اليوم جُمعه وهذا اليومُ يوم السوقِ فى الصباح وباقيه يقضيه جُلُّ أهلِ المدينه فى الراحةِ والإستجمامْ . مالذى ينويه فيشر فى هذا اليومِ المُقدس ، يـاإلهى هل ينوى الذهابَ للإنتقامِ مِنْ متعاطى الماريجوانا . إسترها ياالله . إتكأتُ على نطعٍ مصبوغٌ بلونِ جذوعِ الشجر منتظراً ما سيئولُ إليه القدر .. بعدَ دقائق نادىَ علىَّ "سيسألكَ وإنْ سألكَ حماده البصاص فأخبره أنكَّ لم ترَ شيئاً ، عرفتَ كُلُ شئٍ بعدما استيقظتْ" أجبتْ "حاضرٌ" . لوحَ بيدهِ إن أذهبْ وإستلقى على جنبه لأخرج أنا مِن البيتِ قاصداً مطعماً للوجبات الشعبيه وعدتُ حاملاً مفرشاً بلايستيكاً ملئٌ بغداءٍ يكفى لإشباع شخصٍ واحدْ ، بالطبع فلقدْ تغديتُ هناكْ على حسابه ، لا أتحملُ البقاء بمعدةٍ فارغه وجسدى النحيل سيعصي أوامر عقلى . شخصٌ ذو مـنظرٍ بشعْ ، يبدو على وجههِ أماراتِ المال الحرام ممتلئ الجسدِ لا تعرفُ لبشرتهِ لوناً يقفُ على قارعةِ الطريقِ فى وقتٍ لا يجبُ أنْ يخرجَ فيهِ أحدٌ منَ البيت ، إنْ لم تكنْ تأكلْ فلتنمْ ، فى وقتِ القيلوله لا تخرج فقط . "سلامُ عليكمْ" قلتْ . - وعليكُم السلام ورحمةُ الله ، البركه فيكمْ . - "البركه فى دينِ سيدنا مُحمدْ " قُلتُ وأنا أطوى الأرضَ طياً . - مـاذا حدثَ لهُ ؟ أقصدْ كيفَ ماتْ . تباً لشخصيتكْ النتنه ، كيفَ تنامُ الليل ولسانُكَ يودى بأبناءِ جلدتكْ إلى المعتقلاتْ فلا يُسمع عنهمْ ولا تُرى جثثهمْ . رددتُ بإقتضابْ "لا أعرفْ " ، تـضايق قليلاً لاحظته بطرفِ عينىَّ يتململ ثُمّ رفعَ صوتهُ "اليوم بالذهبْ غداً بالمجانْ ، سأعرف عاجلاً أمْ آجلاً " . أدخلتُ يدى فى شباكٍ صغيرٍ فى البابْ بجانبِ الريتاج و فتحتُ بابَ بيتنا ، وضعتُ الغداءَ أمامَ الصغيره الجالسه كتمثالِ بوذا ورحتُ أسترجعُ معلوماتى ، لماذا أمرنى فيشر بعدم إفشاءْ السرِ المُقيتْ ! لماذا يسعى البصاص لمعرفة كلِ شئ ! لماذا ! فى مدينتى الصغيره ، يتطوعونَ للغُسلِ والتكفين والدفنِ مجاناً لذا لا حاجةَ للأوراقِ ولا لأقسامِ الشُرطه ، جُلَّ ما تحتاجهُ هو شهادة وفاه و حفره صغيره عليها شاهد فوقَ رأسكْ ، لا شوادر عزاء ولا قُراءْ يصدحونَ بآياتٍ مِنَ الذكِرِ الحكيمْ لأنَّ منْ حضر فقدْ عزَّى ولقدْ أخبرهمْ فيشر هذا . إذا عرفتْ الشِرطةُ الحادثه لأقامتْ الدنيا وأقعدتها ولسجنتْ البرئ و برئت المُجرمْ ، دائماً هكذا . وحماده شخصُ بصاصْ ، يُعلمهمْ بالسئ مِنَ الفعلْ . أذانُ العصرِ ، أيقظتهُ بهدوءْ مِنْ قيلولته ، أحياناً أُفكرُ بأنهُ لمْ يوقظنى يوماً براحه ولمْ يُخفضْ صوته عندما أكونُ نائماً ، أفكرُ بالإنتقامْ أحياناً لكنْ عندما أتخيل عيناهُ وهوَ مستيقظٌ بعدَ نومةِ قيلوله أتراجع عنْ قرارى فوراً ، توضأ وأوصانى أنْ ألحقهُ بسرعه ، خـطوتُ داخل بيتَ الخُبثِ والخبائثْ ، سمعتُ جلبةً وأصواتاً وسياراتٍ و أعيرةٍ ناريه ، صوتُ أختى تصرخ و ... لمْ أعدْ أحتمل ، فضـولى يقتلنى وعندما وقعتْ عيناى على المنظر المهولْ أسرعتُ لأقفز بجسدى النحيلْ فوقَ مزيجٍ مِنَ الأشخاصِ الذينَ يرتدون الأزياء الرسميه للشرطه وآخرون يرتدونَ مثلَ مُدرسى أسامه يحاولون الإمساكْ بـ فيشر لكنهمْ لم يحكمواْ وثاقه رغمَ عددهم الكبير وهوَ شخصٌ واحدْ ، كانَّ ثوبه الأبيضْ وجاكيته المموه مُضرجٌ بالدماءْ وكـانَ جلياً أنهُ بصحةٍ جيده ولا تبدو الإصابةَ منهُ خلفهمْ كانَ متعاطى الماريغوانا يحملُ سلاحاً خرطوشاً ذو وجهينِ ويطلق النار على الكُلِ بلا إستثناءْ وجدتُ فيشر يقفز على ويضمنى نحوَ صدره ويعطى النارَ ظهرهُ حتى سمعتُ صوتُ أنفاسهِ المتقطعه كأنمَّا هوَ خارجٌ منْ مسابقةِ عدوٍ شرسه وسمعتُ صوتَ الآهات والتنهدات وصوته الرفيع يقول " قُمْ بيشور ، لقدْ سقطواْ ! " . فكَّ فيشر يديه منْ حولى وأستلقى على ظهره وبدأ يخلعُ جاكيته المموه ثُمَّ ثوبه المضرج بالدماءْ ليظهرَ جسده القوى فوقهُ جاكيتُ أسودْ على ما يبدو لى أنهُ صُديرى بدونِ أكمامْ ، لونه أسود وفيه لمعانُ ذهبٍ أو فضه عرفتُ عندما أمعنتُ النظر أنها رصاصاتٌ مِنْ تلكَ التى تتواجدْ داخل طلقات الخرطوشْ وقال بصوتٍ متحشرج " الحمقى كثيرونْ فى هذا العالمْ ياعليوه" ، عليوه وبيشور ! هل ينادونَ بعضهمْ كأنهم أصدقاءْ منذُ الطفوله أمْ تهيألى ! "إذهبْ يافتى وأحضر برادَّ الشاى من الداخل" قال فيشر . مصدوماً جررتُ قدماى للداخل جالباً برادَّ الشاى و عندما خرجتُ وجدتهمْ يلقون بالرجالِ داخلَ سيارة شرطه لونها كلون الليل ليست زرقاء لكنها قريبه من ذلكَ اللون ، لمْ يقتلهمْ الرصاص لإنَهمْ يرتدونَ ما كان يرتديهِ فيشر قبلَ قليل ، كانَ حماده البصاص وكثيرٌ مِنَ أبناءِ جيراننا ضمنهمْ ، باعواْ جيرانهمْ مُقابلَ مبلغٍ بخس ، مِثلُ هؤلاءِ الأشخاصْ هُمْ السببْ فى جعلِ الأقلامِ الجبانه تكتبُ عنَّا ما يعرفهُ رؤوس المصالح الحكوميه وبقية الشعبْ المُغيبْ ، إنَّ فى البيان لسحراً . وضعواْ شخصاً لمْ يُصبه منْ الأذى الكثير أمامَ المقودْ ومِنَ النافذتينِ أطلواْ عليهِ قائلينْ " أخبر رؤسائكْ أنَّ هذهِ عينه مما عندنا " . - يُـتبعْ - كـالعاده ستجدونَ كلماتٍ ربما لن تفهـونها أو أشياءٍ لا تعرفونَ مقصدها ، لذا لا تترددواْ بالسؤالْ عنها . تبقى فصلٌ وحيدٌ ، الفصلُ السابعْ إنقشاع السُحبْ وبدايةِ شروقِ الشمس حيثُ لا غُموضْ . دُمتمْ بخـير |