السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أتمنى أنكم جميعا بـأفضل حال اليوم أطرح مشاركتي في مسابقة : أفضل مقال أنه طويل بعض الشيء , وأظن أن الحكم هي الوحيدة التي ستقرأه :tb28: على كل أحببت مشاركتكم بغيض من فيض أرائي وأحببت أن تكون البداية من هنا مدخل : “أيّها الكمال ما أدناك ومأقصاك , وما أمرّك وأحلاك!“ ميخائيل نعيمة كنت قد جلست في مقعدي على متن القطار , وجلست أتأمل صنوف البشر أمامي , راحلون قادمون , سعداء و تعساء , أثرياء و معدمون , شيء فقط هاهنا يجمعهم , أنه القطار , حيث محور المكان وسيده , أنطلقت من صافرته صيحة ؛ معلنة أنطلاق القطار ؛ وإنطلاق الكثير من الدموع , فالأحباب يرحلون ؛ والمحبوبون مغادرون , تحركت المشاعر ؛ وتحرك معها القطار ببطئ بداية , وكأنه يراعي مشاعر الناس فيمنحهم مزيدا من الوقت لتأمل ملامح من يحبون قبل أن تتوارا . لكن الأمر ليس مشابها على الرصيف , حيث ركضت فتاة لتلحق بالقطار بأقصى سرعة تستطيعها , لدرجة ظهور قمة حذائها طويل العنق. أخيرا أستطاعت الوثب وركوب القطار في اللحظة الأخيرة . تهادت منهكة إلى المقعد بجانبي ,وهي تلهث , ألقيت عليها التحية غير منتظرة أن ترد علي , وأثنيت عليها وعلى مقدرتها على اللحاق بالقطار في اللحظة الأخيرة . بعد أن أخذت وقتها في إلتقاط أنفاسها إلتفت إلي وقالت : أتهنئيني على ذلك ؟ أنظري أنا لم أتناول إفطاري في الصباح , فقد تأخرت في الإستيقاظ وبالكاد أستعديت للخروج , وحتى أنني كنت أركض طوال الطريق , وتعثرت ثلاث مرات كانت الأخيرة هي الأسوأ , وقد أتسخت تنورتي وانظري إلى ذراعي حصلتُ على بعض الخدوش ,أتسأل كم سيطول الأمر حتى تزول تماما ! إبتسمت لها إبتسامة باردة, ثم ألتفت ناحية النافذة , وأطلقت بصري إلى الحقول الممتده وبالي مشغول تماما . أياترى لم البشر يسعون إلى الكمال دائما ودائما ودائما ؟ لم يرغبون بأن يحصلوا على أعلى الدرجات فقط ولا يرضون بالدرجات الأقل منها ؟ لم لا يرضيهم إلا الكمال ؟ لم كل شيء أو لاشيء؟ مالخطب في بعض الشيء؟ الكمال الأكذوبة الجميلة والشيء الوهمي ذو الوجود الأسطوري , فمالكمال إلا لله عز وجل , ومع علمنا بهذه الحقيقة إلى أننا نحث الخطا ونسعى سعيا حثيثا لنطلب الكمال , ونطارد سرابه , أي شيء هذا ؟ أنه يدل في الحقيقه عدم وجود الكمال , فنحن متيقنين بإستحالة الحصول على الكمال لكننا نسعى خلفه دائما ! ألا يدل هذا على أن يقيننا ليس بكامل أيضا ! لم لا نحب مادون الكمال ؟ حتى أننا لا نجد أسما لتلك المنزله ؟ لم نبحث عن الأشخاص الكاملين مع يقيننا أنهم غير موجودين ؟ لم نطلب بيتا كاملا , مركبا كاملا مطعما ومشربا كاملين وحبيبا كاملا ؟ لم لا نكل من البحث عن حياة كاملة ؟ بما أن الكمال منتفي قطعا بمعنى إستحالة حصولنا على (كل شيء) لم لا نسعد ونرحب بــ (بعض الشيء)؟ هل ألمح إلى أن نتخلى عن الرغبة على الحصول على معالي الأمور ؟ بالتأكيد لا , ليبذل كل منا جهده بل غاية جهده للحصول على أسما الدرجات , ثم إن لم يحصل على ( الكمال ) فلا يجلسن ويرثي حاله , بل يستمتع ويفخر بما حققه من إنجاز . هل إبطال قاعدة (كل شيء أو لا شيء) وأستبدالها بقاعدة (كل شيء أو بعض الشيء) صحيح دائما ؟ إن كانت إجابتي نعم فأنا سأهدم كل ماذكرته قبلاً لأنني سأدعي بذلك كمال هذه القاعدة ,وذلك ليس صحيح . فمواقف الحياة متعددة وربما غير متشابهه في كثير من الأحيان , إذاً لم يجب علينا تأطيرها جميعها بذات الإطار ؟ ونتعامل معها كلها بذات المعاملة ؟ إنه أمر غير مقبول وخلاصة القول : لكل حدث حديث . لنستمتع دائما ببعض الشيء , وعندها سندرك كم حرمنا أنفسنا من سعادة , تكون حيث الرضا ببعض الشيء مخرج : “وهل العيد إلا أن تسمتع و لو بنعمة واحدة من نعم الوجود التي تفوق العد والإحصاء ؟ ” ميخائيل نعيمة * اللإقتباسات من كتاب مذكرات الأرقش لذات الكاتب . * الطقم مقتبس من أحد دروس المبدعه كيرا . وقت الختام شكرا لمروركم هنا وشكرا لمن قرأ نصي جزيل الشكر لا تبخلوا علي بردود ناقدة وبالطبع أنا مدركه أن نصي ليس بمرحلة الكمال لذا أحب معرفة مالذي أعجبكم فيه ومالذي لم يعجبكم على الأقل أكتبوا عن هذا إلى حين أن ألقاكم مجددا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |