الاختصاصي في التحليل والعلاج النفسي قال إن المعاكسة مقدمة للتحرش
اعتبر الدكتور مامون مبارك الدريبي، الاختصاصي في التحليل والعلاج النفسي، أن اقتحام عالم النساء بطرق فجة لإثبات الرجولة وقوة الشخصية مؤشر على الضعف، وأكد أن الافتخار بالفحولة دليل على تبلد الفكر؛ مشددا على أن معاكسة الفتيات بمثابة مقدمة تمهد الطريق للتحرش الجنسي. ودعا المحلل النفساني في حواره مع "الصباح" إلى الكف عن النظر إلى النساء المغربيات كعورات ينبغي أن تحتجب، موضحا أن اعتناء المرأة بنفسها وتجملها يمثل في حد ذاته رقة وجمالا، محذرا في السياق ذاته من أن مؤشرات المعاكسة إذا تفاقمت، فإنها ستؤدي إلى الاقتحام الجسدي لأعراض الفتيات.
من المسؤول عن انتشار ظاهرة معاكسة الفتيات، هل الشباب أم الفتيات أم الثقافة السائدة في المجتمع؟
في المجتمعات المتحضرة عموما تكون للعلاقة بين الذكور والإناث طقوسها وقواعدها. فإذا استحضرنا، مثلا، الموروث العربي والإسلامي نجد أن الشعراء عندما يتغنون في قصائدهم بالغزلان أو الورود أو البدر كانوا يعطونها أسماء مؤنثة، في إحالة على فتاة في قبيلة ما أبهرتهم بجمالها، وكان هذا التغني يتسم بالرقة، وكانت الإناث يستمتعن بهذا التحضر في العلاقة بين الجنسين، وكان الرجل يضع المرأة في مقام رفيع وراق. لكن عندما تنهار قيم الحضارة، فإن ثقافة الاستهلاك تحل محلها، وفي هذه الحال يشرع الذكر في التباهي باقتحامه لعالم الأنثى بقوله إنه لا يخشى التودد إلى الفتيات والإيقاع بهن. فالمسؤول عن ظاهرة التمييع هذه هم الذكور.
ما هي العوامل النفسية التي تدفع الشباب إلى معاكسة الفتيات؟
يسود اعتقاد خاطئ في الأوساط الذكورية، مفاده أن رجولة الذكر لا تكتمل إلا بعد أن يقتحم عالم الأنثى ويتجرأ عليها. وهذا هو السبيل الأقصر والأضعف لتصور اكتمال الرجولة. لأن الرجل الحقيقي تكتمل رجولته باحتكاكه بالرجال وشخصياتهم وثقافتهم القوية، فبصموده مراهقا أو بالغا واحتكاكه بهم تكتمل رجولته. لأن من يخشى التقرب من النساء والتودد إليهن، يعمل على اقتحام عالمهن بتلك الطرق الفجة ليُقنع نفسه برجولته وقوة شخصيته.
إذن هل يمكن اعتبار معاكسة الفتيات إثباتا للفحولة لدى الشباب؟
فكرة الفحولة بحد ذاتها بلادة. فمن يتبنى مثل هذا الفكر فهو يقر على نفسه بأنه بليد. والبلادة للأسف من سمات اضمحلال العقل، فأي ذكر يفتخر بفحولته ويعتبرها خاصية مميزة لرجولته فهو يبصم بأصابعه الخمسة على أنه بلغ من البلادة حدا مطلقا.
هل يمكن إدراج المعاكسة في خانة التحرش الجنسي؟
بطبيعة الحال. لأن المعاكسة بمثابة مقدمة تمهد الطريق للتحرش. فمن يُقْدم على هذا الفعل لا يقوم بذلك لغاية نبيلة أو راقية، وإنما هناك هرمونات تحركه وتتحكم فيه، مثله في ذلك مثل ذوات الحوافر الأربعة؛ فمرة يقفز على الحوافر الأمامية ومرة على الحوافر الخلفية وثالثة على الذنَب، وهذا مؤشر سلبي وعلى المسؤولين عن الحقل الثقافي والاجتماعي والقانوني أن يضعوا إستراتيجية للتهكم والسخرية من مثل هذه الأفعال وليس الردع، حتى يستحي هؤلاء من أفعالهم. فهذه المؤشرات إذا تفاقمت ستؤدي إلى الاقتحام الجسدي لأعراض الفتيات. فمن يعترض سبيل فتاة ويتحرش بها، تستجيب لرغبته خوفا من أن شتائمه أو حتى الاعتداء الجسدي عليها وفي هذه اللحظة على المجتمع أن يعي أن هذا السلوك يمثل أولى بوادر الاقتحام الجسدي.
ألا يمكن القول إن بعض الفتيات يعمدن إلى إشباع غرورهن بإغراء الشبان على معاكستهن؟
لا. هذا ليس صحيحا. فمن طبع النساء أنهن يخلقن السعادة في وضعيات يائسة. فلولا اقتحامهن لهذا الواقع البئيس، إذ نجد مثلا فتاة أو امرأة في أحياء شعبية وفقيرة؛ ورغم وضعيتها المزرية تتجمل وتعتني بنفسها، فهل سنعتبر ذلك غرورا؟ بل هو اقتحام لصيغة التمتع الواجبة والمستحقة، فالنساء جزء من الحياة والمتعة، وفقط عن طريق اعتنائهن بأنفسهن وضحكاتهن قد يغيرن الواقع. لهذا ينبغي أن نحافظ على هذه الرقة لدى نسائنا، وأن نكف عن النظر إليهن كعورات ينبغي أن تحتجب.
م. ا
اعتبر الدكتور مامون مبارك الدريبي، الاختصاصي في التحليل والعلاج النفسي، أن اقتحام عالم النساء بطرق فجة لإثبات الرجولة وقوة الشخصية مؤشر على الضعف، وأكد أن الافتخار بالفحولة دليل على تبلد الفكر؛ مشددا على أن معاكسة الفتيات بمثابة مقدمة تمهد الطريق للتحرش الجنسي. ودعا المحلل النفساني في حواره مع "الصباح" إلى الكف عن النظر إلى النساء المغربيات كعورات ينبغي أن تحتجب، موضحا أن اعتناء المرأة بنفسها وتجملها يمثل في حد ذاته رقة وجمالا، محذرا في السياق ذاته من أن مؤشرات المعاكسة إذا تفاقمت، فإنها ستؤدي إلى الاقتحام الجسدي لأعراض الفتيات.
من المسؤول عن انتشار ظاهرة معاكسة الفتيات، هل الشباب أم الفتيات أم الثقافة السائدة في المجتمع؟
في المجتمعات المتحضرة عموما تكون للعلاقة بين الذكور والإناث طقوسها وقواعدها. فإذا استحضرنا، مثلا، الموروث العربي والإسلامي نجد أن الشعراء عندما يتغنون في قصائدهم بالغزلان أو الورود أو البدر كانوا يعطونها أسماء مؤنثة، في إحالة على فتاة في قبيلة ما أبهرتهم بجمالها، وكان هذا التغني يتسم بالرقة، وكانت الإناث يستمتعن بهذا التحضر في العلاقة بين الجنسين، وكان الرجل يضع المرأة في مقام رفيع وراق. لكن عندما تنهار قيم الحضارة، فإن ثقافة الاستهلاك تحل محلها، وفي هذه الحال يشرع الذكر في التباهي باقتحامه لعالم الأنثى بقوله إنه لا يخشى التودد إلى الفتيات والإيقاع بهن. فالمسؤول عن ظاهرة التمييع هذه هم الذكور.
ما هي العوامل النفسية التي تدفع الشباب إلى معاكسة الفتيات؟
يسود اعتقاد خاطئ في الأوساط الذكورية، مفاده أن رجولة الذكر لا تكتمل إلا بعد أن يقتحم عالم الأنثى ويتجرأ عليها. وهذا هو السبيل الأقصر والأضعف لتصور اكتمال الرجولة. لأن الرجل الحقيقي تكتمل رجولته باحتكاكه بالرجال وشخصياتهم وثقافتهم القوية، فبصموده مراهقا أو بالغا واحتكاكه بهم تكتمل رجولته. لأن من يخشى التقرب من النساء والتودد إليهن، يعمل على اقتحام عالمهن بتلك الطرق الفجة ليُقنع نفسه برجولته وقوة شخصيته.
إذن هل يمكن اعتبار معاكسة الفتيات إثباتا للفحولة لدى الشباب؟
فكرة الفحولة بحد ذاتها بلادة. فمن يتبنى مثل هذا الفكر فهو يقر على نفسه بأنه بليد. والبلادة للأسف من سمات اضمحلال العقل، فأي ذكر يفتخر بفحولته ويعتبرها خاصية مميزة لرجولته فهو يبصم بأصابعه الخمسة على أنه بلغ من البلادة حدا مطلقا.
هل يمكن إدراج المعاكسة في خانة التحرش الجنسي؟
بطبيعة الحال. لأن المعاكسة بمثابة مقدمة تمهد الطريق للتحرش. فمن يُقْدم على هذا الفعل لا يقوم بذلك لغاية نبيلة أو راقية، وإنما هناك هرمونات تحركه وتتحكم فيه، مثله في ذلك مثل ذوات الحوافر الأربعة؛ فمرة يقفز على الحوافر الأمامية ومرة على الحوافر الخلفية وثالثة على الذنَب، وهذا مؤشر سلبي وعلى المسؤولين عن الحقل الثقافي والاجتماعي والقانوني أن يضعوا إستراتيجية للتهكم والسخرية من مثل هذه الأفعال وليس الردع، حتى يستحي هؤلاء من أفعالهم. فهذه المؤشرات إذا تفاقمت ستؤدي إلى الاقتحام الجسدي لأعراض الفتيات. فمن يعترض سبيل فتاة ويتحرش بها، تستجيب لرغبته خوفا من أن شتائمه أو حتى الاعتداء الجسدي عليها وفي هذه اللحظة على المجتمع أن يعي أن هذا السلوك يمثل أولى بوادر الاقتحام الجسدي.
ألا يمكن القول إن بعض الفتيات يعمدن إلى إشباع غرورهن بإغراء الشبان على معاكستهن؟
لا. هذا ليس صحيحا. فمن طبع النساء أنهن يخلقن السعادة في وضعيات يائسة. فلولا اقتحامهن لهذا الواقع البئيس، إذ نجد مثلا فتاة أو امرأة في أحياء شعبية وفقيرة؛ ورغم وضعيتها المزرية تتجمل وتعتني بنفسها، فهل سنعتبر ذلك غرورا؟ بل هو اقتحام لصيغة التمتع الواجبة والمستحقة، فالنساء جزء من الحياة والمتعة، وفقط عن طريق اعتنائهن بأنفسهن وضحكاتهن قد يغيرن الواقع. لهذا ينبغي أن نحافظ على هذه الرقة لدى نسائنا، وأن نكف عن النظر إليهن كعورات ينبغي أن تحتجب.
م. ا