لا تـوجدْ نهاياتْ ، إنما هىَّ بدايـاتٌ مُـستمره ، تـولدُ فـبيدأُ شقائكَ ، تموتُ فـيبدأ حسابكْ ، تـذكرْ أنكَّ مخلوقٌ مِنْ ترابٍ وستعودُ إليهِ ولمْ يكنْ أصلكَ قردْ. هلْ عـرفتمْ إسمى ؟! بلدى مدينتى ؟ هـذهِ الفُرصـةُ الأخيره ، إنْ لمْ تـعرفواْ فـلنْ تعرفواْ أبداً ؟ وضعواْ شخصاً لمْ يُصبه منْ الأذى الكثير أمامَ المقودْ ومِنَ النافذتينِ أطلواْ عليهِ قائلينْ " أخبر رؤسائكْ أنَّ هذهِ عينه مما عندنا " كأننى قدْ رأيتَ تحالفَ الأبيضَ معَ الأسودْ فكونَّا شعارَ الكونغ فو ، إنطلقتْ السياره بأقصى سرعةٍ لها مثيرةً خلفها زوبعةً ترابيه وأنا أرقبها حتى إختفى صوتها تماماً ، وجدتُ يداً تربتْ على رأسى وصوتٌ يقولْ " لنْ تفهمَ الدُنيا أبداً " . ماذا يظنُ نفسه هذا المتحذلق ، ردَّ عليه فيشر " لا تحكم عليهِ الآن ، سنرى ما سيفعل" ، أشعرُ أنهمْ يجدوننى طفلاً مثيراً للشفقه ، مثيراً للسخريه ، لا يعرفُ أى شئ عن العالمْ وأنا أعى هذهِ الحقيقه تماماً ، يكفى أننى لا أعرف ماذا حدثْ قبلَ قليل . مدَّ فيشر يدهُ نحوى بفنجانِ شاى أخذتُ رشفةً منهُ ليبدأ قائلاً : -عندما أرسلتك للمطعمْ عرفتُ أنكَّ ستتغدى هُناكْ لذآ ذهبتُ وتغديتُ معَ عليوه وناقشنا خطتنا ، لإنكَّ عندما أخبرتنى أنهُ منْ قتلَ أسامه ، تعجبتْ فهوَ صديقى منذُ زمنٍ فرقنا العملْ و أصولهُ لن تجعلهُ يفعلُ مثلَ هذهِ الفعله ، أخبرتهُ بقصتكْ وأقسمَ لى بأنهُ لمْ يكنْ هوَ وعرفتُ أنَّ أحداً ما يحاولُ الإيقاعَ بيننا حتى يقتل أحدنا الآخر ويهربَ الآخر تاركاً المنطقه خوفاً من عائلة المقتولْ أو يطردهُ أهل المنطقه أنفسهمْ ، أنتَ تعرفْ أنهمْ مُهربينْ يخافونَ من الشرطه لكنهمْ فى الحقيقه مُهربين يعملونَ معَ الشرطه ، يعطونَ المقدم سياره ملغمه بالممنوعات فيصبحَ المقدمُ عقيداً فى اليومِ التالى ويعملونَ سنةً يهربونَ ويعطونه سيارةً أكبر فيصبحَ عميداً وهكذا وهكذا ، طلبواْ منى أنْ أعمل لحسابهمْ فأجلبُ لهمْ الأخبار و آخذُ منهمْ راتباً شهرياً وجلُ ما أفعلهُ هوَ هواياتى ، الفارقْ أننى أذهبْ إلى حماده البصاص وأحكى لهُ يومى بالتفصيل فـ يخبرهمْ بطريقته الخاصه ، يبيعونَ بعضهمْ لأجلِ المناصبْ ، رفضتُ عرضهمْ وأخبرتهمْ بأننى خسرتُ أصدقائى كلهم بسبب هذا العمل ، تقصواْ وعرفواْ أنَّ عليوه مِنْ (المزاجانجيه) الذينَ يودونَ منكَ أن تعملَ لصالحهمْ ، فقتلواْ أخاك ليستخدموكَ كـطُعمٍ والأذكياءُ هُمْ الطعمْ الأفضل دائماً لذا قررنا التحالف ومعرفةِ القاتل وهانحنُ ذا نعرفُ هويتهمْ . رشفَ بقيةِ فنجانه وإبتسم لى إبتسامه باهته ، "ولكنْ هو قالَ لى سأحضر لكَ وظيفه مُقابلَ أن تُخرجَ أخاكَ وأنتَ نائمْ " قٌلتْ . تنهد ثُمَّ قالْ " أنا طلبتُ منه قبلَ أن نفترقْ أنْ يعتنى بكَ فى حالة حدثَ مكروهٌ لى ، وقدْ كانَ يمزحُ معكْ لكنكَّ تأخذُ الأمورَ بجديه دائماً لذا فعلت ما فعلتْ لكنه كانَ يُثبتْ لى أنكَّ أحمقٌ لم تعرفْ الأصولَ يوماً وقدْ نجحْ ، الأوغاد الملاعينْ الذينَ كومناهمْ فى سيارةِ البوكسْ كخرافٍ ميته يراقبوننا دائماً وصوتكما دائماً عالٍ والشارع كُلهُ يصبُ عندَ حماده البصاص ، عندها إستغلواْ خطأيكما ليوقظاْ الفتنه ويفعلونَ فعلتهمْ المُنكره ، لكننا سبقناهمْ بخطوه والآن لنحزم حقائبنا ونرحل " نرحلْ ؟ إلى أين .. لمْ أعرفْ غير بيتنا وعزبتنا الصغيره يومًا . إستطردْ "وجدتُ بيتاً فى مدينةٍ ساحليه وستعملُ فى قريةٍ سياحيةٍ هُناكْ لتتعلمْ قليلاً وتعرفَ الدُنيا ، لا شئَ يربطنا هُنا " وأكملَ بلهجةٍ حزينه "خصوصاً بعدَ موتِ أُسامه" . إحتضنَ عليوه و تهامسواْ بلهجاتٍ تحملُ وداعاً وتصوياتٍ ويطبطونَ على ظهورِ بعضهمْ البعضْ ، تركهُ فيشر ودخلَ للبيت ووجدتُ نفسى فى مواجهةِ رجلٌ جديد ٍ لمْ أعرفه يوماً ، كُلُ ما عرفته هوَ المدمن المتعاطى وأنا الآن أمامَ رجلٌ عليهى هالةُ من الهيبه ، إقتربْ وقالْ"أنتمْ ستسافرونَ وستتعلمُ كثيراً فـ السفر ، عائلتى ستحمينى وربما أزوركمْ بين الحينِ والحينْ سأتصلُ بكَ كثيراً ولا تخبرْ بيشور بهذا " . لماذا لا أخبرُ بيشور ! هل يمزح معى ! أمْ أنهُ إختبارٌ آخر ! "سأخبره" قلتْ ، وبعدها تداركتُ كمْ كنتُ طفولياً جداً ومكشوفاً للغايه حينَ أخبرته بهذا . صحيحٌ أننى سأخبرهُ ولكنْ يجبُ عليَّ أنْ لا أجعلهُ يعرفْ بهذا ، طأطأتُ رأسى خجلاً وحينها ضحكَ بشماته أو سخريه ، لا أعرفْ . وأدارَ ظهرهُ وحملَ سلاحهُ كالحقيبه على ظهره رابطاً حزامه على كتفه ، ولم أتذكر بعدها إلَّا ظهره ومشيته المُختاله . صوتُ يأتى منْ بعيدْ ينادى ، يقتربْ ثُمَّ يقتربْ ثُمَّ يقتربْ .. أفزع ُ فيضحكْ علىَّ "أينَ ذهبت؟" قال سائقُ التاكسى . يُكملْ "لقدْ وصلنا ، أتنزلُ لترى أخيكَ ثم تأتى أمْ نرجعْ حالاً ؟ " . رددتُ عليهِ بلهجة مُستنكره " من قال لكَ أننى سأرجع ؟ " . " المعلمْ عليوه أخبرنى أنهُ بعدما أوصلكَ إلى هُنا يجبُ علىَّ أنْ أقلكَّ إلى قريةٍ سياحيةٍ قريبه " . نزلتُ غاضباً وصفقتُ البابَ خلفى ، هذا النتن فعلها مرةً عندما قُتلَ أسامه ومرةً عندما قُتلتْ المليونيره والآن أيضاً ، إنهُ يحفظنى تماماً . هوَ صديقُ فيشر ، أتراهُ يلعبْ بى هذهِ المره أمْ أنهُ جدىٌ تماماً بسبب أننى ضغطتُ عليه ! يـاإلهى ! أنزل بكفِ يدى على السياره فتظهر أصابعى الخمسه مرسومةً فى وسطِ التراب العالق بجسدٍ سيارةِ التاكسى ، أشعرُ بصداعٍ شديدٍ يكتنفنى وأنَّ أشعة الشمسِ صارتْ كلهبِ نيرانٍ مستعره يكوى فروةَ رأسى كياً ، ياالله لمَّ يحدثُ هذا لى ! أشعرُ بأن السماءَ تدور والأرضُ زادتْ سرعتها ، أشعرُ بأنَّ قدماىَّ لم يعودا يتحملانِ ثقل جسدى وأننى أهوى فى بئرٍ بلا قاعْ يردد صدى صوتى الذى ينخفض تدريجياَ : سأستيقظ ويرجعُ كلُ شئٍ لطبيعته ! أنا أحلمْ ، سأستيقظ ، سأستيقظْ ، سأستيقظْ . - تمت- الفصـلُ الأخـيرْ ، هييـيح تركتْ النهايـه مـفتوحـه لرُبما أكُـملهاآ فـى وقتٍ لاحقٍ كـنتْ متخيلْ إنـواْ كـتابة روايه قصيره أمرٌ سهـلٌ لكـنه لمْ يُكـنْ كذلكْ البته ! شُـكراً هـازو تشان صـاحبة فِكـرةْ المُسابقه وآكـا الدينامـو تـاع المُنتدى اللى تـردْ على فـصولِ روايتى أولاً بأولْ شـكراً يوسا تشانْ على دعمـها فى الفصلِ الأولْ طبعاً هـذا الفصلُ الأخـير سـأجيبُ على أياً مِنْ أسئلئتكمْ لتـوضيحِ نقطه أو تفسير كلمه أو تلخيص للأحداث ، سأفـعلُ ما يجبُ فعله دُمتـمْ بخير ، فـى أمانِ اللـه --- [ الفصول السابقة ] الأغبياء وحدهم هم الذين لا يصيبهم الشك ! (الفصلُ الأول) الأغبيـاءُ وحدهمُ هُمُ الذينَ لا يصيبهمْ الشكْ ! (الفصل الثانى) الأغبيـاءُ وحدهمُ هُمُ الذينَ لا يصيبهمْ الشكْ ! (الفصل الثالث) الأغبيـاءُ وحدهمُ هُمُ الذينَ لا يصيبهمْ الشكْ ! (الفصل الرابع) الأغبيـاءُ وحدهمُ هُمُ الذينَ لا يصيبهمْ الشكْ ! (الفصل الخامس) الأغبيـاءُ وحدهمُ هُمُ الذينَ لا يصيبهمْ الشكْ ! (الفصل السادس) |