الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، خلَق آدمَ بيده وسوّاه، ثم تاب عليه واجتباه وهداه، - سبحانه - وبحمده، لا هاديَ لمن أضلّ، ولا مضلّ لمن هداه، وأشكره على سوابغ نِعَمه وجزيلِ عطاه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، ولا نعبدُ إلا إياه، وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله ومصطفاه، صلى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا لا حدَّ لمنتهاه.
أما بعد: أيّها المسلِمون، ومِن مِواقفِ التأمّل والتدبُّر في هذا العصر في علومِه ومعارفه وإيمانيّاته وانحرافِه ما طبِعَ فيه على قلوبِ بعضِ الأغرار الصِّغار أُغيلِمَة الضلال والزيغ ممَّن ينتمون إلى الإسلام وأهل الإسلام وديارِ الإسلام، يعيشون حياةَ الاضطراب والحَيرة والتبرُّم والقلَق والتشرّد والهروب والإرهاب (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125].
فئةٌ ضالّة، سُفهاء الأحلام، حدَثاء الأسنان، قليلو البِضاعة في العلم، أهلَكوا أنفسَهم، وأفسدوا في ديارهم، ومكَّنوا لأعداء الدّين، وروَّعوا الآمنين، وفتَحوا التمكينَ للمتربِّصين ومن في قلوبهم مرَض. وَيحَهم، هل يريدون جرَّ الأمّة إلى ويلاتٍ تحلِق الدينَ وتزعزِع الأمنَ وتشيع الفوضَى وتحبِط النّفوس وتعطِّل مشاريعَ الخير ومسيرةَ الإصلاح وعِزَّة الدين؟! هل يريدون أن يذلَّ الأحرار وتُدَنَّس الحرائر ويخرج الناسُ من ديارهم؟! هل يريدون أن يكثُرَ القتل والهرجُ وتضطرِبَ الأحوال وتنتَهَك الحرُمات وتتفرَّق الناس في الولاءاتِ وتتعدَّد في المرجعيّات حتى يغبِطَ الأحياءُ الأمواتَ كما هو واقعٌ ـ مع الأسف ـ في بعض الدِّيار التي عمَّتها الفوضى وافترسَها الأعداء؟! يريدون إثارةَ فِتن وقودُها الناس والأموال والثمراتُ، ونِتاجها نَقصُ الدّين ونَشر الخوف والجوعِ والفرقة، ولكن لن يكونَ ذلك بإذن الله وحولِه وقوّته، فأهلُ العلم والإيمان ورجالاتُ المجتمع وقادَة الأمّة لن تسمحَ لحفنةٍ من الشّاذّين أن تمليَ عليها تغييرَ مسارِها أو التشكيك في مبادئها ومسلَّماتها في دينِها وعقيدتها أو التفريط في منجَزاتها ومكتسَباتها ووحدتها، وهذا جلِيٌّ -ولله الحمد- وظاهر في هذه الوقفةِ الحازمة الصادِقة التي وقَفتهَا الأمّة بقيادتها وبكلِّ فئاتها ضدَّ هذا التطرُّف المشين والانحراف المفسِد والعمل الإجراميّ الظالم الآثم.
وقَفَت الأمّة خلفَ قيادتها وولاةِ أمرِها تستنكِر هذا العملَ وتدينه، ولا تقبَل فيه أيَّ مسوِّغ أو مبرِّر، وتتعاوَن في كشف أصحابه وفَضح مخطَّطاتهم والدّلالة على مخابِئِهم والبراءة منهم ومن أفعالهم، فكلُّنا بإذنِ الله وعونِه وتأييده حرّاسٌ للعقيدةِ حُماة للدّيار غَيارى على الدين والحرمات.
ويأتي في مقدّمة هؤلاء الحراس إخواننا وأبناؤنا رجال الأمن، أهل الشجاعة والإقدام، وأصحاب الإنجازات البطولية والمواقف الحازمة والتعامل القويّ والحكيم، في إخلاص وتفانٍ وإتقان وكفاءة؛ لأنهم مطمئنون أنهم على الحق والهدى، من عاش منهم عاش سعيدًا، ومن مات منهم مات شهيدًا، ففي سبيل الله ما يعملون، ومن أجل حماية الديار ما يفعلون، يفقهون معنى قول الله -عز وجل-: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا) [البقرة: 246]، فالقتال من أجل الأوطانِ والديار هو قتال في سبيل الله.
رجال الأمن بأعمالهم وبطولاتهم ويقظتهم وشجاعتهم وحكمتهم -بإذن الله- تبقى هذه البلاد عزيزةً محفوظة، رافعة لمنار الدين وراية الإسلام، إنهم مصدر القوة والاعتزاز، بل هم -بإذن الله- صمام الأمان في حماية دار الإسلام بلاد الحرمين الشريفين مهدِ مقدَّسات المسلمين، إنهم بفضل الله وتوفيقه وعونه حماة الدين وحماة الديار وحماة مهبط الوحي، وسيظلّون تاجَ الرؤوس ومصدرَ طمأنينة النفوس، فأحسن الله إليهم، وبارك في أعمالهم، وآتاهم الله ثوابَ الدنيا وحسنَ ثواب الآخرة، والله يحبّ المحسنين.
هذا، وصلّوا وسلّموا على نبيِّكم محمّد المصطفى ورسولِكم الخليل المجتبى، فقد أمركم بذلك ربّكم -جل وعلا-، فقال عزَّ قائلاًً عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد الأمين وآله الطيّبين الطاهرين وأزواجه أمّهات المؤمنين، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين.
الحمدُ لله، خلَق آدمَ بيده وسوّاه، ثم تاب عليه واجتباه وهداه، - سبحانه - وبحمده، لا هاديَ لمن أضلّ، ولا مضلّ لمن هداه، وأشكره على سوابغ نِعَمه وجزيلِ عطاه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، ولا نعبدُ إلا إياه، وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله ومصطفاه، صلى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا لا حدَّ لمنتهاه.
أما بعد: أيّها المسلِمون، ومِن مِواقفِ التأمّل والتدبُّر في هذا العصر في علومِه ومعارفه وإيمانيّاته وانحرافِه ما طبِعَ فيه على قلوبِ بعضِ الأغرار الصِّغار أُغيلِمَة الضلال والزيغ ممَّن ينتمون إلى الإسلام وأهل الإسلام وديارِ الإسلام، يعيشون حياةَ الاضطراب والحَيرة والتبرُّم والقلَق والتشرّد والهروب والإرهاب (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125].
فئةٌ ضالّة، سُفهاء الأحلام، حدَثاء الأسنان، قليلو البِضاعة في العلم، أهلَكوا أنفسَهم، وأفسدوا في ديارهم، ومكَّنوا لأعداء الدّين، وروَّعوا الآمنين، وفتَحوا التمكينَ للمتربِّصين ومن في قلوبهم مرَض. وَيحَهم، هل يريدون جرَّ الأمّة إلى ويلاتٍ تحلِق الدينَ وتزعزِع الأمنَ وتشيع الفوضَى وتحبِط النّفوس وتعطِّل مشاريعَ الخير ومسيرةَ الإصلاح وعِزَّة الدين؟! هل يريدون أن يذلَّ الأحرار وتُدَنَّس الحرائر ويخرج الناسُ من ديارهم؟! هل يريدون أن يكثُرَ القتل والهرجُ وتضطرِبَ الأحوال وتنتَهَك الحرُمات وتتفرَّق الناس في الولاءاتِ وتتعدَّد في المرجعيّات حتى يغبِطَ الأحياءُ الأمواتَ كما هو واقعٌ ـ مع الأسف ـ في بعض الدِّيار التي عمَّتها الفوضى وافترسَها الأعداء؟! يريدون إثارةَ فِتن وقودُها الناس والأموال والثمراتُ، ونِتاجها نَقصُ الدّين ونَشر الخوف والجوعِ والفرقة، ولكن لن يكونَ ذلك بإذن الله وحولِه وقوّته، فأهلُ العلم والإيمان ورجالاتُ المجتمع وقادَة الأمّة لن تسمحَ لحفنةٍ من الشّاذّين أن تمليَ عليها تغييرَ مسارِها أو التشكيك في مبادئها ومسلَّماتها في دينِها وعقيدتها أو التفريط في منجَزاتها ومكتسَباتها ووحدتها، وهذا جلِيٌّ -ولله الحمد- وظاهر في هذه الوقفةِ الحازمة الصادِقة التي وقَفتهَا الأمّة بقيادتها وبكلِّ فئاتها ضدَّ هذا التطرُّف المشين والانحراف المفسِد والعمل الإجراميّ الظالم الآثم.
وقَفَت الأمّة خلفَ قيادتها وولاةِ أمرِها تستنكِر هذا العملَ وتدينه، ولا تقبَل فيه أيَّ مسوِّغ أو مبرِّر، وتتعاوَن في كشف أصحابه وفَضح مخطَّطاتهم والدّلالة على مخابِئِهم والبراءة منهم ومن أفعالهم، فكلُّنا بإذنِ الله وعونِه وتأييده حرّاسٌ للعقيدةِ حُماة للدّيار غَيارى على الدين والحرمات.
ويأتي في مقدّمة هؤلاء الحراس إخواننا وأبناؤنا رجال الأمن، أهل الشجاعة والإقدام، وأصحاب الإنجازات البطولية والمواقف الحازمة والتعامل القويّ والحكيم، في إخلاص وتفانٍ وإتقان وكفاءة؛ لأنهم مطمئنون أنهم على الحق والهدى، من عاش منهم عاش سعيدًا، ومن مات منهم مات شهيدًا، ففي سبيل الله ما يعملون، ومن أجل حماية الديار ما يفعلون، يفقهون معنى قول الله -عز وجل-: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا) [البقرة: 246]، فالقتال من أجل الأوطانِ والديار هو قتال في سبيل الله.
رجال الأمن بأعمالهم وبطولاتهم ويقظتهم وشجاعتهم وحكمتهم -بإذن الله- تبقى هذه البلاد عزيزةً محفوظة، رافعة لمنار الدين وراية الإسلام، إنهم مصدر القوة والاعتزاز، بل هم -بإذن الله- صمام الأمان في حماية دار الإسلام بلاد الحرمين الشريفين مهدِ مقدَّسات المسلمين، إنهم بفضل الله وتوفيقه وعونه حماة الدين وحماة الديار وحماة مهبط الوحي، وسيظلّون تاجَ الرؤوس ومصدرَ طمأنينة النفوس، فأحسن الله إليهم، وبارك في أعمالهم، وآتاهم الله ثوابَ الدنيا وحسنَ ثواب الآخرة، والله يحبّ المحسنين.
هذا، وصلّوا وسلّموا على نبيِّكم محمّد المصطفى ورسولِكم الخليل المجتبى، فقد أمركم بذلك ربّكم -جل وعلا-، فقال عزَّ قائلاًً عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد الأمين وآله الطيّبين الطاهرين وأزواجه أمّهات المؤمنين، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين.