قال تعالى :
[ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)]( سورة الغاشية ).
]الْإِبِلِ / السَّمَاءِ / الْجِبَالِ / الْأَرْضِ ].
جاء في تفسير الشنقيطي رحمه الله تعالى وغفر له وللمسلمين آمين.
توجيه الأنظار ، إلى تلك المذكورات الأربعة ، لما فيها ، من عظيم الدلائل على القدرة وعلى البعث ، وثمّ الإقرار لله تعالى : بالوحدانية والألوهية ، نتيجة لإثبات ربوبيته تعالى لجميع خلقه .
أما الإبل : فلعلها أقرب المعلومات للعرب ، وألصقها بحياتهم ، في مطعمهم من لحمها ومشربهم من ألبانها ، وملبسهم من أوبارها وجلودها ، وفي حِلهم وترحالهم بالحمل عليها ، ممّا لا يوجد في غيرها ، في العالم كله ، لا في الخيل ، ولا في الفيلة ، ولا في أي حيوان آخر ، وقد وجه الأنظار إليها مع غيرها ، في معرض امتنانه تعالى عليهم في قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } [ يس : 71 - 73 ] .
وكذلك في خصوصها في قوله : { والأنعام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأنفس إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [ النحل : 5 - 7 ] .
إنها نعم متعددة ، ومنافع بالغة ، لم توجد في سواها ألبتة ، وكلّ منها دليل على القدرة بذاته .
أما الجبال : فهي ممّا يملأ عيونهم ، في كلّ وقت ، ويشغل تفكيرهم ، في كلّ حين ، لقربها من حياتهم ، في الأمطار والمرعى في سهولها ، والمقيل في كهوفها وظلها ، والرهبة والعظمة في تطاولها وثباتها في مكانها ، وقد وجه الأنظار إليها أيضاً ، في موطن آخر في قوله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مِهَاداً والجبال أَوْتَاداً } [ النبأ 6 - 7 ] ، ثوابت ، كما بين تعالى أنها ، رواسي للأرض أن تميد بكم : { والجبال أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [ النازعات : 32 - 33 ] ، فهي مرتبطة بحياتهم ، وحياة أنعامهم كما أسلفنا .
أما السّماء : و رفعها : أي رفعتها في خلقها ، وبدون عمد ترونها ، وبدون فطور أو تشقق على تطاول زمنها ، فهي أيضاً ، محط أنظارهم ، وملتقى طلباتهم ، في سقيا أنعامهم .
ومعلومٌ : أنَّ خلق السَّماء والأرض ، من آيات الله الدالة على البعث ، كما تقدم مراراً ، وتقدم للشيخ عند قوله تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض ..... } [ البقرة 1* : 164 وآل عمران 2* : 190 ] الآية ، بيان كونها آية .
أما الأرض : وكيف سطحت : فإنَّ الآية فيها ، مع عمومها كما في قوله : { لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس } [ غافر : 57 ] .
وقوله : { وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } ، آية ثابتة ، لأنَّ جرمها ، مع إجماع المفسرين علة تكويرها ، فإنها ترى مسطحة : أي من النقطة ، التي هي امتداد البصر ، وذلك يدل على سعتها وكبر حجمها ، لأنَّ الجرم المتكور ، إذا بلغ من الكبر والضخامة حداً بعيداً ، يكاد سطحه يرى مسطحاً ، من نقطة النظر إليه ، وفي كلّ ذلك آيات متعددات للدلالة على قدرته تعالى ، على بعث الخلائق ، وعلى إيقاع ما يغشاهم على مختلف أحوالهم .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه التنبيه على هذا المعنى ، عند الكلام على قوله تعالى : { قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض } 3* [ يونس : 101 ] الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1*[ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{164} ]( سورة البقرة ).
2*[ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} ]( سورة آل عمران ).
تنبيه : ـ
التوجيه هنا : بالنظر إلى الكيفية ، في خلق الإبل ، ونصب الجبال ، ورفع السَّماء ، وتسطيح الأرض ، مع أنَّ : الكيفية للحالة ، والله تعالى : لم يُشهد أحداً ، على شيء من ذلك كله : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّماوات والأرض ..... } 4* [ الكهف : 51 ] .
فكيف يوجه السؤال إليهم : للنظر إلى الكيفية ، وهي شيء لم يشهدوه ؟؟؟؟ .
والجواب والله تعالى أعلم : هو أنه : بالتأمل في نتائج ، خلق الإبل ، ونصب الجبال إلخ ، وإنْ لم يعلموا الكيف ، بل ويعجزون عن كنهه وتحقيقه ، فهو أبلغ ، في إقامة الدليل عليهم ، كمن يقف : أمام صنعة بديعة ، يجهل سر صنعتها ، فيتساءل كيف تم صنعها ؟؟؟ وقد وقع مثل ذلك ، وهو الإحالة على الأثر ، بدلاً من كشف الكنه والكيف ، وذلك في سؤال الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ربه ، أن يريه كيف يحيي الموتى .
فكان الجواب : أن أراه الطيور تطير ، بعد أن ذبحها بيده وقطعها ، وجعل على كل جبل منها جزءاً ، فلم يشاهد كيفية وكنه ، وحقيقة الإحياء ، وهو دبيب الروح فيها وعودة الحياة ، لأنّ ذلك ليس في استطاعته ، ولكن شاهد الأثار ، المترتبة على ذلك ، وهي تحركها وطيرانها وعودتها ، إلى ما كانت عليه قبل ذبحها .
مع أنه كان للعزير عليه السلام : موقف مماثل ، وإنْ كان أوضح في البيان ، حيث شاهد العظام ، وهو سبحانه ينشزها ، ثم يكسوها لحماً ، والله تعالى أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
3*[ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ{101} ]( سورة يونس ).
4*[{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }]( الكهف51 ).
أما قوله تعالى بعد ذلك : { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } , فإنَّ مجيء هذا الأمر "" بالفاء "" في هذا الموطن ، فإنه يشعر بأنَّ : النظر الدقيق والفكر الدارس ، ممّا قد يؤدي بصاحبه إلى الاستدلال ، على وجود الله وعلى قدرته ، كما نطق مؤمن الجاهلية : قس بن ساعدة ، في خطبته المشهورة :
ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ، فقد ذكر السَّماء والجبال والأرض .
وكقول زيد بن عمرو بن نفيل : مؤمن الجاهلية المعروف
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له الأرض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها فلما استوت شدها...سواء وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة...أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له الريح تصرف حالاً فحالا
فكان على هؤلاء العقلاء : أن ينظروا بدقة وتأمل ، فيما يحيط بهم عامة , وفي تلك الآيات الكبار خاصة ، فيجدون فيها ما يكفيهم .
كما قيل :
وفي كل شيء له آية...تدل على أنه واحد
فإذا لم يهدهم تفكيرهم , ولم تتجه أنظارهم ، فذكرهم : إنما أنت مذكر ، وهذا عام ، أي سواء بالدلالة على القدرة ، من تلك المصنوعات ، أو بالتلاوة من آيات الوحي ، والعلم عند الله تعالى .
.......................................
وقد جاء في تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ } نظر اعتبار ، { إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ } خلقاً : دالاً على كمال قدرته ، وحسن تدبيره ، حيث خلقها لجر الأثقال ، إلى البلاد النائية ، فجعلها عظيمة : باركة للمحل ، ناهضة بالحمل ، منقادة لمن اقتادها ، طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت ، وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ، ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع مالها من منافع أخرى ، ولذلك خصت بالذكر ، لبيان الآيات المنبثة ، في الحيوانات ، التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً ، ولأنها أعجب ، ما عند العرب ، من هذا النوع ، وقيل المراد بها : السحاب على الاستعارة .
{ وَإِلَى السماء كَيْفَ رُفِعَتْ } بلا عمد .
{ وَإِلَى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ } فهي راسخة لا تميل .
{ وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } بسطت ، حتى صارت مهاداً ، وقرىء الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم ، وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى : { أَفَلاَ يَنظُرُونَ } إلى أنواع المخلوقات ، من البسائط والمركبات ، ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ، ولذلك عقب به أمر المعاد ، ورتب عليه الأمر بالتذكير ، فقال : { فَذَكّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكّرٌ } فلا عليك ، إن لم ينظروا ، ولم يذكروا : إذ ما عليك إلا البلاغ .
..........................
وقد جاء في تفسير إبن عجيبة رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
[ (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) ].
ولمّا أنزل الله هذه الآيات :
وقرأها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فسّرها بأنَّ ارتفاع السرير ، يكون مائة فرسخ ، والأكواب الموضوعة ، لا تدخل تحت حساب ، لكثرتها ، وطول النمارق كذا ، وعرض الزاربيِّ كذا ، أنكر المشركون ذلك !!!! .
وقالوا : كيف يصعد على هذا السرير؟؟؟ وكيف تكثر الأكواب هذه الكثرة ؟؟؟ ، وتطول النمارق هذا الطول ؟؟؟ ، وتُبسط الزاربي هذا الانبساط ؟؟؟ ، ولم نشهد ذلك في الدنيا؟؟؟؟! .
ذكَّرهم الله بقوله : { أفلا ينظرون إِلى الإِبل كيف خُلقت } طويلة عالية ، ثم تبرك ، حتى تُركب ؛ ويحمل عليها ، ثم تقوم ، وكذا السرير : يطأطىء للمؤمن ، كما تطأطىء الإبل حتى يركب عليها ، أو : أفلا ينظرون إلى الإبل : التي هي نُصب أعينهم ، يستعملونها كل حين ، كيف خُلقت خلقاً بديعاً معدولاً ، عن سَنَن سائر الحيوانات ، في عظم جثتها وشدّة قوتها ، وعجيب هيئاتها اللائقة ، بتأتي ما يصدر منها من الأفاعيل الشاقة ، كالنوْء بالأوقار الثقيلة ، وحمل الأثقال الفادحة ، إلى الأقطار النازحة ، وفي صبرها على الجوع والعطش ، حتى إنَّ ضمأها ليبلغ العشْر فصاعداً ، واكتفائها باليسير ، ورعيها كل ما تيسّر من شوك وشجر ، وانقيادها إلى كل صغير وكبير ، حتى إنَّ فأرة : أخذت بزمام ناقة ، فجرته إلى غارها ، فتبعتها الناقة إلى فم الغار ، وفي الإبل خصائص أُخر تدل على كمال قدرته تعالى ، كالاسترواح مع الحَدَّاء إذا عيت ، إلى ما فيها من المنافع ، من اللحوم والألبان والأوبار والأشعار ، وغير ذلك ، والظاهر ما قاله الإمام ، وتبعه الطيبي ، من أنه احتجاج بشواهد قدرته تعالى ، على فاتحة السورة ، من مجيء الغاشية ، وأنَّ المخبر بها قادر عليها ، فيتوافق العقل والنقل ، ه ، قاله المحشي .
{ وإِلى السماء كيف رُفعت } رفعاً بعيداً بلا عُمُد ولا مُسَّاك ، أو بحيث لا ينالها فَهم ولا إدراك ، { وإِلى الجبال } التي ينزلون في أقطارها ، وينتفعون بمياهها وأشجارها في رعي تلك الإبل وغيرها : { كيف نُصبت } نصباً رصيناً ، فهي راسخة لا تميل ولا تميد ، { وإِلى الإرض كيف سُطحت } سطحاً ، بتوطئة وتمهيد وتسوية ، حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق .
قال الجلال : وفي الآية دليل على : أنَّ الأرض سطح ـ لا كرة ، كما قال أهل الهيئة ، ، وإن لم ينقض ركناً ، من أركان الشرع . ه .
وفي ابن عرفة ، في قوله تعالى : { يُكَوِّرُ الليل عَلَى النهار . . . } [ الزمر : 5 ] أنَّ الآية تدل على أنَّ السماء ـ كروية ، قال : لأنَّ من لوازم تكويرهما ، تكوير محلهما لاستحالة تعلقهما دون مكان . ه .
وفي الأبي : الذي عليه الأكثر من الحكماء وغيرهم : أنَّ السموات والأرض كرتان . ه .
.................................................. ...........................
فوائد
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
لقد خلقها الله تعالى , وهيئها لكي تكون :
حيوان الصحراء الوحيد :
فجعلها :
ـ تتحمل التغيرات , في درجة الحرارة ، المرتفعة نهارا ، والتي قد تصل الى أكثر من 50 مئوي ، والمنخفضة ليلا .
ـ تتحمل العواصف الرملية القاتلة ، حيث خلق الله تعالى , لها أجفان تسدل عند هبوب العواصف ، لكنها لا تحجب الضوء عن العين.
ــ وصمم لها تعالى , منخرين لا يتأثران بهبوب العواصف الرملية .
ــ وجعل على عيونها , أجفان طويلة ، لحماية أعينها من الرمال الجارحة.
ـ خلق الله تعالى , فمها وأسنانها ولسانها , لكي تقتات على النباتات الشوكية بسهولة.
ـ خلق الله تعالى , أجهزة الهضم لها , بشكل بديع ، يمكنها من طحن الاشواك ونوى التمر وغيرها.
ـ خلق الله تعالى , لها سنام أو سنامين : يخزنان المواد الدهنية ، لغرض إكتفاء الإبل بها , دون الغذاء , لمدة تقارب ثمانية أيام ، حيث يستطيع الجمل خزن ما يقارب 40 كغم من الدهن في سنامه.
ــ كما يحمى السنام : جسم الجمل من أشعة الشمس ؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة , إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
ـ خلق الله تعالى , لها جلدا , يقاوم التغيّرات الحرارية ، وجعل لها وسائد جلدية في الاماكن التي تحتك مع الارض , كي تقيها من التغيرات الحرارية.
ـ صمم الله تعالى , أجواف الإبل , بشكل بديع , في تخزينها للماء , ما يكفيها لأيام ، وقد يشرب الجمل في مرّة واحدة ، على ما يزيد من 120 لترا من الماء .
ـ صمم الله تعالى , أخفافها كالوسائد , لا تنغرز في رمال الصحراء المتحركة.
ــ جعلها الله تعالى , حيوانات صديقة للبيئة ، حيث أنها لا تقتلع النباتات من أصولها , وتترك النباتات بارزة على وجه الارض لمسافات ، مما يساعد هذه النباتات , على بقائها وعدم انقراضها.
ـ جعلها الله تعالى , بهذه الصورة , وبهذا الحجم , وطوّل سيقانها ، مما يعطي لراكبها :
1. الأمان من هوام الصحراء القاتلة.
2. حمايتها من الحرارة المرتفعة والمنخفضة.
3. حمايتها من النباتات الصحراوية ذات الأشواك القوية.
4. لي يمكّن راكبها من وضوح الروئية لمسافات أكبر.
5. إخافة الحيوانات المفترسة من التقرب إليها.
6. تأمين وضوح الطرق لها لمسافات كبيرة.
ـ ألإبل لها ذكاء كبير ، في حفظ الطرق التي تمر بها.
ـ جعلها الله تعالى , مذللة على الرغم , من عظم حجمها فهي تُقاد ، من أضعف الناس كالاطفال.
ـ خلقها الله تعالى , لكي تحمل الاوزان الثقيلة ولمسافات طويلة.
ـ صممها الله تعالى , للنهوض والبروك مع ما تحمل من أثقال كبيرة.
ـ سخرها الله تعالى , لكي تسير في أكثر الطرق وعورة.
ــ جعل الله تعالى , الدواء في البانها وأبوالها.
ــ جعل الله تعالى , فيها جمال بكل اوقاتها , سواء ان راحت أو سرحت.
ــ جعل الله تعالى , الناقة معجزة لنبيه سيدنا صالح عليه السلام.
ــ جعل الله تعالى , عدد من معجزات سيدنا محمّد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم كما تحبه وترضاه آمين ، متعلق بالإبل ، ككلامه مع البعير ، ومعجزة ناقته عند وصوله الى يثرب ، و....
ـ أما الأذنان , فصغيرتان ، ويغطيهما شعر كثيف من كلجانب ، ليحميهما من رمال الصحراء ، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا.
ــ الجمل من الحيوانات المجترة ، أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام ، الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها ؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى ، ثم تبتلعه في معدتها ثانية ، فيسهل بذلك هضمه.
ــ تعتبر الجمال ، من أهم الحيوانات ، التي يستفيد الإنسان ، من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها ، ويتميز لبن الإبل بجودته العالية ، وحلاوة طعمه ، وسهولة هضمه ، فهو قليل الدهون ، خفيف على المعدة ، غنى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن خاصة الكالسيوم ، كما يحتوى على مواد تقاوم السموم والبكتيريا ، وبه مواد تقوى جهاز المناعة ، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة : أمراض البطن والكبد وغيرها ، وقد اشتكى بعض الناس إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم ، فأمرهم النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا ، فشفوا بإذن الله .
ــ وبر الإبل : يستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام ، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب ، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية .
ــ الجمل شديد الاقتصاد جدًّا في الماء ، ولا يفقد منه إلا أقل من : لتر واحد ، في اليوم أو يزيد ، وذلك عن طريق البول .
- يسير الجمل ، بطريقة تختلف ، عن طريقة سير الحيوانات الأخرى , إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معا ، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معا ، وينتج عن هذه المشية ، تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .
ــ ورد لفظ الإبل ، في القرآن الكريم مرتين ، والناقة (7) مرات ، والعير ( 3) مرات ، والبعير مرتين ، والجمل مرة واحدة .
ــ الجهاز الهضمي للجمل : يخلو من المرارة .
- تلد أنثى الجمل وهى واقفة .
ــ عنق الجمل الطويل ، يساعده على تناول غذائه بسهولة ، ويعطيه أمكانية كبيرة ، للسير ، بكل أمان في أصعب الطرق.
ــ للجمل قدرة عجيبة ، على تحمل العطش ، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع : يمكن للجمل ، أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر ، دون أن يشرب الماء ، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء .
أما في فصل الصيف الحار ، فيمكنه أن يتحمل العطش ، مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة ، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر ، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء ، يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات :
فهو يستطيع : أن يحافظ على ماء جسمه ، بكفاءة عالية ، فلا يفقد منه إلا القليل ، إذ إنه لا يتنفس من فمه ، ولا يلهث أبدًا ، مهما اشتد الحر ، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم .
كما تقوم الكليتان : بدور كبير في ، اقتصاد الماء ، الموجود داخل الجسم ، بصورة مذهلة ، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا ، إلى حد ما .
ولكن أعجب ، ما في الجمل : هو قلة عرقه ، إلى أدنى حد ممكن ؛ إذ إنه لا يعرق ، إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبا ، وهذه ميزة عظيمة ، تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء ، داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
ولا نستبد المزيد من الاعجازات في خلق الابل ، سوف يكشفها الله تعالى لخلقه ،
فسبحان القائل : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت 53
فمن خلال ، هذه الآيات العظيمة ، التي أودعها الله تعالى ، في خلق ألإبل ، يتبين عظمة المبدع ، في خلق السماء ، الجبال ، الارض ، ففيهنّ من ألآيات ، ما لا يحصيهن إلا الله تعالى ، لذلك كانت حكمة الله تعالى ، في ذكر الجمل أولا ، والله تعالى أعلم وأحكم.
فالله الحمد والشكر كما هو أهله وله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجه ولعظيم سلطانه وله الحمد والشكر بعدد نعمائه ، وصلِّ يارب على سيدِّنا محمَّد وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم ، كما تحبه وترضاه آمين.
رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً
رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً
آمين
[ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)]( سورة الغاشية ).
]الْإِبِلِ / السَّمَاءِ / الْجِبَالِ / الْأَرْضِ ].
جاء في تفسير الشنقيطي رحمه الله تعالى وغفر له وللمسلمين آمين.
توجيه الأنظار ، إلى تلك المذكورات الأربعة ، لما فيها ، من عظيم الدلائل على القدرة وعلى البعث ، وثمّ الإقرار لله تعالى : بالوحدانية والألوهية ، نتيجة لإثبات ربوبيته تعالى لجميع خلقه .
أما الإبل : فلعلها أقرب المعلومات للعرب ، وألصقها بحياتهم ، في مطعمهم من لحمها ومشربهم من ألبانها ، وملبسهم من أوبارها وجلودها ، وفي حِلهم وترحالهم بالحمل عليها ، ممّا لا يوجد في غيرها ، في العالم كله ، لا في الخيل ، ولا في الفيلة ، ولا في أي حيوان آخر ، وقد وجه الأنظار إليها مع غيرها ، في معرض امتنانه تعالى عليهم في قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } [ يس : 71 - 73 ] .
وكذلك في خصوصها في قوله : { والأنعام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأنفس إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [ النحل : 5 - 7 ] .
إنها نعم متعددة ، ومنافع بالغة ، لم توجد في سواها ألبتة ، وكلّ منها دليل على القدرة بذاته .
أما الجبال : فهي ممّا يملأ عيونهم ، في كلّ وقت ، ويشغل تفكيرهم ، في كلّ حين ، لقربها من حياتهم ، في الأمطار والمرعى في سهولها ، والمقيل في كهوفها وظلها ، والرهبة والعظمة في تطاولها وثباتها في مكانها ، وقد وجه الأنظار إليها أيضاً ، في موطن آخر في قوله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مِهَاداً والجبال أَوْتَاداً } [ النبأ 6 - 7 ] ، ثوابت ، كما بين تعالى أنها ، رواسي للأرض أن تميد بكم : { والجبال أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [ النازعات : 32 - 33 ] ، فهي مرتبطة بحياتهم ، وحياة أنعامهم كما أسلفنا .
أما السّماء : و رفعها : أي رفعتها في خلقها ، وبدون عمد ترونها ، وبدون فطور أو تشقق على تطاول زمنها ، فهي أيضاً ، محط أنظارهم ، وملتقى طلباتهم ، في سقيا أنعامهم .
ومعلومٌ : أنَّ خلق السَّماء والأرض ، من آيات الله الدالة على البعث ، كما تقدم مراراً ، وتقدم للشيخ عند قوله تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض ..... } [ البقرة 1* : 164 وآل عمران 2* : 190 ] الآية ، بيان كونها آية .
أما الأرض : وكيف سطحت : فإنَّ الآية فيها ، مع عمومها كما في قوله : { لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس } [ غافر : 57 ] .
وقوله : { وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } ، آية ثابتة ، لأنَّ جرمها ، مع إجماع المفسرين علة تكويرها ، فإنها ترى مسطحة : أي من النقطة ، التي هي امتداد البصر ، وذلك يدل على سعتها وكبر حجمها ، لأنَّ الجرم المتكور ، إذا بلغ من الكبر والضخامة حداً بعيداً ، يكاد سطحه يرى مسطحاً ، من نقطة النظر إليه ، وفي كلّ ذلك آيات متعددات للدلالة على قدرته تعالى ، على بعث الخلائق ، وعلى إيقاع ما يغشاهم على مختلف أحوالهم .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه التنبيه على هذا المعنى ، عند الكلام على قوله تعالى : { قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض } 3* [ يونس : 101 ] الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1*[ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{164} ]( سورة البقرة ).
2*[ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} ]( سورة آل عمران ).
تنبيه : ـ
التوجيه هنا : بالنظر إلى الكيفية ، في خلق الإبل ، ونصب الجبال ، ورفع السَّماء ، وتسطيح الأرض ، مع أنَّ : الكيفية للحالة ، والله تعالى : لم يُشهد أحداً ، على شيء من ذلك كله : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّماوات والأرض ..... } 4* [ الكهف : 51 ] .
فكيف يوجه السؤال إليهم : للنظر إلى الكيفية ، وهي شيء لم يشهدوه ؟؟؟؟ .
والجواب والله تعالى أعلم : هو أنه : بالتأمل في نتائج ، خلق الإبل ، ونصب الجبال إلخ ، وإنْ لم يعلموا الكيف ، بل ويعجزون عن كنهه وتحقيقه ، فهو أبلغ ، في إقامة الدليل عليهم ، كمن يقف : أمام صنعة بديعة ، يجهل سر صنعتها ، فيتساءل كيف تم صنعها ؟؟؟ وقد وقع مثل ذلك ، وهو الإحالة على الأثر ، بدلاً من كشف الكنه والكيف ، وذلك في سؤال الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ربه ، أن يريه كيف يحيي الموتى .
فكان الجواب : أن أراه الطيور تطير ، بعد أن ذبحها بيده وقطعها ، وجعل على كل جبل منها جزءاً ، فلم يشاهد كيفية وكنه ، وحقيقة الإحياء ، وهو دبيب الروح فيها وعودة الحياة ، لأنّ ذلك ليس في استطاعته ، ولكن شاهد الأثار ، المترتبة على ذلك ، وهي تحركها وطيرانها وعودتها ، إلى ما كانت عليه قبل ذبحها .
مع أنه كان للعزير عليه السلام : موقف مماثل ، وإنْ كان أوضح في البيان ، حيث شاهد العظام ، وهو سبحانه ينشزها ، ثم يكسوها لحماً ، والله تعالى أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
3*[ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ{101} ]( سورة يونس ).
4*[{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }]( الكهف51 ).
أما قوله تعالى بعد ذلك : { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } , فإنَّ مجيء هذا الأمر "" بالفاء "" في هذا الموطن ، فإنه يشعر بأنَّ : النظر الدقيق والفكر الدارس ، ممّا قد يؤدي بصاحبه إلى الاستدلال ، على وجود الله وعلى قدرته ، كما نطق مؤمن الجاهلية : قس بن ساعدة ، في خطبته المشهورة :
ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ، فقد ذكر السَّماء والجبال والأرض .
وكقول زيد بن عمرو بن نفيل : مؤمن الجاهلية المعروف
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له الأرض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها فلما استوت شدها...سواء وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة...أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت...له الريح تصرف حالاً فحالا
فكان على هؤلاء العقلاء : أن ينظروا بدقة وتأمل ، فيما يحيط بهم عامة , وفي تلك الآيات الكبار خاصة ، فيجدون فيها ما يكفيهم .
كما قيل :
وفي كل شيء له آية...تدل على أنه واحد
فإذا لم يهدهم تفكيرهم , ولم تتجه أنظارهم ، فذكرهم : إنما أنت مذكر ، وهذا عام ، أي سواء بالدلالة على القدرة ، من تلك المصنوعات ، أو بالتلاوة من آيات الوحي ، والعلم عند الله تعالى .
.......................................
وقد جاء في تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ } نظر اعتبار ، { إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ } خلقاً : دالاً على كمال قدرته ، وحسن تدبيره ، حيث خلقها لجر الأثقال ، إلى البلاد النائية ، فجعلها عظيمة : باركة للمحل ، ناهضة بالحمل ، منقادة لمن اقتادها ، طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت ، وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ، ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع مالها من منافع أخرى ، ولذلك خصت بالذكر ، لبيان الآيات المنبثة ، في الحيوانات ، التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً ، ولأنها أعجب ، ما عند العرب ، من هذا النوع ، وقيل المراد بها : السحاب على الاستعارة .
{ وَإِلَى السماء كَيْفَ رُفِعَتْ } بلا عمد .
{ وَإِلَى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ } فهي راسخة لا تميل .
{ وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } بسطت ، حتى صارت مهاداً ، وقرىء الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم ، وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى : { أَفَلاَ يَنظُرُونَ } إلى أنواع المخلوقات ، من البسائط والمركبات ، ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ، ولذلك عقب به أمر المعاد ، ورتب عليه الأمر بالتذكير ، فقال : { فَذَكّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكّرٌ } فلا عليك ، إن لم ينظروا ، ولم يذكروا : إذ ما عليك إلا البلاغ .
..........................
وقد جاء في تفسير إبن عجيبة رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
[ (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) ].
ولمّا أنزل الله هذه الآيات :
وقرأها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فسّرها بأنَّ ارتفاع السرير ، يكون مائة فرسخ ، والأكواب الموضوعة ، لا تدخل تحت حساب ، لكثرتها ، وطول النمارق كذا ، وعرض الزاربيِّ كذا ، أنكر المشركون ذلك !!!! .
وقالوا : كيف يصعد على هذا السرير؟؟؟ وكيف تكثر الأكواب هذه الكثرة ؟؟؟ ، وتطول النمارق هذا الطول ؟؟؟ ، وتُبسط الزاربي هذا الانبساط ؟؟؟ ، ولم نشهد ذلك في الدنيا؟؟؟؟! .
ذكَّرهم الله بقوله : { أفلا ينظرون إِلى الإِبل كيف خُلقت } طويلة عالية ، ثم تبرك ، حتى تُركب ؛ ويحمل عليها ، ثم تقوم ، وكذا السرير : يطأطىء للمؤمن ، كما تطأطىء الإبل حتى يركب عليها ، أو : أفلا ينظرون إلى الإبل : التي هي نُصب أعينهم ، يستعملونها كل حين ، كيف خُلقت خلقاً بديعاً معدولاً ، عن سَنَن سائر الحيوانات ، في عظم جثتها وشدّة قوتها ، وعجيب هيئاتها اللائقة ، بتأتي ما يصدر منها من الأفاعيل الشاقة ، كالنوْء بالأوقار الثقيلة ، وحمل الأثقال الفادحة ، إلى الأقطار النازحة ، وفي صبرها على الجوع والعطش ، حتى إنَّ ضمأها ليبلغ العشْر فصاعداً ، واكتفائها باليسير ، ورعيها كل ما تيسّر من شوك وشجر ، وانقيادها إلى كل صغير وكبير ، حتى إنَّ فأرة : أخذت بزمام ناقة ، فجرته إلى غارها ، فتبعتها الناقة إلى فم الغار ، وفي الإبل خصائص أُخر تدل على كمال قدرته تعالى ، كالاسترواح مع الحَدَّاء إذا عيت ، إلى ما فيها من المنافع ، من اللحوم والألبان والأوبار والأشعار ، وغير ذلك ، والظاهر ما قاله الإمام ، وتبعه الطيبي ، من أنه احتجاج بشواهد قدرته تعالى ، على فاتحة السورة ، من مجيء الغاشية ، وأنَّ المخبر بها قادر عليها ، فيتوافق العقل والنقل ، ه ، قاله المحشي .
{ وإِلى السماء كيف رُفعت } رفعاً بعيداً بلا عُمُد ولا مُسَّاك ، أو بحيث لا ينالها فَهم ولا إدراك ، { وإِلى الجبال } التي ينزلون في أقطارها ، وينتفعون بمياهها وأشجارها في رعي تلك الإبل وغيرها : { كيف نُصبت } نصباً رصيناً ، فهي راسخة لا تميل ولا تميد ، { وإِلى الإرض كيف سُطحت } سطحاً ، بتوطئة وتمهيد وتسوية ، حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق .
قال الجلال : وفي الآية دليل على : أنَّ الأرض سطح ـ لا كرة ، كما قال أهل الهيئة ، ، وإن لم ينقض ركناً ، من أركان الشرع . ه .
وفي ابن عرفة ، في قوله تعالى : { يُكَوِّرُ الليل عَلَى النهار . . . } [ الزمر : 5 ] أنَّ الآية تدل على أنَّ السماء ـ كروية ، قال : لأنَّ من لوازم تكويرهما ، تكوير محلهما لاستحالة تعلقهما دون مكان . ه .
وفي الأبي : الذي عليه الأكثر من الحكماء وغيرهم : أنَّ السموات والأرض كرتان . ه .
.................................................. ...........................
فوائد
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
لقد خلقها الله تعالى , وهيئها لكي تكون :
حيوان الصحراء الوحيد :
فجعلها :
ـ تتحمل التغيرات , في درجة الحرارة ، المرتفعة نهارا ، والتي قد تصل الى أكثر من 50 مئوي ، والمنخفضة ليلا .
ـ تتحمل العواصف الرملية القاتلة ، حيث خلق الله تعالى , لها أجفان تسدل عند هبوب العواصف ، لكنها لا تحجب الضوء عن العين.
ــ وصمم لها تعالى , منخرين لا يتأثران بهبوب العواصف الرملية .
ــ وجعل على عيونها , أجفان طويلة ، لحماية أعينها من الرمال الجارحة.
ـ خلق الله تعالى , فمها وأسنانها ولسانها , لكي تقتات على النباتات الشوكية بسهولة.
ـ خلق الله تعالى , أجهزة الهضم لها , بشكل بديع ، يمكنها من طحن الاشواك ونوى التمر وغيرها.
ـ خلق الله تعالى , لها سنام أو سنامين : يخزنان المواد الدهنية ، لغرض إكتفاء الإبل بها , دون الغذاء , لمدة تقارب ثمانية أيام ، حيث يستطيع الجمل خزن ما يقارب 40 كغم من الدهن في سنامه.
ــ كما يحمى السنام : جسم الجمل من أشعة الشمس ؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة , إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
ـ خلق الله تعالى , لها جلدا , يقاوم التغيّرات الحرارية ، وجعل لها وسائد جلدية في الاماكن التي تحتك مع الارض , كي تقيها من التغيرات الحرارية.
ـ صمم الله تعالى , أجواف الإبل , بشكل بديع , في تخزينها للماء , ما يكفيها لأيام ، وقد يشرب الجمل في مرّة واحدة ، على ما يزيد من 120 لترا من الماء .
ـ صمم الله تعالى , أخفافها كالوسائد , لا تنغرز في رمال الصحراء المتحركة.
ــ جعلها الله تعالى , حيوانات صديقة للبيئة ، حيث أنها لا تقتلع النباتات من أصولها , وتترك النباتات بارزة على وجه الارض لمسافات ، مما يساعد هذه النباتات , على بقائها وعدم انقراضها.
ـ جعلها الله تعالى , بهذه الصورة , وبهذا الحجم , وطوّل سيقانها ، مما يعطي لراكبها :
1. الأمان من هوام الصحراء القاتلة.
2. حمايتها من الحرارة المرتفعة والمنخفضة.
3. حمايتها من النباتات الصحراوية ذات الأشواك القوية.
4. لي يمكّن راكبها من وضوح الروئية لمسافات أكبر.
5. إخافة الحيوانات المفترسة من التقرب إليها.
6. تأمين وضوح الطرق لها لمسافات كبيرة.
ـ ألإبل لها ذكاء كبير ، في حفظ الطرق التي تمر بها.
ـ جعلها الله تعالى , مذللة على الرغم , من عظم حجمها فهي تُقاد ، من أضعف الناس كالاطفال.
ـ خلقها الله تعالى , لكي تحمل الاوزان الثقيلة ولمسافات طويلة.
ـ صممها الله تعالى , للنهوض والبروك مع ما تحمل من أثقال كبيرة.
ـ سخرها الله تعالى , لكي تسير في أكثر الطرق وعورة.
ــ جعل الله تعالى , الدواء في البانها وأبوالها.
ــ جعل الله تعالى , فيها جمال بكل اوقاتها , سواء ان راحت أو سرحت.
ــ جعل الله تعالى , الناقة معجزة لنبيه سيدنا صالح عليه السلام.
ــ جعل الله تعالى , عدد من معجزات سيدنا محمّد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم كما تحبه وترضاه آمين ، متعلق بالإبل ، ككلامه مع البعير ، ومعجزة ناقته عند وصوله الى يثرب ، و....
ـ أما الأذنان , فصغيرتان ، ويغطيهما شعر كثيف من كلجانب ، ليحميهما من رمال الصحراء ، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا.
ــ الجمل من الحيوانات المجترة ، أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام ، الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها ؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى ، ثم تبتلعه في معدتها ثانية ، فيسهل بذلك هضمه.
ــ تعتبر الجمال ، من أهم الحيوانات ، التي يستفيد الإنسان ، من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها ، ويتميز لبن الإبل بجودته العالية ، وحلاوة طعمه ، وسهولة هضمه ، فهو قليل الدهون ، خفيف على المعدة ، غنى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن خاصة الكالسيوم ، كما يحتوى على مواد تقاوم السموم والبكتيريا ، وبه مواد تقوى جهاز المناعة ، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة : أمراض البطن والكبد وغيرها ، وقد اشتكى بعض الناس إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم ، فأمرهم النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا ، فشفوا بإذن الله .
ــ وبر الإبل : يستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام ، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب ، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية .
ــ الجمل شديد الاقتصاد جدًّا في الماء ، ولا يفقد منه إلا أقل من : لتر واحد ، في اليوم أو يزيد ، وذلك عن طريق البول .
- يسير الجمل ، بطريقة تختلف ، عن طريقة سير الحيوانات الأخرى , إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معا ، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معا ، وينتج عن هذه المشية ، تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .
ــ ورد لفظ الإبل ، في القرآن الكريم مرتين ، والناقة (7) مرات ، والعير ( 3) مرات ، والبعير مرتين ، والجمل مرة واحدة .
ــ الجهاز الهضمي للجمل : يخلو من المرارة .
- تلد أنثى الجمل وهى واقفة .
ــ عنق الجمل الطويل ، يساعده على تناول غذائه بسهولة ، ويعطيه أمكانية كبيرة ، للسير ، بكل أمان في أصعب الطرق.
ــ للجمل قدرة عجيبة ، على تحمل العطش ، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع : يمكن للجمل ، أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر ، دون أن يشرب الماء ، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء .
أما في فصل الصيف الحار ، فيمكنه أن يتحمل العطش ، مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة ، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر ، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء ، يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات :
فهو يستطيع : أن يحافظ على ماء جسمه ، بكفاءة عالية ، فلا يفقد منه إلا القليل ، إذ إنه لا يتنفس من فمه ، ولا يلهث أبدًا ، مهما اشتد الحر ، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم .
كما تقوم الكليتان : بدور كبير في ، اقتصاد الماء ، الموجود داخل الجسم ، بصورة مذهلة ، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا ، إلى حد ما .
ولكن أعجب ، ما في الجمل : هو قلة عرقه ، إلى أدنى حد ممكن ؛ إذ إنه لا يعرق ، إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبا ، وهذه ميزة عظيمة ، تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء ، داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
ولا نستبد المزيد من الاعجازات في خلق الابل ، سوف يكشفها الله تعالى لخلقه ،
فسبحان القائل : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت 53
فمن خلال ، هذه الآيات العظيمة ، التي أودعها الله تعالى ، في خلق ألإبل ، يتبين عظمة المبدع ، في خلق السماء ، الجبال ، الارض ، ففيهنّ من ألآيات ، ما لا يحصيهن إلا الله تعالى ، لذلك كانت حكمة الله تعالى ، في ذكر الجمل أولا ، والله تعالى أعلم وأحكم.
فالله الحمد والشكر كما هو أهله وله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجه ولعظيم سلطانه وله الحمد والشكر بعدد نعمائه ، وصلِّ يارب على سيدِّنا محمَّد وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم ، كما تحبه وترضاه آمين.
رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً
رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً
آمين