائع "[4]
وزاد بعض المحدثين على ذلك أن زعموا أن جذور ( العامل النحوي ) تعود إلى فكرة التأثير والتأثر الموجودة في المنطق الأرسطيّ الذي أُغرم به العرب في وقت مبكّر ، وقــد " تركت هذه الفكرة المنطقية ظلالها على عقول الباحثين من علماء النحو الذين نقلوها بدورهم إلى دراستهم "[5] .
وقد وجد هؤلاء الناقمون على ( العامل النحوي ) بغيتهم فيما سطّره العالم الأندلسيُّ الظاهريُّ الكبير ابن مضاء اللخمي رحمه الله في كتابه ( الرد على النحاة ) ، وطفقوا يبدئون ويعيدون فيما قاله ـ رحمه الله ـ ويتخذون منه حجة وذريعة إلى التشنيع على النحاة السالفين وكأنهم يقولون : وشهد شاهد من أهلها[6] .
وليس يزعمُ أحدٌ أن النّحاة معصومون ، ولا أن آراءهم تنزّلُ منزلة المقدّس من النصوص ، بل نحن نؤمن جميعاً أنّ نظريّة العامل وغيرَها من الأفكار النحْويّة ليست وحيا يوحى ، ولا هي آراء منزهة عن النقد بل مثلها ومثل القائلين بها ـ كما قال الخليل رحمه الله ـ  " مثل رجل حكيم دخل دارا محكمةَ البناء ، عجيبة النظم والأقسام ، وقد صحّت عنده حكمة بانيها بالخبر الصادق أو البراهين الواضحة و الحجج اللائحة ؛ فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال : إنما فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا ، ولسبب كذا وكذا ، سنحت له ، وخطرت بباله محتملةً لذلك ، فجائزٌ أن يكون الحكيم الباني للدار فعل لذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار ، وجائزٌ أن يكون فعله لغير تلك العلة … فإن سنح لغيري علّةٌ لما علَّلْتُهُ من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعـلول فليـأت بها "[7].
" إلا أننا مع هذا الذي رأيناه وسوغنا مرتكبه لا نسمح له بالإقدام على مخالفة الجماعة التي قد طال بحثها ، وتقدم نظرها ، وتتالت أواخر على أوائل ، وأعجازا على كلاكل ، والقوم الذين لا شكَّ في أنَّ الله سبحانه وتقدست أسماؤه قد هداهم لهذا العلم الكريم ، وأراهم وجه الحكمة في الترجيب له و التعظيم  … إلا بعد أن يناهضَه إتقانا ، ويثابته عرفانا ، ولا يخلدَ إلى سانح خاطره ، ولا إلى نزوة من نزوات تفكره "[8] .
" وأعتقد أنه ليس من العقل أن يعمد إنسان إلى علم تعاقب عليه آلاف العلماء تهذيبا وتنقيحا ، وسهرت عليه عقول الجبابرة الأعلام ، وتخرجت عليه آلاف الأجيال فيلغيه من الوجود لطائفة من الملاحظات أو المآخذ أخذها عليه ، وكان الأولى به أن يشتغل بتنقيحه وتهذيبه على الوجه الصحيح "[9] .
ولعلَّ من الأسباب التي أفضت إلى هذه الحملة الشعواء فهمَ بعض المحدثين القاصرَ لقضية العامل ، فقد ظنوا أن النحاة يرون هذه العوامل ( مؤثرات حقيقية ) تُحدثُ بنفسها الرفع والنصب والجر[10] ‍، وطفقوا يجمعون من كلام النحاة ما فيه نص على عمل شيء في شيء و يجعلون ذلك حجة لا تقبل الجدال على ما فهموه من كلام القوم .
ولو كانت نظرية العامل عند النحاة كما ظنها هؤلاء " لكانت هذرا يجب حماية العلم منه ، وحمقا يجب أن يطهر العقل من التفكير بمثله ، فليس من جد القول أن نقول إن هذه الألفاظ لها قدرة على الرفع و النصب و الجر ، لأنها ألفاظ ليست فيها هذه القدرة وليست لها هذه الطبيعة "[11] .
والذي عليه صفحة القول أن " العوامل في هذه الصناعة ليست مؤثرة حسية كالإحراق للنار و الإغراق للماء و القطع للسيف وإنما هي أمارات ودلالات "[12] ، و أن الموجد " لهذه المعاني هو المتكلم ، والآلة العامل ، ومحلها الاسم ، وكذا الموجد لعلامات هذه المعاني هو المتكلم ، لكن النحاة جعلوا الآلة كأنها هي الموجدة للمعاني و لعلاماتها ، كما تقدم ، فلهذا سميت الآلات عوامل "[13] ، " وإنما قالوا : لفظي ومعنوي لما ظهرت آثار فعل المتكلم بمضامة اللفظ اللفظ ، أو باشتمال المعنى على اللفظ وهذا واضح "[14] . فخلاصة الأمر إذن أن النحاة " جعلوا العامل كالعلة المؤثرة وإن كان علامة لا علة "[15]. وفرق بين أن يكون علةً مؤثرة وأن يكون كالعلة المؤثّرة .
فهم سيبويه للعامل …
وجدنا مما سبق أن الفهم المغلوط لقضية العامل أحدث هذه الحملة الشعواء على النحـاة ، ويحق لنا أن نتساءل الآن : مامفهوم العامل عند سيبويه ؟ هل كان يرى أن العامل مؤثر حقيقة فيما بعده ؟ أم كان له رأي آخر ؟
لابد أن أشير ابتداء إلى أن سيبويه ـ وشأنه في ذلك شأن كثير من النحاة ـ لم يصرح بشيء في هذه القضية ، كما أنه في مواضع كثيرة من كتابه كان يذكر لفظ العمل والعامل في سياق قد يوحي للناظر أنه يرى أن التأثير الحقيقيَّ في إحداث الحركة والإعراب هو لهذه العوامل … ودونك بعضاً من هذه النّصوص :
ـ " فحرف الاستفهام لا يُفصلُ به بين العامل و المعمول ، ثم يكونُ على حاله إذا جاءت الألف أولا ، وإنما يدخل على الخبر "[16] .
ـ " هذا باب الحروف الخمسةِ التي تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعده … وزعم الخليل أنها عملتْ عملين : الرفع والنصب "[17] .
ـ " وقال الخليل : إنما لا تعمل فيما بعدها ، كما أن أُرى إذا كانت لغــوا لم تعمل "[18].
ـ " وعلّته أن ما عَمِلَ في الأسماء لم يعمل في هذه الأفعال على حدِّ عمله في الأسماء ، كما أن ما يعمل في الأفعال فينصبُها أو يجزمُها لا يعملُ في الأسماء ، وكينونتُها في موضع الأسماء ترفعها كما يرفع الاسمَ كينونتُه مبتدأً "[19].
أمثال هذه النصوص أغرت ابن مضاء رحمه الله بأن يتهم سيبويه بأنه يرى أن العوامل مؤثرات حقيقية في المعمولات تحدث فيها النصب و الرفع و الجر و الجزم ، استمع إليه يقول منكرا على النحاة : " فمن ذلك ادعاؤهم أن النصب و الخفض و الجزم لا يكون إلا بعامل لفظي ، وأن الرفع منها يكون بعامل لظفي وبعامل معنوي . وعبروا عن ذلك بعبارات توهم أن قولنا : ( ضرب زيد عمرا ) أن الرفع الذي في زيد و النصب الذي في عمرو إنما أحدثه ( ضرب ) ؛ ألا ترى أن سيبويه ـ رحمه الله ـ قال في صدر كتابه : (( وإنما ذكرت ثمانيةَ مجارٍ ، لأفرِّقَ بين ما يدخلُهُ ضربٌ من هذه الأربعة لما يحدثُه فيه العـامل ، وليس شيء منها إلا وهو يزول عنه ، وبين ما يبنى عليه الحرف بناءً لا يزول عنه ، لغير شيء أحدث ذلك فيه )) فظاهر هذا أن العامل أحدث الإعراب وذلك بين الفساد "[20].
وهذا الذي زعمه ابن مضاء ـ رحمه الله ـ غير دقيق ألبتة ، فإن سيبويه قال : " ما يدخله ضرب من هذه الأربعة لما يحدثه فيه العامل " ولم يقل إن العامل يحدث شيئا من هذه الضروب الأربعة ، ومعنى كلامه ـ رحمه الله ـ أنّ العامل لا يحدث نصبا ولارفعا ولا جرا ولا جزما ، وإنما يحدث ( معنى تركيبيا ) تدل عليه هذه الضروب الأربعة . قال الصفار في شرحه على الكتاب : " معناه : للمعنى الذي يحدث فيه العامل ، فكأن الإعراب إنما يدخل للمعنى الذي يحدثه العامل ، وهو الفاعلية و المفعولية و الإضافة "[21].
تبين لنا إذن من نص سيبويه هذا أنه بريء من القول بأن العامل يحدث الإعراب ، وهو بذلك أشد براءة من القول بأن العامل يحدث العلامة الإعرابية .
وغاية ما يدل عليه نصه هذا أن العامل يحدث ( المعنى التركيبي الذي يدل عليه الإعراب ) .
ولكن هل كان سيبويه يقصد أن العامل يحدث بنفسه على وجه الحقيقة هذا المعنى التركيبي من الفاعلية أو المفعولية أو الإضافة ؟
كان يمكننا أن نزعم ذلك لو أننا اقتصرنا على كلام سيبويه في هذا الموضع ، ولكن وقفة مع نصوص أخرى تجعلنا نغير مسار تفكيرنا … لنتأمل معا هذه النصوص :
ـ " هذا باب الإضمار في ليس وكان كالإضمار في إن
 إذا قلت : إنه من يأتنا نأته ، وإنّهُ أَمَةُ الله ذاهبة . فمن ذلك قول بعض العرب : ليس خَلَقَ اللهُ مثله . فلولا أنّ فيه إضمارا لم يجز أن تذكر الفعل ولم تعمله في اسم ، ولكن فيه من الإضمار مثل ما في إنّه "[22] .
ـ " وقال امرؤ القيس :
فلو أنّ ما أسعى لأدنى معيشةٍ             كفاني ولم أطلبْ قليلٌ من المالِ
فإنما رفع لأنه لم يجعل القليل مطلوبا ، وإنما كان المطلوب عنده الملك ، وجعل القليل كافيا ، ولو لم يرد ذلك ونصب فسد المعنى "[23] .
ـ " وإذا أعملتِ العربُ شيئا مضمراً لم يخرج عن عمله مظهرا في الجر و النصب والرفع ، تقول : وبلَدٍ ، تريد وربَّ بلدٍ ، وتقول : زيدا ، تريد عليك زيداً ، وتقول : الهلالُ تريد هذا الهلالُ ؛ فكلّه يعمل عمله مظهرا "[24] .
النصوص هاهنا صريحة في أن سيبويه يجعل العمل للمتكلم .
وقد ذكر من قبل أن العامل يحدث المعاني التركيبية .
فهل ناقض سيبيويه نفسه ؟
إن من قواعد الأصوليين أنه يصار إلى الجمع بين النصوص ما أمكن ، ونحن هنا إذا أمكننا أن نجمع بين نصوص سيبويه وجب علينا المصير إلى هذا الجمع .
وللشيخ محمد عرفة رحمه الله تخريجات لطيفة في سبب إطلاق النحاة مصطلح العامل على الأدوات المختلفة مع تصريحهم وكون الحس شاهدا بأن المحدث للحركات هو المتكلـم ، وما أشار إليه ـ رحمه الله ـ   نافع لنا فيما نريد بيانه هنا ، وخلاصة ماذكـره :
1ـ الحركات دلالة على المعاني من فاعلية ومفعولية وإضافة ، وهذه المعاني لا تحدث إلا من وقوع الكلمة في جملة ، ومن مركزها فيها ، فمتى دخلت الكلمة في جملة حدثت فيها هذه المعاني . فدخول ( محمد ) مثلا في قولك : قتل محمد محمودا هو الذي جعل لها معنى الفاعلية ، وإذا نظرنا ما الذي أحدث هذا المعنى في التركيب وجدنا أنه الفعل (قتل) فارتباطه بمحمد على جهة الوقوع من مسماه جعله فاعلا ، وارتباطه بمحمود على جهة الوقوع على مسماه أحدث فيه المفعولية . وعليه فإن ما يسميه النحاة عوامل قد أحدث المعنى الذي اقتضى الإعراب .
وبناء على ماسبق نجد أن الفاعلية على سبيل المثال هي علة غائية للمتكلم من رفع الفاعل ، و قد قال الحكماء : العلل الغائية علل فاعلية في الواقع . فالفاعلية التي هي غاية المتكلم أثرت فيه وجعلته يفعل الرفع ، فهي علة فاعلة في فاعلية المتكلم الرفع ، فهي فاعلة الرفع بواسطة ، وفاعل الفاعل لشيء فاعل لذلك الشيء بواسطة ، لذلك صح نسبة العمل إليه .
2ـ المتكلم يحدث الرفع و الفاعلية بآلة هي هذه العوامل ، فهذه العوامل آلات في هذه الأحداث ، ومن سنة العرب أن ينسبوا الفعل إلى آلته كما ينسبونه إلى فاعله ، تقـول : قطعت السكين ، كما تقول : قطعت بالسكين .
3ـ هذا العوامل ليست عوامل في الرفع نفسه وإنما هي عوامل في وجوب الرفع ؛ فليست هي التي رفعت ونصبت وجرّت ، وإنما هي التي أوجبت هذه العلامات من الرفع والنصب و الجر . وهذا الإيجاب أثر لها ، و لا يتخلف عنها . وهو أثر لها بالمواضعة والاصطلاح … فهذه العوامل عملت فأثّرت وجوب الرفع والنصب أو الجر ، و المتكلم هو الذي رفع أو نصب أو جر ، وقول النحاة : إنّ هذه العوامل عملت الرفع من باب الاتّساع في العبارة ، والمراد عملت وجوب الرفع ، فهو على حذف المضاف كقول الله : (( واسأل القرية )) أي أهل القرية[25] .
وللدكتور البنا حفظه الله كلام نفيس ساقه على لسان سيبويه جاء فيه : " أما ما تراه في الكتاب من اصطلاح العمل ونسبته أحيانا إلى اللفظ أو إلى المتكلم فذلك شيء تواضعنا عليه ، رأينا أنه يحقق نوعا من الاختصار في التعبير . على أنك إذا وجدتنا في الغالب ننسب العمل لى اللفظ فذلك راجع إلى أننا معنيون بوصف الجملة وبيان ما بين أجزائها من العلاقات ، وفي الجملة تجد ترابطا بين الأجزاء على نحو قد يكون أوليا ، كما في العلاقة بين الفعل و الفاعل ، وبين الفعل و المفعول ، وقد تتعدد العلاقات في الجملة وتتداخل إذا كثرت القيود ، ولما كان من عملنا أن نبين الارتباط بين الأجزاء ، فقد اصطلحنا على أن الكلمة إذا كانت طالبة لغيرها وصحب هذا الطلب تأثير في الكلمة المطلوبة اصطلحنا على أن نسمّي هذه الكلمة الطالبة : عاملة ، والكلمة المطلوبة معمولةً لها نظراً لوجود العمل مع وجودها  وزوالِهِ مع زوالها ، فأمّا في الحقيقة فالأمر ما عرفت من قبل لا يعدو أن يكون عرفا لغويا "[26] .
الخلاصة إذن أن سيبويه رحمه الله يرى أن المحدث الحقيقي للرفع و النصب و الجر والجزم ومن ثم للعلامات الإعرابية هو المتكلم ، وأنه يطلق على الألفاظ أو المعاني مصطلح ( عامل ) لا باعتبارها الموجدة للإعراب أو علامته ولكن باعتبارها آلته أو علامة عليه أو مضامة له أو موجبة له أو طالبة لما بعدها أو علة غائية للمتكلم .
وأريد أن أقول هنا : إن كون المتكلم هو المحدث للإعراب و العلامة أمر معروف بداهة ، وما هو في حكم المسلمات و البدهيات لا يحتاج المرء إلى ذكره والاحتراز له كل حين .
ثم إنه لا مشاحة في الاصطلاح بعد فهم المعنى ، فإذا اصطلح النحاة على تسمية ما تلزم بعده الكلمة إعرابا معينا ( عاملا ) فلهم ذلك ، وليس لأحد أن يشنع عليهم بحجة أنه يفهم من ذلك أن الكلمات مؤثرة بذاتها إرادةً أو طبعا .
العوامل المعنوية …
هي عند سيبويه عاملان :
1ـ الابتداء وهو العامل في رفع المبتدأ
قال سيبويه :
ـ " وذلك قولك : فيها عبد الله قائما ، وعبد الله فيها قائما . فعبد الله ارتفع بالابتداء " [27].
ـ " وذلك قولك : زيدٌ كم مرة رأيتَه ؟ وعبدُ الله هل لقيته ، وعمروٌ هلا لقيته ، وكذلك سائر حروف الاستفهام ، فالعامل فيه الابتداء ، كما أنك لو قلت : أرأيت زيدا هل لقيته ، كان أرأيت هو العامل ، وكذلك إذا قلت : قد علمتُ زيدا كم لقيتَه كان علمتُ هو العامل فكذلك هذا ، فما بعد المبتدأ من هذا الكلام في موضع خبره " [28].
2ـ الوقوع موقعا يصلح للاسم هو العامل في رفع الفعل المضارع
قال سيبويه :
ـ " هذا وجه دخول الرفع في هذه الأفعال المضارعة للأسماء
اعلم أنها إذا كانت في موضع اسم مبتدأ أو موضع اسم بني على مبتدأ أو في موضع اسم مرفوع غير مبتدأ و لا مبني على مبتدأ أو في موضع اسم مجرور أو منصوب فإنها مرتفعة ، وكينونتها في هذه المواضع ألزمتها الرفع ، وهي سبب دخول الرفع فيها "[29]

descriptionمفهومُ العاملِ عند سيبويه Emptyرد: مفهومُ العاملِ عند سيبويه

more_horiz
شكـرا لك

بانتظار كل جديـد منك

مفهومُ العاملِ عند سيبويه 866468155

descriptionمفهومُ العاملِ عند سيبويه Emptyرد: مفهومُ العاملِ عند سيبويه

more_horiz
شكرا لك على الموضوع 
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
مفهومُ العاملِ عند سيبويه
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى