للأحوال القائمة رفض مطبق وآراء لها الكثير من التحليل
وبهذا المقال راقتني تلك النظرة والتشبيه جدا
الهرولة للخلف رياضة عربية
نقرأ، نكتب، نتعلم، ونعلم بان الدول العربية دول نامية وتسير للتنمية
ومنها ما هو في مراحل متقدمة في هذه التنمية، ليأتي العالم الأول
ويسميها دول العالم الثالث وبين الثالث والثاني وابتعادا عن الأول
هناك قرارات ضمنية وصريحة بالهرولة العربية السريعة للخلف
وصولا إلى الخروج من هذه المتاهة، فالعربي بطبعه يتمتع بدم حار
ولديه عصبية يختص بها، لذا لا يقوى على الجدال المطول
فدائما نهاية نقاشه صريخ ينم عن الاستكفاء من السماع،،،
لذا ابتدعنا رياضة الهرولة والجري السريع للخلف تحسبا واقتداءا بأجدادنا
من العصر القديم، ولهذا أسبابه المنطقية التي نعيها ويعيها العالم
ونطبقها على الأغلب إرضائنا لشيء لا نعيه،، وأسبابنا هي:
أولا: الوقت ثم الوقت فهناك من يرى أن أسباب التخلف هي نقص الأموال
وآخرون يرون أن المقدرات البشرية ونقصها سبب،
وأحيانا يجمع البعض نقص المال والكادر البشري معا،
لكن الحقيقة أننا نمتلك مالا تمتلك دول العالم الأخرى من العلماء والمثقفين
ونفوق غيرنا بقدراتنا المالية ، لكن أموالنا تستغل في قتل الروح المعنوية ،
في قتل الوقت الذي هو الاثمن على هذه الأرض
والذي يعني الحياة ليس إلا فنحن الأقدر على وجه الخليقة في هذا،
نحن امة بشعوبها وكوادرها نرى أن الوقت بخس لا يستحق التفكير فيه
فعلى رأي البعض موعدك أيها العربي مع العربي الساعة الثامنة،
فعليك انتظاره من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساءا ومن الشهر الأول
في السنة إلى شهر ثمانية “أوجست” من العام هذه إن حدد العام أصلا،
في حين قدسية الوقت لدى الغير تقول موعدك الساعة الثامنة من اليوم كذا
بتاريخ كذا وعام كذا. وعُرف السير أن يتجه للأمام في حين نحن نوجه
رؤوسنا للأمام ونسير بأجسادنا للخلف وندعي التقدم تطبيقا لحكمة النعامة.
ثانيا: العربي اشد قسوة وظلما وإرهاقا وتحطيما وعنفا على العربي الآخر،
ويمارس الدبلوماسية مع كل من لا يتكلم العربية مناديا بالقومية،
ومتغنى بلغته ودينه نفاقا ليس إلا، فنحن ووفق معطياتنا الجديد
وسيرنا للخلف قررنا جعل البيت الواحد أشلاء مبعثرة،
والدولة دويلات والشعب شعوب، والدين شعب واديان،
ومع هذا نسمع ترهات الوحدة كيف؟ وما أسسها؟ وبأي شكل؟
أهي وحدة وفق احترامنا للوقت والحياة؟ أم وفق احترامنا للإنسانية؟
أم علها وفق احترامنا للغة الواحدة والدين الواحد؟.
ثالثا: حرق ودفن الإنسانية: ما دعوانا لم نترك منظمة حقوق إنسان إلا ودعوناها
أو استقبلناها على أراضينا ليس لشيء إلا لنريهم كيف يحترم الإنسان الإنسان،
وكيف هي الحقوق المحقوقة، وكيف هي العدالة المنتشرة، !!!
أم دعوناهم لنريهم كرم الضيافة الموروثة عن أجدادنا في العصور القديمة،
الخرج كل داعي للإنسانية مصفقا ومتغني بالمأكولات العربية الدسمة،
ومشددين عليه ضرورة العودة بشرط أن تكون جيوبه منتعشة بالمال
والمشاريع التي تعي اتجاهاتها ووجهتها والجيوب التي ستنتقل إليها،،،
نحن عرب إن اتقنا فَن فهو فَن حرق الآخر لنريه انه لا يساوي إلا جسد الأمس
وحطب اليوم ورماد الغد،
وفي هذا حكمة من كان كان ومن يريد أن يكون أبدا لن يكون فشريعتنا
شريعة البقاء للدكتاتورية بدعوى الديمقراطية.
رابعا: وأخيرا وليس آخرا امة الثورات التي كشفت العورات،
فالتغيير أمر واجب، والتعديل أم مطلوب،
لكن أن يكون هناك البديل المدروس والمقبول، وان كان لا بد من الثورات
فكان يجب أن تكون ثورات وحدة وبنتائج سليمة وسلمية،
لا ثورات دماء وتجار حروب، ثورات يدعم فيها الغني الفقير ليقتل أخاه،
ثورات جعلت أمسنا ظلم ويومنا دامي وغدنا يطالب بالثأر،
فقُتِل الأمن والأمان وتفرقت الشعوب، وزج بالجميع في مشاكل الجميع،
وبات في كل بيت همه وفتحت المقابر في دول العرب
أن كان هناك وقت لفتحها فأحيانا الشوارع هي مأوى جثثنا،
وبات في كل دولة قضية وضاعت أم القضايا،
وأهلا بالقومية فصورتها في وجه أخاك العربية جليه.
والكثير الكثير من الأسباب التي تجذبنا للخلف ونقول عن أنفسنا في طريق التنمية،
وندعي الوحدة، ونعلن إعلاميا رغبتنا في الوحدة،
فوالله لا يعلم ما يعاني العربي إلا إذا زار عربي ليرى أي امة بتنا
وأي إنسانية يمارسها العربي مع العربي، سمعنا عن تمييز عنصري وعرقي
ولم نعي كيف يمارس وممن تجاه من، لكن بحمد الله
بعد ثورات الخريف العربي أزهرت وتلونت الصورة في أذهاننا،
وسمعنا وقرأنا عن ثمن الوقت فكنا نعتقد انه من أثمن ما نملك
وان اليوم هو يوم والشهر شهر وبمد الله حذفنا ساعاتنا وتقويمنا جانبا
بعد قرارنا السير للخلف، وما أكثر ما التقينا وفود تدعو لنشر حقوق الإنسان
في عالمنا وما أكثر ما تابعنا تلك البرامج
لنكتشف أنها ما كانت إلا أغاني يلحنها مسن ليغنيها ميت
ويسمعها سكان المقابر!!!!
فهل من قوة لتعيد بوصلة الجسد العربي فعله يهرول ولو دائخا للإمام؟!!.
والله ولا عجب