تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الفصل الثاني : أشعر بهم .. يتوغلون في أضلعي ..! كان جوهان جالسًا على أريكته المفضلة .. يرتدي قميصه مفتوحَ الأزرار .. وينظر إلى أحجار الشطرنج أمامه .. جوهان في الخامسة والعشرين من عمره ,, يعمل محققًا في قسمِ شرطةِ العاصمة .. لكنّه يشكو من عدة اعتلالاتٍ نفسية .. كان عقله مريضًا بالرغم من عبقريته الفذة .. عاجزٌ عن تكوين الصداقات .. منعزلٌ عن البشر قدر الإمكان .. يعيش وحيدًا في منزله .. يأكل حين يجوع .. أما باقي وقته فيقضيه في قراءة الكتب وكتابة الألغاز وحلها .. أما عن عمله .. فهو في الحقيقة يتصل بمركز الشرطة كلما علم بأنهم يحتاجون إليه .. لقد نسي أصدقاؤه شكله بالفعل ! فهو منغلقٌ للغاية منذ أن تم قتل عائلته بأكملها في حادثٍ مرعب .. لأنه تدخل في شؤون إحدى المافيات .. لكنَّ أحدًا لم يصدقه عن تلك المافيا .. لعدم وجود الأدلة الكافية .. فقرر أن ينخرط في عالمٍ يناسبه .. أن يفكر في تلك القضية .. هو على هذه الحالة منذ ثلاثِ سنواتٍ بالفعل .. لكنّه على الرغم من ذلك إنسانٌ لا يمكن للشرطة الاستغناء عنه .. فهو أذكى محقق مرَّ عليهم ! كان لجوهان عادةٌ غريبة .. كلما أمطرت .. خرجَ من المنزل ليقف في الشارع ويبدأ بالبكاء ..! وها هي بالفعل تُمطرُ بغزارة .. وقد خرج ليعيد مسلسل بكائهِ المعتاد .. لكنّه قال هذه المرة .. " أشعر , أشعر بهم .. يتوغلون في أضلعي ,, إنّهم في اليابان فعلًا ..! هذه المرة لن يفلتوا من قبضتي .. لن يفلتوا مني !! " ... في صباح اليوم التالي .. استيقظت هيلين منزعجةً من صوت المنبه ! لم يرق لها أبدًا .. الحياة في الفنادق لا تناسبها .. فهي لم تعتد على هذه الأجواء اللطيفة ..! - أوووه فلتخرس فقط ! أمسكت الساعة ورمتها على الحائط .. - إلى الجحيم أيها المنبه المغفل !0_0 ارتدت هيلين ملابسها وتوجهت إلى مهمتها في المراقبة .. أعطاها جاك عنوان كلارا كي تستمر هي في مراقبتها .. وهذا ما حدث بالفعل .. بقيت هيلين تراقب كلارا أينما ذهبت .. حتى صارت الساعة 2 ظهرًا وبالتحديد في جامعة كلارا .. حيث شعرت هيلين برغبة في غسل وجهها فتوجهت إلى دورة المياه .. ولكن المفاجأة أنّها قبل أن تدخل دورة المياه تلك هددها أحدهم بسكينٍ يحمله .. كان ذلك " البودي جارد " أو حارس كلارا الشخصي .. كان رجلًا كله عضلات .. يفوق هيلين في الوزن والطول .. وربما القوة .. أو هذا ما يبدو عليه الوضع ! تظاهرت هيلين ببراءةٍ أنثوية قبل أن تقول : من أنت ؟ أفلتني .. سأصرخ وأجمع عليك الجميع ! - لا تتغابي .. لقد كنتِ تراقبين كلارا .. لقد شاهدتكِ تلتقطين الصور لها ! - لا أنت مخطئ .. أنا معجبةٌ بها فحسب ,, حلمي هو أن أكون صديقتها .. أفلتني الآن ! - لحظة .. سأفلتك بعد أن أجري هذا الاتص ... وقبل أن يكمل الحارس جملته .. كانت سكينه ذاتها قد قطعت شريان رقبته .. بحركةٍ خفيفة من هيلين .. من حسن حظها أنها كانت ترتدي قفازها .. وإلا لتركت بصماتها ! نظرت هيلين إلى الدماء وقالت : آآه لماذا عليَّ أن أبدأ مهمتي بقتلِ عجوز ! .. حسنًا هو يستحق ما حدث له .. لقد تمادى كثيرًا تبًا له ! أووه ثيابي مليئةٌ بالدماء ! دخلت هيلين إلى الحمام وبقيت هناك حتى وصل جاك وناولها ثيابًا جديدة .. غيرت ملابسها وخرجت .. - ما كان عليكِ قتله ! سيأخذون حذرهم الآن ! - انتظر وسترى ! - ماذا ستفعلين ؟ - سأتخلص من الجثة .. - كيف ؟؟ - أين هي سيارتك ؟ إنها وراء هذا السور بالضبط .. - حسنًا سنرفعه من على السور ونضعه في السيارة ثم ندفنه في الليل .. اتفقنا ؟ - ماذا ؟؟ هل جُننتِ ؟؟ كيف سنرفع رجلًا بهذه الضخامة كل هذه المسافة ؟ - انتظر قليلًا هنا .. غابت هيلين مدة خمس دقائق وعادت .. - ما هذا أيتها المجنونة ؟ - إنها بكرة .. سرقتها من أحد مستودعات هذه الكلية ! سنرفعه بمساعدتها ! وعلى الجانب الآخر من الحائط : - هل رأيت يا جاك ؟ - مذهلةٌ بالفعل ! مع أنّ تشاد ليس سوى والدكِ بالتبني .. إلا أنكِ تشبهينه كثيرًا عندما يتعلق الأمر بهذه الخدع ! - ماذا تتوقع ؟ لدي شهادةُ في العلوم الصيدلانية أيضًا ! لقد حرص تشاد على أن أحصل على أفضل تعليم .. وهذا ما حدث بالفعل ! أنا على عكسكم .. حصلت على التعليم ! صمت جاك للحظة قبل أن يجيب : لا تعتقدي بأنكِ الأذكى ... ستندمين حينها يا فتاة ! - تبًا لك أنا أمزح فقط .. أيها العبقري .. ! - لكِ هذا ! آه .. يبدو أنّ المحاضرة انتهت .. وكلارا ستذهب إلى المسبح بالفعل .. سأتبعها إلى هناك .. اسمع .. فلتبقَ على اتصالٍ معي .. إلى اللقاء الآن ! - إلى اللقاء ,, ... بالفعل .. توجهت كلارا إلى المسبح .. لكنّ مزاجها لم يكن جيدًا .. فأجبرت رفيقاتها على تغيير كل المخططات والذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات .. - لماذا يا كلارا .. لقد اتفقنا على السباحة ! - ماذا ؟ هل لديك أيه اعتراضات ..؟ يا ألينور ؟ - سئمتُ هذه الطريقة في التعامل معنا .. نحن لدينا أموالنا أيضًا .. أنا لا أريد أن أكون ذيلًا لكِ يتبعكِ حيثما ذهبتِ ! أنا لي شخصيتي ..! - كنتُ أمزح فقط :( ..! - كلارا .. عليكِ أن تعلمي أنّ للمزاح حدودًا ! أنا ذاهبةٌ الآن ! .. ... جلس جاك على كرسي في حديقة ٍ جميلة .. كان ينتظر الأوامر .. أراد إشعال سيجارته .. لكنه سعل بشدة .. فأتلفها بين يديه .. وقال : تبًا .. لم أعد أتحمل التدخين ! لستُ مجبرًا على ذلك ! .. صمت لدقيقة .. قبل أن يخرج سيجارةً أخرى ويشعلها ويبدأ التدخين .. كان يتحدث إلى نفسه .. ويتذكر ما مرَّ به في الماضي .. جاك ذو شخصيّةٍ مرحةٍ للغاية .. لكنه غامضٌ للغاية أيضًا .. ! لا يتحدث عن نفسه كثيرًا .. لا يتحدث سوى إلى من يثق بهم .. وعلى ما يبدو هو لا يسعى ليتزوج من هيلين .. بل هو الآخر لديه أموره الخاصة ..! * ذكريات * - كنتُ أقف هناك على قارعةِ الطريق .. عائدًا من كليتي في يومٍ ماطر .. بعد أن أنهيت دراستي في زمنٍ باكرٍ نظرًا لعبقريتي .. قررت أن أركض وراء شغفي .. العمل مع الشرطة ! لطالما أردت أن أكون محققًا ! .. لكنّ والدي رفض ذلك بشدة ! رغم أنه محققٌ أيضًا ! .. وصلت سنتي الثامنة بعد العشرة .. وبدأت دراسة البكالوريوس .. الهندسة ! .. كنت سريعًا للغاية في الإنجاز .. طبعًا ! هذا لأنني وأنا على مقاعد المدرسة المتوسطة والثانوية .. بدأت بتعلم الهندسة من الإنترنت ..! حصلت على البكالوريوس في مدة سنتين فقط ! .. والتحقتُ بعدها بكلية الشرطة .. كنت بارعًا للغاية ! .. حتى حان ذلك اليوم الماطر ! .. الذي رأيتُ فيه جثة والدي ملقاةً على أرض منزلنا ! .. يا للبشاعة ! لقد قطعوا رأسه ! وبجانبه جثة والد صديقي ! لا لحظة ! هناكَ امرأةٌ وفتاةٌ أيضًا ! أمي أيضًا بينهم ! أصبتُ بجنونٌ مؤقتٍ وتوجهتُ إلى غرفتي ! لا أعلم أهو الإلهام الذي جعلني أفتح الإنترنت ؟ وجدتُ رسالةً من حسابِ والدي .. مفادها أنّهم عثروا على الفتاة التي كانوا يبحثون عنها .. تدرس في الولايات المتحدة .. طالبةٌ في كلية العلوم الصيدلانية ..! وصورتها .. أوه ! جميلةٌ للغاية ! .. أهي حقًا من كانوا يبحثون عنها ؟ لحظة ! أين هو صديقي ؟؟ ألا يعلم بموتِ عائلته ؟! ما الذي يحدث هنا ! .. تذكرت ما أنا فيه وهرعتُ إلى روحي أبكي وأشكي ! * نهاية الذكريات * ... - آآآه ألم تملي بعدُ يا كلارا .. أريد العودة إلى المنزل .. أنتِ تشترين الكثير ! - الشراء هو أجمل شيءٍ يا بنات .. تخيل نفسكَ تمتلك كل هذه النقود ولا تنفقها ! لمَ لا نعيش فقط ؟ - لكن علينا العودة فنحن قد تأخرنا بالفعل .. إنها الخامسة يا عزيزتي ..! كانت كلارا تنظر حولها بشغف .. كفتاةٍ في العشرين من عمرها .. كانت تعشق ما يسمونه بالتسوق .. صمتت كلارا للحظة .. * من هذه الفتاة الجميلة ؟ إنّها المرة الثانية التي أراها فيها .. أرغب حقًا في الحديث إليها * كانت هيلين جالسةً تحتسي كوبًا من القهوة .. حين تركت كلارا رفيقاتها في حيرةٍ من أمرهنَّ وتوجهت إلى الطاولة التي تجلس عندها هيلين في المركز التجاري .. - إنّها ليست المرة الأولى التي أراكِ فيها .. أيتها الآنسة ..! - أهلًا .. ماذا هنالكَ ؟ - أنا .. أنا .. من ذاك الشاب الذي كان معكِ البارحة ؟ اتسع بؤبؤ هيلين من الصدمة وتذكرت ما كان يقوله جاك عن احتمالية أن كلارا كانت معجبةً به ! ضحكت بشدة لدرجةِ أنها أمسكت بطنها من الألم ! - إنّه مجرد صديق .. أو ربما يمكنكِ اعتباره مساعدي ..! - ياااه يعني ليس حبيبكِ؟ - إنه لا يعجبني أصلًا ..! - هل يمكنني الحديث معه ! نظرت هيلين بقسوةٍ إلى كلارا التي بقيت تحدث في عينيها .. ثم قالت : أووه .. نعم يمكنكِ .. ابتسمت كلارا ابتسامةً مستفزة .. وقالت : أنا لم أسألكِ عن اسمكِ يا آنسة .. - اسمي هو هيلين .. ماذا عنكِ ؟ - كلارا .. هذا هو اسمي .. - كم عمركِ يا كلارا ؟؟ - 20 عامًا .. - هذا مثيرٌ حقًا .. أنا أيضًا في عامي العشرين ..! - حقًا ؟؟ ماذا تدرسين ؟؟ - لدي شهادةٌ في العلوم الصيدلانية .. أنا بالفعل تخرجت منذ مدة ..! من دولةٍ أخرى .. - سوباراشي *_* ..! أنا طالبةٌ في كلية الأعمال .. - هذا جميلٌ أيضًا .. لماذا تركتِ رفيقاتكِ ؟ - هيلين تشان .. أنا معجبةٌ بكِ ..! احمرَّ وجهُ هيلين خجلًا قبل أن تجيب ..: ما الذي يعجبكِ ؟ - أنتِ جميلةٌ وهادئة .. وتبدين كالكبار رغم أنكِ صغيرة .. لطالما أردتُ أن أبدو هكذا ! - أنتِ حمقاء يا كلارا .. أتعيشين بهذه النفس الجميلة .. وتتمنين أن تكبري ..؟؟ أنا سأسبقكِ في الوصول إلى الشيخوخةِ فقط .. هذا كل ما في الأمر ! - هل لي برقم هاتفكِ ..؟؟ صمتت هيلين للحظة .. وفكرت في داخلها : " يا لها من حمقاء ! هذا أسهل مما توقعت .. إنها غير حذرةٍ بالمرة .. حتى أنها لم تنتبه إلى فقدانها لحارسها الشخصي ! " - نعم .. سجلي عندكِ .. - والآن عذرًا عليَّ الذهاب .. رفيقاتي سينزعجن مني .. أتعلمين يا هيلين .. أنا عفويةٌ للغاية في تصرفاتي .. - هذا ما يبدو عليه الأمر ..! - لكن الجميع يكرهني لأنني صريحة .. ومزاحي ثقيل .. أنا أحب رفيقاتي .. لكنني أحيانًا أكون مغرورة .. - تصرفي على طبيعتكِ فقط .. اذهبي الآن كي لا تزيدي من انزعاجهنَّ ! ... - إذن ستذهب يا كيفين ؟ - نعم يا بيانكا .. لن أسمح لجاك أن يبقى مع هيلين ..! - هل تكن لها المشاعر ؟ - لا أعلم .. المهم ألا أدع جاك سعيدًا معها .. - ههه توقعت ذلك .. أنتَ فقط تقوم بكل شيءٍ لإغاظة جاك .. لماذا تكرهه ؟؟ - هذا ليس من شأنكِ ..! ثم أنتِ مثلي .. تسيرين في جنازة من تقتلينهم .. أنتِ خطيرةٌ للغاية ! - ههه نعم لهذا كنتُ أريد الذهاب في المهمة التي أرسلوا هيلين لتقوم بها ..! - تريدين الصراحة يا بيانكا ..؟؟ - نعم ؟ - أنتِ لا تليقين بهذه المهمة .. أنتِ متعفنةٌ من الداخل ..! أما هيلين فبالرغم من قسوة ما مرت به .. وقتلها للكثيرين .. إلا أنني أشعر كلما نظرتُ إليها .. بأن كل ذلك خارجٌ عن رغبتها .. إنها كطفلةٍ صغيرة .. تريد أن تأكل مقابل خدماتٍ تسديها للآخرين .. من سوء حظها أنّ تشاد هو أول من قدم إليها كسرة خبز ! .. - أنت وقح ..! - سأقتل جاك ..! - ما شأن هذا الموضوع ؟ - هل ستساعدينني ؟ - هل هذا سؤال ؟؟ بالتأكيد -0_0- ..! نهاية الفصل .. شخصيات ظهرت في هذا الفصل : بيانكا .. 26 عام جوهان .. 25 عام بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيمِ .. السّلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته .. كيف الحال جميعًا ؟؟ أتمنّى أن تكونوا على خيرِ ما يرامُ .. والآن .. ها أنا ذي أنهيتُ الفصل الثاني والحمد لله 0_0 .. لا أصدق أني تابعت الكتابة .. هذه مشكلة ههه لأن الامتحانات اقتربت .. أو الأصح أن أقول أنّي فعلًا بدأت الامتحانات وللتو أنهيت دراسة اليوم والحمد لله .. دعواتكم لي أعزائي .. لن أنقطع عن الكتابة خلال الامتحانات .. سأخصص لها وقتًا إن شاء الله .. الطقم الرائع من تصميم الرائعة غموض .. فشكرًا لها .. إنها تدعمني بالفعل وشكرًا لجميع من يتابعني ولو بصمت .. رضاكم يهمني بعد رضاي بالتوفيق جميعًا ..! لقراءة الفصل السابق : |.. هل تراني أخطأت ُ ؟! ..| || .. الفصل الأول .. || أنا حقًا محظوظةٌ ..! |